كثيرة هى انطباعات الناس عن ألمانيا وذلك بسبب صناعاتها المتفوقة وخصوصا صناعة السيارات، فمعظم ماركات السيارات القوية والحديثة والأكثر أناقة تصدر من ألمانيا، وهذا صحيح.
كنت فى أول زيارة إلى هناك وأحاول أن أقنع نفسى أننى لن أتحث الإنجليزية وأنه على أن أتذكر وأستوعب دروس اللغة الألمانية أثناء فترة الجامعة، ومع البدء بالهجاء ومن ثم تركيب الجمل وكونى موجودا هناك، وجدت الأمر يسيرا على غير ما كنت أتوقع.
هبطنا فى مطار فرانكفورت الدولى مساء قبل منتصف الليل، وهو يعد ثانى اكبر المطارات فى أوروبا ويستوعب اكثر من 55 مليون مسافر و480.000 طائره كل عام ، والمطارات فى اوروبا تغلق ابوابها منتصف اللى والكل يذهب الى بيته ! فسوء الاحوال الجوية له عامل فى ذلك خصوصا فترة الشتاء، كذلك هو توفير فى الطاقة والتشغيل واعتقد أن الأمر له سمات اجتماعية، فمن غير المعقول استقبال الضيوف فى بيتك بعد منتصف الليل، فهو وقت الخلود للراحة، ولكن مؤخرا اعتقد انه بات هناك نوع من المرونة فى العمل ليلا، غير أن استقبال حالات الطوارئ أمر حتمى.
الفندق من نوع فنادق المطارات، أى أنه قريب من المطار وفى الحقيقة، هو متصل بالمطار عبر نفق لا يتعدى الكيلو متر لتجد نفسك أمام مدخل الاستقبال الخاص بالفندق.
أتذكر أن الجو كان شتاء، والبرد هناك من النوع الخاص، فإن ميع الغرف والمنازل مجهزة بأجهزة التدفئة التى تقوم بالضبط التلقائى لدرجة الحرارة والرطوبة المناسبة، وعند الخروج فى الجو الممطر البارد، لن تشعر بالصقيع الذى هو سمة البرد فى هذه الدول وهو الشتاء القارص بالنسبة لنا. فان المنازل هناك مجهزة بمثل هذا النوع من التدفئة حتى انه فى بعض المنازل تمر مواسير التدفئة عبر الحائط لضمان الحفاظ على درجة الحراره المثلى.
ذهبنا عبر المترو الى المدينة واحد الميادين الشهيرة هناك، وبت ألاحظ الفرق بين المترو فى لندن وفى ألمانيا، فإن الموجود فى ألمانيا قريب الشبه من القطارات فى طريقة عمله وهو ما يعكس العقلية الألمانية فى التفكير والصناعة، فليس سهل الاستخدام أو سهل الإرشادات، وكثير من التقاطعات أو المزلقانات لتغيير الاتجاه، فالفرق بينهما كما الفنان من يرسم صوره بخط واحد مرة واحدة وآخر يستخدم عدة خطوط لرسم نفس الصورة.
المدينة جميلة ونظيفة ومفعمة بالحياة وقت النهار والليل، فعلى عكس ما كنت اعتقد من انطباعات عن الألمان، فهم يحبون السهر وقضاء الوقت خارج المنزل من مختلف الاعمار وقد اكون مخطئا فربما تكون هى حال المدينة وحال الريف مختلفا! ولكن عموما سكان المدن والأرياف فى مختلف البلاد ينظر كل منهم للاخر نفس النظره مقارنة معنا هنا فى مصر، وكانت هذه خبرة جديدة اكتسبتها، فعندما تسافر إلى الريف الاوروبى لقضاء العطلة فانت لا تبعد كثيرا عن الريف المصرى فى العادات والتقاليد والطبائع ولكن مع فرق العلم والمدنية والحداثة.
فرانكفورت كانت أيضا إحدى الوجهات التى أسافر إليها كمضيف جوى كل شهر تقريبا، كونى درست الألمانية، وبكونى من المتحدثين باللغة العربية أيضا، وفى المرة القادمة ومرات أخرى أروى لكم زياراتى الميدانية مع المجموعة ومنفردا لوسط المدينة وبقية الأماكن السياحية، وكيف ضللت الطريق وبت أفكر فى نفسى هل من المجدى أن أكون لاجئا غير شرعى بعد أن وطئت قدماى أوروبا أم من الأفضل أن استمر فى النجاح الذى وصلت إليه .
ياسر حسن يكتب: فى فرانكفورت قليل من الألمانية ينفع أحيانا
الأحد، 12 يناير 2014 02:10 ص
ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة