أكثر ما يحير الخليجيين الآن هو موقف سلطنة عمان، فالدولة الهادئة أقلقت جيرانها حتى أكثر من القلق الذى تمثله دولة قطر، لأن الأخيرة معروف أن لديها طبيعة داخلية ورغبة جامحة فى الحصول على دور أكبر، لذلك فإنهم يلعبون بالنار كما يشبهها كثيرون، لكن عمان وتحديدا خلال عام 2013 كانت ولا تزال مبعث قلق لجيرانها، ليس لأنها تتبع سياسة عدوانية، ولكن لأن السلطنة تسير وفق دبلوماسية ربما يراها الخليجيون تمثل تغريدا خارج السرب الخليجى.
النقطة الفاصلة كانت حينما أشهر يوسف بن علوى، وزير الخارجية العمانى خنجره فى وجه الخليجيين الحالمين بفكرة الاتحاد، معلنا قبل أيام من انعقاد القمة الخليجية بالكويت فى ديسمبر الماضى "نحن ضد الاتحاد"، مستكملا حديثه "لن نمنع الاتحاد لكن إذا حصل لن نكون جزءا منه، وفى حال قررت الدول الخمس الأخرى الأعضاء فى المجلس إقامة هذا الاتحاد فسننسحب ببساطة من مجلس التعاون الخليجى".
موقِفُ بن علوى كان مفاجئا، فكلمته لم تكن مبرمجة ضِمن الكلمات المحددة بمنتدى الأمن الإقليمى بمملكة البحرين، ثم إن قرار الانتقال إلى اتحاد خليجى من عدمه، كان سيُناقش فى القمة الخليجية التى عُقدت بعد ذلك بأيام فى الكويت، ما يعنى أن حديث بن علوى أتى فى مثابة "رسالة استِباقية" وبلهجة شديدة وحاسمة لم يعتدها أحد من الأشقاء العمانيين.
إذا ما ربطنا ما حدث من قضية الاتحاد الخليجى الذى كانت تدعمه بقوة المملكة العربية السعودية، والدور العمانى فى حل الأزمة النووية الإيرانية سنكتشف أن هناك تغيرات أصبحت تحكم السياسة الخارجية لدول الخليج حاليا، فالسلطنة شهدت خلال الشهور الماضية دبلوماسية نشطة لكنها بعيدة عن الأضواء هدفها تيسير الحِوار بين المُتخاصمين وتأمين قناة للتفاوض مثلما تفعل فى استضافة اتّصالات سِرية، تمهيدا لمؤتمر جنيف 2 الخاص بإيجاد تسوية للأزمة فى سوريا، استكمالا لدورها السرى فى إنضاج الاتفاق النووى الأمريكى- الإيرانى، حينما استضافت محادثات سِرية أمريكية- إيرانية مهّدت للاتفاق النووى الذى توصّلت له الولايات المتحدة وإيران، ثم زيارة السلطان العُمانى قابوس بن سعيد إلى طهران مؤخّرا، كل هذه التحركات ربما تفسر أسباب قلق وحيرة الخليجيين وتحديدا السعوديين من التغيرات التى طرأت على السياسة العمانية، فلسان حالهم "لماذا اتّخذ العُمانيون هذا الموقف؟".
الإجابة على هذا السؤال بالتأكيد موجودة لدى قادة عمان وحدهم، لكنهم عادة لن يبوحوا بها، لكن المؤكد أن عمان بدأت تتخذ مواقف مختلفة عما كانت تتبعه فى الماضى، فهى الآن أحد مفاتيح اللّعب الرئيسية فى المحادثات الغربية مع طهران، وهو ما ظهر فى الدور الذى قام به كبير المستشارين الاقتصاديين للسلطان قابوس، سالم بن ناصر الإسماعيلى، حينما ساعد على عودة ثلاثة مواطِنين أمريكيين إلى بلدهم فى عام 2010، بعدما احتجزتهم السلطات الإيرانية بتُهمة التجسس، ويبدو أن إدارة باراك أوباما أدركت منذ ذلك التاريخ أهمية دور الوسيط، الذى يُمكن أن تلعبه عُمان مع طهران.
يزاد على ذلك أن عمان هى الدولة الخليجية الوحيدة التى تعلن موقفا واضحا تجاه ثورة 30 يونيو فى مصر، لم تعلن دعمها وتأييدها، أو رفضها.. بل اختارت الطريق الأوسط بأن تنتظر إلى حين تتضح معالم خارطة المستقبل التى تم الإعلان عنها، وهو موقف أثار استغراب الكثير من المصريين ولم يجدوا مبررا له.
عدد الردود 0
بواسطة:
حمزه ابو حمزه
لن أعيش فى جلباب أبى ***هذا لسان حال بعض دول الخليج **وهذه نظره قاصره
عدد الردود 0
بواسطة:
علي سالم
اللهم احمي مصر
ولكن هذا حقهم
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
الى 3
عدد الردود 0
بواسطة:
متسلطن عماني
شكرآ ربي
الحمدالله اني عماني شكرآ ربي
عدد الردود 0
بواسطة:
عماني
الى 4
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مصري عماني
عدد الردود 0
بواسطة:
عماني
الى 8