طول عمرى وأنا مش بحب البلياتشو حركاته المستفزة ولبسه وألوانه الكتييير إحساس أن فى حد عاوز يضحكك بالعافيه دا شىء يخليك تكرهه أساسا.
واحد صاحبى كلمنى وقالى تعالى نروح السيرك أو بالمعنى الأصح عرض للبلياتشو.. طبعا بعد فقره من السخرية منى عليه وعلى البلياتشو قولتله أنا بعد العمر دا كله أروح أتفرج على البلياتشو يابنى دا أنا بكرهه وأنا عندى 3 سنين عاوزنى أروح أشوفه وأنا عندى 28 سنة أنت غريب يا أخى.
صاحبى دا كان مهتم وكان واخد الموضوع بجد أوى لدرجة أنه خلانى أفكر فعلا إنى أروح معاه.. قولت لنفسى هى خروجه والسلام وأنا بقالى فترة مخرجتش مع صاحبى ومجتش على ساعتين كأننا قاعدين على قهوة أو أى حاجة وخدت معايا سماعات الموبيل علشان لو زهقت اطلع الموبيل اسمع أى حاجه على لما الساعتين دول يعدوا.
وصاحبى كان حاجز تذكرتين مسبقا.. طبعا أنا كنت مستغرب هو ليه كان حاجز قبل كده وطبعا بنبره سخرية قولت له "يا بنى أنت بتهزر مش هيكون فى العرض حد غيرى أنا وأنت واتنين تايهين "قالى طيب أدينا هنشوف".
فعلا لما روحنا لقيت المكان تقريبا على آخره، بقول لصاحبى: ها حاجزلنا طبعا فى آخر صف علشان ننام ساعتين صح؟
قالى يابنى: كفاية تريقة أنا حاجز فى أول صف قدام البلياتشو حبيبك، أنا أصلها ناقصة كمان!
أقل من 10 دقائق والعرض بدأ، ودخل البلياتشو بملابسه الملونة وضحكته المرسومة المشهورة وبعديه دخل بلياتشو تانى.
طبعا أنا فى بالى بقول أحيه دول اتنين يارب ننجز فى أم العرض دا علشان أنا مش هاقدر أكيد أكمل اتنين يفضلوا يتنططوا قدامى.
وصله تصفيق من الجمهور وتحيه من البلياتشو وطبعا أنا كان فاضلى دقيقه وأصفق على وش صاحبى.
بدأ العرض وبدأ اللى البلياتشو فى التمثيل بدون أى حركات بهلوانية، استغربت هما بيعملوا إيه؟
كان البلياتشو بيمثل تمثيلية صغيرة مع البلياتشو الآخر اللى كان بيعمل دور مراته، وفعلا وجدت نفسى مشدود جداا للعرض وبضحك من قلبى من غير استفزاز من البلياتشو ولقيت صاحبى بيبصلى وكأنه بيقولى مش قولتلك هيعجبك، لم أهتم كثيرا بنظرات صديقى لأننى كنت مهتم فعلا بالعرض، كان عرض جميل ضحكت كثيرا تأثرت كتيرا محتوى محترم وفكره رائعة.
العرض كان أكثر من ساعتين ونصف لم أحس بالملل للحظة على عكس ما كنت متوقع ومع انتهاء العرض قلت لصديقى تعالى أنا عاوز أسلم على البلياتشو ده وأتصور معاه - كأننى أريد أن اعتذر للبلياتشو عن الفكرة اللى كانت فى عقلى عنه - طبعا بعد وصله ضحك وسخريه من صديقى قالى تعالى نشوف إذا كان ينفع ولا لأ.
ذهبنا خلف المسرح "الكواليس" لم يستوقفنا أحد حتى وصلنا إلى الغرف المخصصه لتبديل ملابس العاملين، طرقنا الباب ففتح لنا البلياتشو لم يكن استبدل ملابسه رحب بنا.
وصديقى قال له "إحنا جايين نتصور معاكوا لو ينفع؟ قال "أكيد بس صاحبى لسه ماشى حالا"، قولت له: ممكن ناخد معاك صورتين فى السريع بس أنا عندى طلب تانى.
قالى: اتفضل
أنا: ممكن نتصور معاك صوره بدون مكياج
قال: أنا موافق بس مش بانصحك بكده
ليه؟
قال: علشان الضحكة مرسومة على وشى فالصورة هتكون حلوة
-طيب ما أنت هتضحك فى الصورة بردة يعنى أكيد هتكون حلوة، رد بهدوء "أنا مش بضحك "
استوقفتنى كلاماته لكننى لم أعلق عليها .
تدخل صديقى: طيب ممكن ناخد الصورتين بالمكياج وبعد كده نشوف الموضوع ده بعدين.
فعلا اتصورنا صورتين مع البلياتشو ودخل إلى غرفته ليبدل ملابسه ويمسح المكياج وبعد حوالى 15 دقيقة خرج لنا.
ونظر إلىّ نظرة هادئة، وقال: "ها لسه عاوزين تتصوروا معايا برده "
قولت له: أكيد بس هتضحك.
قالى ما أنا قولتلك الضحك بالمكياج بس مش فى الحقيقة
-إيه الكلام اللى بيوجع ده - طيب نتصور وبعد كده نتكلم وإحنا ماشيين.
بعد ما أخدنا صورتين تانيين مع إنسان آخر تمام خلاف البلياتشو وكنت أنا وصاحبى بس اللى بنضحك فى الصوره كأننا مجانين وهو كان بيتصور بملامح جامدة قوية .
نظرت إليه وقولتله: طيب فكها شوية علشان الصورة تطلع حلوة قالى أنا مش باضحك وأنا قولتلك كدة قبل الصورة.
واستكمل كلامه يعنى أنا بلياتشو على المسرح بس مش هينفع أكون طول الوقت بلياتشو.
قولتله مش معنى إن أنت تضحك إن أنت تكون طول الوقت بلياتشو.. قالى مع لهجة سخرية لما يكون فى حاجة أضحك عليها هبقا أروح أحط المكياج. يلا بقا أنا همشى دلوقتى يا شباب.
وبعد خطوتين التفت لنا وقال: أنا بلياتشو على المسرح بس لكن أنتوا بلياتشو علطول.
تقريبا فعلا إحنا البلياتشو (ضحكة تدارى حاجات أو دمعة برده تدارى حاجات).
البلياتشو