جمال المتولى جمعة يكتب: من هدى الرسول الأعظم

الإثنين، 13 يناير 2014 01:11 م
جمال المتولى جمعة يكتب:  من هدى الرسول الأعظم غار حراء الذى كان صاحب المقام الرفيع صلى الله عليه وسلم يتعبد بها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغى أن نقتدى به فى خلقه وفى إيمانه وفى حبه لله وللمؤمنين امتثالا لقول الله تعالى "فقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة" ينبغى أن نقتدى بالرسول فى سياسة الدين وسياسة الدنيا.

كان الرسول المصطفى متواضعا لا متغطرسا كملوك الدنيا والحكام الطواغيت لقد قال لمن أراد أن يقبل يده (لا تفعلوا بى كما تفعل الأعاجم بملوكها).

كيف واجه الصعاب وتغلب عليها وكيف صابر وثابر حتى بلغ رسالته فحول قومه من فرقة وبغض وتفاخر بالأموال والأولاد إلى أمة واحدة تنسب إلى الإسلام وتؤمن به وتقيم أوامره وتتجنب ما نهى الله عنه فأقام دولة وأحيا أمة فى زمن قصير ثلاثة وعشرين عاما.

استطاع الرسول أن يقف أمام العالم أجمع وأمام جهالات قريش وكفرها العنيد وكل ما يعبد من دون الله وقف يدعو إلى الله وحده لا شريك له ونبذ كل ماسواه أنه بحق لجدير بكل تبجيل واحترام ليس فقط من اتباعة بل من كل من يفهمون العبقرية وخصائصها.

إن الصفات التى تفردت فى هذا الرسول العظيم لجديرة بأن يحصل على نوط الامتياز ويحظى بكل تقدير واحترام أنه بحق الرسول الأعظم.

فقد كان ميلاد الرسول بمثابة نقطة تحول فارقة فى تاريخ البشرية فحمل مشاعل النور وراية التوحيد والهداية . وقاد ثورة ضد الجهل والباطل والكراهية والحقد والبغض قام بثورة الحق ولم الشمل وابراز العمل الذى يحرك قوة الإرادة وعجلة الإنتاج والتنمية، وقام بجمع الأمة على كلمة سواء وتوحيد صفوفها والتأليف بين قلوبهم وربطها بالإخاء والمحبة فقد قضى على الحرب الدائرة بين الأوس والخزرج وآخى بين المهاجرين والأنصار ليظل المجتمع وحدة متكاملة لم ينس رسول الله أهل الكتاب فأقام ميثاق المدينة مع اليهود وغيرهم ليقيم بذلك أول وحدة وطنية فى العالم بأسره ليحقق ما للمسلمين وما عليهم وبذلك أقام أول نظام تعرفه الدنيا للمواطنة الحقة التى لا زيف فيها على أساس من الود والعلاقة الطيبة وكان ذلك بمثابة رفض العنصرية البغيضة والتعصب المقيت فكانت السماحة كلها والرحمة جميعها وأصبحت رسالة الإسلام للإنسانية كلها لتأصيل القيم والسلوكيات والتسامح والوفاء، وقد سار الصحابة والتابعون من بعده على نهج الإسلام القويم فاتسعت دولتهم حتى تخطت رقعة كبيرة من الأرض وأصبحوا المثل الأعلى فى العدل والعبادة وتطوير الحياة.

فنحن بحاجة لأن نتذكر ونتعلم هذا خاصة فى هذا الوقت الذى انقسم فيه المجتمع وأصبح الشقاق والخلاف أهم ما يميزه بعد أن غاب الحوار وعلا الشجار.

علينا أن نأخذ من سنته ونتعلم منها ونسعى إليها ليكن الحوار والتعايش السلمى فنتعلم كيف كان يتحاور مع أصحابه ومع المختلفين معه فى الرأى فكان يسمع لغيره ويأخذ بالرأى الآخر لو كان صحيحا.

فعلينا أن نعلم ونتيقن أن الهدف ليس فرض الرأى وإنما إبداء الرأى والاستماع للرأى الآخر للوصول إلى الصواب.

ما تشهده مصر الآن يدعونا للتعلم من سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى كيفية التعامل مع الآخرين مع المسلم وغير المسلم مع الصديق مع العدو فكان صلى الله عليه وسلم يحسن معاملة الجميع ويلجأ دائما إلى العفو والصفح والتسامح وكان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الانتقام وما حدث فى دخول مكة خير شاهد على ذلك بعد أن عفا عن أهلها فالأنبياء هم القدوة والمثل وعلينا أن نقتدى بهم ونحن كمسلمين لو طبقنا سنة الرسول لما حدث هذا الانقسام وهذا الشقاق الذى نعيشه اليوم بعد أن ضاعت السماحة والعفو وصارت بيننا الغلظة والجفاء فى التعامل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة