محمد منير يكتب: توقف استخدام الحكام للدين الطريق الوحيد لتطوير الخطاب الدينى

الأحد، 12 يناير 2014 08:41 م
محمد منير يكتب: توقف استخدام الحكام للدين الطريق الوحيد لتطوير الخطاب الدينى محمد منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبارة قالها الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع.. «معركتنا القادمة تغيير مضمون الخطاب الدينى»

قالها «السيسى» فى كلمة له يوم «سبت».. وقبلها بيوم كانت خطبة الجمعة من فوق منابر معظم مساجد مصر «بتوجيه أو بغير»، متفقة على الدعوة لـ«نعم للدستور»!!
هنا مربط «الفرس» لتطبيق أمنية «السيسى».. والتى هى أمنيتنا أيضا، وهى تطوير مضمون الخطاب الدينى فى مصر.

لا أريد أن يفهم أحد من كلامى أننى أصف مضمون الخطاب الدينى بالتخلف، فحقيقة الخطاب الدينى المرتبطة بأهدافه السامية هو خطاب يدعو للتسامح والسلام وكل القيم الخيرة.. ولكن التخلف الحقيقى بدأ عندما استخدم الحكام الخطاب الدينى لأهداف سياسية ولتثبيت قواعد حكمهم.

الحقيقة أن هذا الاستخدام السيئ هو ما يظهر مضمون الخطاب الدينى فى صورة متخلفة بغيضة، والحقيقة أيضا أن هذا الاستخدام بدأ منذ أزمنة بعيدة سواء فيما يخص الدين المسيحى فى العصور الوسطى بأوروبا، أو فيما يخص الدين الإسلامى عندما كان يعلن عن الخليفة أو الحاكم من فوق منابر المساجد بالدعاء له فى خطب الجمعة، وبذلك تتوفر حوائط حماية دينية للحكام تحميهم من أى انتقاد لأسلوب حكمهم وتضفى عليهم شرعية دينية لا تقبل الانتقاد وفى أفضل الأحوال يصعب انتقادها.

فى الوقت الذى يدعو فيه وزير الدفاع المصرى لتطوير مضمون الخطاب الدينى الثابت منذ 800 عام «على حد قوله»، تروج وسائل الإعلام لمقولة عالم أزهرى «السيسى هو طارق بن زياد العرب.. ومقاطع الدستور آثم قلبه».. وهو ما لم يقله الإمام محمد عبده ولا أى أزهرى من مئات السنين.. إذا الموضوع ليس فى تخلف الخطاب الدينى بفعل الزمن وإنما فى تخلفه بفعل استخدامه للترويج للحكم وللسياسة وللأشخاص.

من عاش مثلنا السبعينيات يعرف جيدا الآثار السلبية التى عانت منها مصر حتى الآن جراء إضفاء الشرعية الدينية والمظاهر الدينية على حكم دولة العلم والإيمان الساداتية، والتى تطورت آثارها وتوابعها حتى قتلت قائد دولة العلم والإيمان، وأوقعت مصر فى براثن أفكار وقيم متخلفة بثت سمومها وإرهابها على المجتمع المصرى، ووصلت بأكثر الاتجاهات والجماعات المتخلفة للحكم لمجرد ارتدائها ثوب الشرعية الدينية وبراعتها فى استخدام الخطاب الدينى.

أمين حزب النور أمس أعلن أن الشعب المصرى بمسلميه وأقباطه لن يتخلى عن الشريعة الإسلامية.. وبالطبع لن يجرؤ أى مسلم أو مسيحى على مناقشة هذه المقولة حتى لا يتهم بتهمة الكفر وهى التهمة الكفيلة بنقله فى لحظات إلى الدار الآخرة مصحوبا باللعنات.. ولا يجرؤ أحد على القول بفصل الدين عن الدولة، وأصبحت كلمة الشريعة الإسلامية مرادفة لكلمة الدستور وقضيته الأولى السابقة على قضايا الحريات والمواطنة.

هذا الاستخدام للدين هو الذى حول قيما ومبادئ رائعة إلى صفات كافرة فالليبرالية التى تربينا على أنها من أشرف المبادئ الفكرية والسياسية أصبح معتنقوها كفارا ملحدين وكذلك الديمقراطية والمدنية والاشتراكية والعلمانية، وكلها أفكار ومبادئ فكرية وسياسية تدعو للحرية والكرامة الإنسانية.

إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسى «من الآخر» لن نغير مضمون الخطاب الدينى ولن نطوره إلا إذا توقفنا عن استخدام الخطاب الدينى فى الخطاب السياسى، وتوقفنا عن استخدام الدين كمظلة لشرعية الحكم والحاكم.





للمزيد من التحقيقات..

محاكمة القرن تتأجل لـ 8 و9 و10 فبراير.. اليوم الأول جلسات سرية لسماع حمدى بدين ورئيس جهاز الاتصالات.. والثانى لشهادة مدير الأمن الوطنى.. والثالث لضابط بالحرس الجمهورى ومدير أمن الجيزة..وعودة حظر النشر

ننشر نص اعترافات أعضاء "تنظيم سجن القطا" الإرهابى.. ابن قيادى معترفاً على والده: أعد أكمنة مسلحة بكرداسة.. والمتهم التاسع: أقنعنى بوجوب مقاتلة الشرطة والجيش.. والخامس قتل اللواء فراج بسلاح مسروق

تأكيدا لانفراد "اليوم السابع".. الرئيس منصور يعدّل المادة 49 من قانون مباشرة الحقوق السياسية.. ويستبدل بالحبس السجن من 3 لـ 15 عاما عقوبة التصويت أكثر من مرة فى الاستفتاءات والانتخابات






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة