استكملت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدى، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، فى جلسة مسائية، الاستماع إلى شهادة الكاتب الصحفى والإعلامى إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة التحرير فى محاكمة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، و6 من كبار مساعديه، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم.
المحكمة: هل اطلعت على مكاتبات أو تسجيلات، تظهر وجه الحق فيما تعرض له المصريون؟
أجاب: نعم اطلعت على أوراق محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، التى أثرت بدور كبير على معلوماتنا، التى بناء عليها أدليت بأقوالى فى هذه الشهادة.
س: ما رأيك بشأن كلمات مبارك بأنه عاش وسوف يعيش ويدفن بأرض هذه الوطن ولن يغادرها أبداً؟
أجاب عيسى: "أنه كان كلام جميل ومؤثر ووطنى وأصيل على مستوى شخص الرئيس لكنه لم يكن ينسحب، وقالها عملاً بمبدأ لا تبخسوا الناس أشياءها بين ما يقوله حاكم ومسئول وبين شخص ووطنيته، موضحا أن رغبة مبارك التى أعرب عنها تتسق مع كونه واحداً من أبطال حرب أكتوبر، لكن سياسيا يبقى الاختلاف والمعارضة قائمة، ويبقى لكل مسئول بهذا الوطن ما له وما عليه بما قدمه حكما للتاريخ والشعب.
س: ما هو معيار اختيار الشباب المصرى للمشاركة فى أعمال المجتمع المدنى؟
ج: المجتمع المدنى هو محاور خدمية ومجال التنوير وحماية حقوق الإنسان، وكل من يقدم على العمل بمنظمات حقوق الإنسان محب لوطنه باحث عن خدمته وسبيل لتحقيق طموحاته، ولم يجد دولة وأجهزة دولة تستوعب طموحه، وتؤهله وتستخدمه، ولا وجدت أحزاب سياسية حقيقية، يعمل من خلالها، ويظهر بدوره فيها، فوجد فى مثل هذه المنظمات الموجودة فى مصر من قديم، مثل الجمعيات الخيرة ومنها جمعية الشبان المسلمين، حيث كانت تلك الجمعيات التى كانت تلعب ولا تزال دورا مهما فى إنماء البلد، لكن عزوف رجال المال والأعمال وكذلك الدولة عن دعم الأنشطة التنويرية والحقوقية التى يرغب فيها ويعمل بها شبابنا دفعت هؤلاء إلى مصادر التمويل الأجنبى، التى كانت تجرى تحت عين أجهزة الدولة وبموافقة الوزارات المعنية ومنصوصا عليها فى اتفاقيات المنح والمعونات، وهناك من منظمات المجتمع المدنى تلك وهى النسبة الأعظم والأعم من عملت لخدمة الوطن، وهناك من انحرف بهذا النشاط عن هدفه النبيل والمحتمل.
س: ما رأيك فى أساس اختيار شعار حركة 6 أبريل بقبضة اليد المغلقة؟
أجاب: أنه لم يسبق له البحث عن هدف ومقصد ذلك الشعار، لكن أى حركة أو حزب أو جماعة تضع لنفسها شعاراً فإنها تستهدف به أن يكون لافتا وجاذبا ومثيرا للاهتمام ومعبرا عن شىء فيها أو شىء تسعى له، وعلامة قبضة اليد مجال للإشارة إلى القوة والعزيمة، أو قبضة فى وجه الظلم، أو لكمة فى وجه الاستبداد، ويبقى مقصد الشعار وفقاً لهدف صاحبه، وشعار الحركة السرية 6 أبريل التى خرج فيه 30 ألف مسلم فى سراييفوا والتقطهم القناصة من فوق سطح فندق قتل خلاله الكثيرون منهم واشتعلت عقبه حرب أهلية.
فحركة 6 أبريل أبعد عن هذا التصور، وأخشى أننا فى المجتمع المصرى من فرط ما نكره وعمق ما نختلف، نبالغ فى أشياء وشخصيات وكائنات هى أقل قيمة من هذا الحكم الهائل لانشغالنا بها، بل لعل هذا الانشغال يصرفنا عن حقائق أولى بالاهتمام، فضلا عن اللامبالاة فى تحميل شبابنا أدواراً وأثقالاً لا علاقة لهم بها، تزيدهم تطرفاً وغروراً، وهو ما نخشى على بلادنا منه.
س: ما تقييمك لاستخدام تعليمات جيم شارل، بتقسيم أو معاداة مؤسسات الدولة؟
أجاب: أن هناك مجموعات من الشباب محدودة العدد والأثر، تؤمن وتميل إلى الفوضى، وينبغى مواجهتهم بالفكر والكلمة، والردع بالقانون، حتى تعود تلك الأفكار إلى مواضعها بوصفها محدودة وهامشية، فى حوار يستدعى تندر رواد المقاهى فيما يسمعونه من أقوال حول هذا.
س: ما رأيك فى الدكتور محمد البرادعى وما علاقتك به؟
أجاب: أحسب الدكتور البردعى صديقا، جمعتنا مكالمات عدة عقب قدومه إلى مصر، وظلت صلتنا لم تنقطع ولم يعكرها صفو، وإن كان الاختلاف واضح وكامل بعد توليه منصبه الذى استقال منه كنائب لرئيس الجمهورية فى تحليل الواقع ووسائل التعامل معه، والقرارات المفترضة، فعلى الرغم من كونها صداقة واضحة وصافية إلا أن هناك ثمة خلاف واضح بيننا.
س: ما معلوماتك حول مناداة البرادعى بتغييرات فى الجيش، قائلا إن الجيش يحتاج إلى إعادة صياغة، ليصبح قوة لمواجهة الإرهاب؟
أجاب: لم أسمع منه هذا مطلقا، ولعلى أذكر أنه كتب خطابا للجيش المصرى فى 5 أكتوبر 2010 أعرب فيه عن احترامه وتقديره لهذا الجيش الوطنى، وكان دائم الإعلان على ضرورة تدخل الجيش لحسم أى خلاف بين الشعب والرئيس، وفى شهر يوليو من العام الماضى 2013 كان البرادعى جالسا على رأس لفيف يمثل المصريين بينهم شيخ الأزهر والبابا ولفيف سياسى من شباب حركة تمرد وغيرهم، وقرأ بنفسه خطاب يؤكد تأييده لانحياز الشعب إلى ثورة يونيو، ودعمه للشخصى لذلك بحكم تواجده فى هذا الحدث، ومن ثم لا يرد فى حسبانى ما يقال عن البرادعى برغبته فى التدخل والتعدل بقوات الجيش.
س: ما رأيك فى قول أحمد صلاح للرئيس الأمريكى وكونداليزا رايس، "لكم الفضل فى إنشاء حركة كفاية؟
أجاب: أن هذا الشخص مجرد خنفسة أنيقة، ونكرة لا يعول على أقواله، وحركة 6 أبريل لم تكن لوحدها التى دعت للثورة، ولكن حملة الدكتور محمد البرادعى وحزب التجمع، وائتلاف المصريين الأحرار، و9 حركات سياسية.
س: هل يمكنك أن تستنتج الطرف الثالث الذى أشعل الصراع داخل المجتمع المصرى؟
أجاب: أنها تلك الجماعة العصابية السرية التى سعت لإسقاط الوطن، والوطن عانى من الأطراف الثلاثة، حكومة لم تكن تراعى مصالح شعبها وتستجيب لمطالبه، وشعب لم يكن يملك من اليقظة لاكتشاف الطرف الثالث، وطرف ثالث انكشف وانفضح، وقال عيسى إن الصراع لم يكن بين مصريين على المطلق، ولكن كان بين مصريين وخونة يريدون إسقاط الدولة.
وأكد عيسى على وسطية وسماحة بلادنا، وأن التيار الليبرالى فى مصر لم يتشكل بالقوة الكافية، كما أن تيار الإسلام السياسى لا يمكن أن تمثله تلك العصابة المسلحة، ولا حتى المتشددين، لأن مصر كلها تنتمى إلى الإسلام الوسطى المعتدل.
وقال عيسى إن ثورة الشعب الذى أكده بما لا يدع مجالاً للأعمى إلا أن يبصر هذا الحب، لا يمكن إن يكون مسيراً من جهة أو دولة أو هيئة أو منظمة، بل هى الوطنية الخالصة والمصرية التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ.
س: ما معلوماتك عن حروب الجيل الرابع، التى تعتمد على التجمهر وإسقاط أنظمة الدولة من خلال حرب اللاعنف؟
أجاب: أنها أكبر حروب الأرض وهى الحروب النفسية، ويخشى أن نظرتنا لمؤامرة تتم على هذا الوطن أن تدفعنا، إلى أن نستنزف فى أفكار تنتهى إلى شطط وكيان يضعفنا عن الواقع.
س: ما رأيك فيما قاله محمد عادل أحد قيادات 6 أبريل عقب نجاح ثورة يناير 2011 بأنه تدرب فى مؤسسة بصربيا؟
أجاب: لا أستطيع أن أحمل ثورة يناير مسئولية بعض الصبية، وأصنع منهم ثوار أو مخططين كبار وعظام، ولا يمكن لهؤلاء الملايين الذين خرجوا لإقامة الثورة، قد خرجوا بسبب شاب مرتبك سياسياً مشوش، لا نعتبر لرأيه أهمية ولا لدوره قيمة، مثل هذا الشاب يحط من مصر وينتقص من ثورتها ويدين شعبه ويصنع أشباحاً ليست قادرة على أن تحرك بعوضة فى مصر وليس مواطناً.
س: ما تعليقك على مقولة كونداليزا رايس أنها أعطت 50% من المساعدات الأمريكية، لمنظمات المجتمع المصرى، بما يعد لكمة فى وجه الحكومة المصرية.
أجاب: أن الثورة قامت فى عهد الرئيس الأمريكى أوباما وليس بوش ووزيرة خارجيته رايس، كما أن كل هذا تم بعلم الحكومة وموافقتها وإقرارها.
س: ما تعليقك الصحفى لمقولة أسماء محفوظ من أنها تدربت فى مؤسسات فريدم هاوس؟
أجاب: أربأ بالثورة عن تلك الأسماء.
ما رأيك فيما جاء على لسان نجاة عبد الرحمن على قناة المحور بإعلان ندمها وأنها لم تكن تعلم أن الحال سيصل بالبلاد إلى هذا الحد وأنها تلقت تدريبات من الخارج على يد متدربين يهود لإثارة الفوضى بالبلاد؟
أجاب: هذه الفتاة تم دفنها وكانت كاذبة ولم تتلق أية تدريبات كما زعمت فضلا عن سفر الشباب إلى الخارج للتدريب على أعمال تخص المجتمع المدنى تحت مرئى ومسمع جهات الدولة ولا يوجد شىء خفى عنها.
س: هل بالفعل كان مبارك يستخدم فكرة الإخوان المسلمين بمصر كفزاعة للغرب على حد وصف النخبة السياسية؟
أجاب: أن هذه الجماعة بقيت طيلة الثلاثين عاما فى ظل حكم مبارك مسموحا لها بممارسة العمل السياسى والمشاركة فى الانتخابات والفوز فيها والسيطرة على النقابات والتمويل الداخلى والخارجى بل وشهدت تلك الجماعة أيضا تدريبات ومعسكرات لاعداد شبابها للعنف والتغلغل فى الجامعات حيث يوجد أكثر من ألفى مدرس وأستاذ جامعى إخوانى، فهى لم تشهد توسعا ولا انتشارا ولا قوة قبل ما شهدته فى هذا العصر.
س: ما رأيك فيما شهد به اللواء حسن الروينى قائد المنطقة المركزية العسكرية السابق أن ما حدث فى 25 يناير مخطط أمريكى بالاتفاق مع الإخوان المسلمين ولم يكن بمقدور مبارك وقف هذا المخطط وظهرت وثائق تؤكد ذلك؟
ج: اللواء استند إلى حتمية وقوع هذا المخطط حتميًا، ولكن الحقيقة أننا واجهنا ذلك المخطط فى 30 يوليو وحطمناه تحطيمًا وفشل الإخوان والأمريكان، فلا شىء محتوم أمام إرادة الله والشعب والمصرى.
ووقتها همس فريد الديب محامى مبارك إلى إبراهيم عيسى قائلاً: الشعب أسقط المخطط لأنه لم يكن مع الإخوان، فرد عيسى بأن الشعب لم يكن مع مبارك أيضا، فالذى يعول على الشعب ينتصر، فالشعب المصرى قام فى 25 يناير بثورة لم تكتمل ولم تنجح لأن عصابة سرقتها منه وقادت وساقت البلاد إلى نقيض لما كانوا يحلمون به.
س: ما قولك فيما أقر به المرحوم اللواء عمر سليمان عن رصد جهاز المخابرات وجود اتصالات بين حماس وبدو سيناء لمد البدو بالأسلحة مقابل خروج عناصرهم من السجون المصرية؟
ج: ماذا فعل عمر سليمان عندما عرف ورصده، وما دام قد رصد فلماذا لم يواجه ذلك وصنع لمصر جرحا غائرًا.
س: هل شاهدت أى وجوه أجنبية فى الميدان خلال الثورة؟
ج: لم أشاهد أى وجوه أو عناصر أجنبية فى الميدان ولم يتنام إلى علمى بشكل مباشر هذا الأمر.
وجه المحامى فريد الديب رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى.. عدة أسئلة للكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، قائلا: أبدى دهشتى من أنك متخصص فى الشأن الإخوانى من النقراشى باشا وعبد الناصر ولم تكتشف أنهم إرهابيون إلا الآن.
فأجاب إبراهيم عيسى: إننى أؤمن بالتوبة ولكن لم أقتنع بخيانتهم إلا بعد أن رأيت إرهابهم فى هذه الأيام التى تمر علينا ولم يكن لدى معلومات أنها إرهابية إلا أنه انكسر باب الخداع فى استفتاء 2011 مارس.. وسألت منصور العيسوى وزير الداخلية وقتها عن تحقيق داخلى بشأن من الذى قام بفتح السجون فكان جوابه إنهم إخوان وقلت له لماذا لم تتخذ موقف فقال: إنها المؤامرة السياسية.. ثم سألت مراد موافى نفس السؤال فكان ذات الجواب فكان واضحا أننى أمام جماعة إرهابية وأنهم خانوا البلد إلى أن قال الشعب كلمته يوم 30 يونيو.
للمزيد من التحقيقات..
محاكمة القرن تتأجل لـ 8 و9 و10 فبراير.. اليوم الأول جلسات سرية لسماع حمدى بدين ورئيس جهاز الاتصالات.. والثانى لشهادة مدير الأمن الوطنى.. والثالث لضابط بالحرس الجمهورى ومدير أمن الجيزة..وعودة حظر النشر
ننشر نص اعترافات أعضاء "تنظيم سجن القطا" الإرهابى.. ابن قيادى معترفاً على والده: أعد أكمنة مسلحة بكرداسة.. والمتهم التاسع: أقنعنى بوجوب مقاتلة الشرطة والجيش.. والخامس قتل اللواء فراج بسلاح مسروق
تأكيدا لانفراد "اليوم السابع".. الرئيس منصور يعدّل المادة 49 من قانون مباشرة الحقوق السياسية.. ويستبدل بالحبس السجن من 3 لـ 15 عاما عقوبة التصويت أكثر من مرة فى الاستفتاءات والانتخابات
ننشر الجزء الثانى من شهادة إبراهيم عيسى فى "محاكمة القرن".. "مبارك" بطل..والطرف الثالث هو العصابة التى سرقت الثورة.."العيسوى وموافى" أبلغانى أن الإخوان فتحوا السجون وقالوا إننا أمام مؤامرة كبيرة
الأحد، 12 يناير 2014 08:02 م
محاكمة القرن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة