أثناء عودتى من عملى ركنت فى إحدى المقاهى الشعبية بمنطقتى فوجدت ضجيجا عاليا بجوارى فإذا بثلاث من العجائز يتناولن الحديث فى السياسة والأحوال التى آلت إليها البلد تارة وعن شخصية الفريق "السيسى" تارة، والتى تقريبا لا يخلو الحديث عنها طوال الوقت فى مقهى "أبو على" وحاولت أن اشترك مع العجائز الثلاث فى حديثهم لأوضح إليهم بعض الأمور فإذا هم يصرخون فى ويقولون "ولا أنت شايف إيه" الكلمة الشهيرة للشعب المصرى فى إشارة منهم لأشاركهم الحديث السياسى وطبعا كنت فاهم انى هوضحلهم بعض الأمور وكانت النتيجة عكس ذلك تماما ..أنا اللى أتوضحتلى بعض الأمور ...نعم .
العجائز الثلاثة وهم الحاج سيد "تاجر قطن" والعم عبده "مهندس عملات سابقا" والعم حسن "صاحب المقهى" بعد ما قالولى هتشرب إيه يا أستاذ وهذا طبعا كرم الأخلاق المصرية طبعا طلبت المشروب الرسمى للشعب المصرى "شاى" وبعد ما تعرفنا على بعض وهما عرفوا طبعا اسمى ومهنتى فكان الحديث دائر حول "الإرهاب" والعمليات الدنيئة التى تحدث فى بلدنا المحروسة فكان الحديث الدائر بينهم ان العم حسن كان يرى ان العمليات الإرهابية التى تحدث ما هى إلا تقصيرا من الأجهزة الأمنية فى كسر تلك الشوكة فكان الرد القوى على العم حسن من العم سيد هو.. يا حسن "الفانس ... يغلب الحارس" طبعا مفهمتش أنا حاجة فقولت لى العم سيد صبراً تقصد ايه بى الجملة دية فرد عليا..ديه مش جملة ده مثل شعبى صعيدى طبعا الفضول هيموتنى عايز اعرف معناه ايه !! "الجهل شر الأصحاب" فا طلبت منه تفسير المثل .
رد عليا العم سيد و قالى "أنا من أسيوط و هناك فى الصعيد حكاية التار مشهورة جدا فمهما كنت حريص جدا انك ميصيبكش العيار فا هيجيلك وقت وهتغفل لاى سبب وبالتالى فالى متربصلك ده مش وراه غير مراقبتك فا "هيفنسلك" طول الوقت ورجع وضحلى تانى وهو حاطط الكوفيه على كتفه راح غطى بيها نفسه فى مشهد تمثيلى توضيحى ليا..قالى انا كده "فانسلك" يعنى مراقبك وأنت مش شايفنى فا قالى هو ده الإرهاب عامل زى الفانس الغادر اللى هيستنا لحد ما تغفل او تنشغل بى حاجة تانية ويقوم صايبك "
طبعا رد العم سيد وتحليله لى الإرهاب بمثل صعيدى "الفانس..يغلب الحارس" جعل العم حسن يقتنع بإنى الأجهزة الأمنية مش مقصرة وان الإرهاب الأسود ده خسيس لا دين له و اتفق الأطراف الثلاثة على ان الإرهاب الذى تنتهجه الجماعات المسلحة ضد الشعب المصرى والأبرياء ما هو إلا "إرهاب لا دين له" و الإسلام منه برئ .
والحاجة التانية اللى انا طلعت بيها انى بعد ما كنت عايز أقعد مع العجائز الثلاث عشان أوضحلهم بعض الأمور فكان العكس صحيحا تماما .. فأنا اللى أتوضحلى الأمور ليس فى الإطار العلمى ولكن بمثل شعبى بسيط فهمت معنى الإرهاب الفانس .
