عمرو جودة

هكذا سحق عبد الناصر الإخوان

الأحد، 12 يناير 2014 11:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتقد الكثيرون أن عبد الناصر استطاع سحق الإخوان تمامًا بفضل قبضته الأمنية الحديدية، وإن إلقاءهم فى غياهب السجون هو ما جعلهم يختفون تمامًا من المشهد حتى فتح لهم السادات الباب ليعودون مرة أخرى وبدعم من الدولة، وظهر هذا جليًا فى الشعار الشهير الذى ردد بقوة فى تظاهرات 30 يونيو وما قبلها: " لو عبد الناصر عايش كان لبسهم الغوايش" بل إن البعض طالب بإعادة حبيب العادلى مرة أخرى كى يعيدهم إلى الجحور.

وفى الحقيقة كل هذا غير صحيح، فلقد سحق عبد الناصر الإخوان لأنه كان يمتلك مشروعًا استطاع به جمع أغلب أبناء هذا الوطن حوله، لقد كان الرجل البسيط يرى أن أعداء عبد الناصر أعداء له شخصيًا، كان يرى الإخوان كمارقون يريدون إسقاط النظام الذى منحهم خمسة فدادين فى الإصلاح الزراعى، وأتاح لأبنائهم التعليم المجانى بعدما كان حكرًا على أبناء الأغنياء، ومنحهم الوظائف فى مصانع القطاع العام، ووفر لهم السكن فى مشاريع المساكن الشعبية، وأدخلهم زمن الكهرباء بمشروع السد العالى، وجعلهم يشعرون بالكرامة بين سكان العالم بعدما كانوا مجرد فلاحين يسكنون وطنًا أفلت شمسه وجار عليه الزمان.

سحق عبد الناصر الإخوان لأنه أدرك ببساطة أن عصا الأمن وحدها لا تكفى، وأنه يحتاج لحل سياسى بجانب الأمنى حتى يستطيع أن يسير إلى الأمام، والحل السياسى هنا ليس مفاوضة الإخوان أو إجراء اتفاق معهم لإنهاء العنف كما يدعى مثلاً د. محمد البرادعى -الذى احترمه واحترم دوره- ولكن بمشروع قومى لنهضة البلاد يستطيع أن يجمع أغلب أبناء هذا الوطن حوله وينهى الوضع البائس الذى نعيشه وهذا سيضع الإخوان أمام خيارين كلاهما مر، إما الاستسلام والانضمام للركب أو أن يكونوا أعداء شخصيين للمواطن العادى ينازعونه بوقاحة فى قوت يومه.

لقد أثبتت الثورة أن العصا وحدها لا تكفى، ولابد أن يكون هناك دائمًا حل سياسى بجانب الحل الأمنى كى يكتمل النجاح، أن سحق الإخوان ببساطة لا يتطلب إلا تحقيق أهداف الثورة وجعل المواطن البسيط يشعر بمعنى ملموس للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، تلك الشعارات التى لا تعنى له إلا مجرد كلمات غامضة ترددها حناجر غاضبة فى مظاهرة لا يعرف لأى سبب نظمت.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة