أزمة جديدة يواجهها السوريون مع الجامعات..جامعة القاهرة تشترط عليهم دفع 2400 جنيه إسترلينى.. وترفض تطبيق قرار معاملتهم كالمصريين

الأحد، 12 يناير 2014 10:05 ص
أزمة جديدة يواجهها السوريون مع الجامعات..جامعة القاهرة تشترط عليهم دفع 2400 جنيه إسترلينى.. وترفض تطبيق قرار معاملتهم كالمصريين صورة أرشيفية

كتب : سماح عبد الحميد - رامى سعيد
نقلا عن اليومى...

ليس بمقدورى سوى الهرب إلى بلدى من جديد فلم يعد أمامى خيار آخر، هكذا عبر «ل. ا» طالب ماجستير كلية التجارة جامعة القاهرة، بعدما فاجأته شؤون الطلاب بضرورة دفع مبلغ 2400 جنيه إسترلينى حتى يتمكن من استكمال دراسته بالقاهرة ويقول «ل. ا» إنه حين تقدم فى بداية العام الجامعى لم تطلب منه الجامعة سوى دفع مصروفات قيمتها 650 جنيها مثل الطالب المصرى، على غرار قرار الحكومة رقم 209 الذى ينص على أن يعامل السورى معاملة المصرى، وطلبت منه شؤون الطلاب آنذاك شهادة التويفل الإنجليزية، الأمر الذى استدعاه أن يذهب إلى أحد مراكز اللغة المعتمدة ليحصل عليها، وبعدما حصل على الشهادة فاجأته شؤون الطلاب بضرورة دفع المبلغ المذكور، الأمر الذى دعاه للاستفسار من زملائه الذين يدرسون بتخصصات مختلفة وسمع منهم روايات متضاربة، الأمر الذى أحبطهم فما كان منهم سوى أن قدموا مذكرة إلى وزير التعليم العالى يشرحون أوضاعهم ويوضحون صورة القرار الصادر عن الحكومة الذى لم تطبقه الجامعة ولكن الوزير لم يرد على رسالتهم.

وأوضح «ل. ا» الذى يعيش مع أربعة طلاب سوريين فى شقة واحدة نظرا لضيق ذات اليد، أن حياته توقفت بعد القرار، وأنه بات يفكر بشكل جدى فى العودة مرة أخرى إلى بلاده، واصفا حالته قبل المجىء بأن بيته ردم تحت القصف كما ردمت محلاتهم التى كانت تشكل مصدر رزقهم، مشيرا إلى أن الأمل الوحيد الذى جاء خصيصا القاهرة من أجله بات هو الآخر مستحيلا.

«الجنيه المصرى صعب علينا ندفعه إزاى هندفع إسترلينى» تساؤل طرحه «أ. أ» أحد الطلاب السوريين الذى واجهته هذه الأزمة، بعدما جاء إلى مصر لاستكمال دراسة الماجستير فى كلية التجارة بجامعة القاهرة.

فى البداية توجه لتقديم أوراقه وتسجيل الطلبات فى شهر يونيو، إلا أن إحدى الموظفات فى شؤون الطلاب رفضت استلام الأوراق وطالبتهم بإعادة التقديم فى شهر يوليو، وفيما بعد طالبتهم بتأجيل التقديم لشهر أغسطس، واستمرت حالة التسويف إلى أن أدرك هو وزملاؤه أن تسجيلهم مرفوض.

يقول: «من خلال شخص فى شؤون الطلاب حاولنا إقناع رئيس قسم بكلية التجارة للتوسط لمساعدتى فى تقديم الأوراق، وبالفعل تدخلت وطلبت من الموظفة قبول تسجيلى، وهو ما دفع الموظفة إلى أخذ الأوراق بضيق شديد، وأبلغتنى بالقدوم بعد أسبوع للتسجيل المبدئى».

وبعد مرور الأسبوع فوجئ بشؤون الطلاب فى الجامعة تطالبه بدفع 2400 جنيه أسترلينى للتسجيل بشكل نهائى فى الماجستير، وبالسؤال عن القرار الخاص بمعاملة الطلاب السوريين كالمصرين أكدت الموظفة أن هناك قرارا بدفع المصروفات بالجنيه الإسترلينى، ورغم إصرارها على وجود قرار رسمى بذلك فإنها رفضت تماما أن تعطيهم هذا القرار أو أن تطلعهم عليه.

وأضاف قائلا: «صرنا نروح ونيجى مع أى موظف بالمجلس الأعلى للجامعات، لما حاولنا بشتى الوسائل روحنا بالجامعة وحضرنا محاضرات ونزلنا بس ما فى فايدة الرد كان هتدفع إسترلينى يعنى هتدفع».

هذا القرار مطبق فى جامعة القاهرة فقط دون باقى الجامعات، وهو ما دفع بعض الطلاب ومن ضمنهم «أ. أ» إلى محاولة نقل أوراقهم إلى جامعة عين شمس، إلا أن هذه الخطوة أيضا باءت بالفشل لرفض التحويل.

«هدفى الأساسى أن أدرس فقط لو أعرف أنى هدفع إسترلينى مش كنت هاجى مصر نهائيا ومعظم الطلاب حاليا بيفكروا يسافروا أى بلد» بهذه الكلمات وصف حاله هو وغيره من طلاب السوريين، مؤكدا أن حلمه باستكمال دراسته توقف بعد هذا القرار خاصة أنه لا يمكنه أن يدفع هذا المبلغ وهو يعيش مع أسرة مكونة من تسعة أشخاص، بالكاد يستطيعون توفير قوت يومهم منذ أن لجأوا إلى مصر بعد تدهور الأوضاع فى سوريا.

نفس الأمر تكرر مع إياد الذى يدرس بالسنة الثانية بفرقة المحاسبة بكلية التجارة جامعة القاهرة، وبالرغم من أن إياد لم يطلب منه فى السنة الأولى «التمهيدى» سوى مبلغ 750 جنيها مصريا فقط كرسوم، فإنه فوجئ خلال العام الثانى من الماجستير بإدارة الجامعة تطالبه بدفع مبلغ 1200 جنيه إسترلينى لاستكمال دراسته.

ويقول إياد: «أنا لو معايا ها المبلغ كنت أكلت وشربت فيهم» لافتا إلى أن ظروفه لا تسمح تماما بدفع مثل هذا المبلغ، خاصة أنه فى العام الأول لم يطالب بدفع مبالغ ضخمة وتمت مساواته بالطلاب المصريين وفقا للقرار الرئاسى الذى صدر فى هذا الشأن.

وأوضح أنه فى حالة عدم حل هذه الأزمة وإصرار إدارة الجامعة على دفع المصروفات بالجنيه الإسترلينى سيضطر إلى محاولة إيجاد أى وسيلة للسفر خارج مصر، لأنه أتى بشكل أساسى من أجل استكمال دراسته.

وأضاف أنه لا يعلم مدى إمكانية انتقاله لجامعة أخرى غير القاهرة، خاصة أنه انتهى من السنة الأولى فيها ولا يعلم تحديدا السبب المفاجئ فى مطالبتهم بدفع هذه المبالغ الضخمة خاصة أن كل الأسر السورية التى جاءت إلى مصر تعانى ظروفا معيشية صعبة، ولا يمكنها أن تتحمل ذلك.

وانتقالا إلى حالة «ا. ع» يقول هناك أكثر من 170 طالبا سوريا من تخصصات مختلفة توقفت حياتهم تماما بعد قرار شؤون العاملين بجامعة القاهرة المفاجئ بضرورة دفع مصروفات قيمتها 200 جنيه إسترلينى للطالب المستجد، و3200 لطالب الهندسة، أما الطالب القديم فيطلب منه مبلغ 1200 جنيه أسترلينى.

ويوضح «ا. ع» مسؤول الطلاب السوريين لـ«اليوم السابع» أنه أرسل خطابا لوزير التعليم العالى باسم 170 طالبا سوريا يشرح خلاله أن شؤون الطلاب لم تدرج قرار الحكومة فى معاملة الطالب السورى مثل الطالب المصرى، لافتا إلى أنه خاطب الوزارة عن طريق مفوضية الأمم المتحدة ولم يرد الوزير على تلك الخطابات.

ويستطرد «ا. ع» قائلا: إن أغلب الطلاب السوريين الذين جاءوا إلى مصر هم بالضرورة يعيشون ظروفا معيشية صعبة فهم لا يعملون، كما أن أوضاعهم الاقتصادية غاية فى السوء نظرا لاندلاع الثورة السورية التى أحرقت الأخضر واليابس بسوريا، ودمرت مصادر دخل الكثيرين، لافتا إلى أن أغلب الطلاب يدرس قرار الرحيل، حال تطبيق تلك المصروفات عليهم.

للمزيد من التحقيقات...

الكنائس تحشد للتصويت بـ"نعم" فى الاستفتاء.. البابا تواضروس: نعم تعطى بركات وخيرات.. والأرثوذكسية تشكل غرفة عمليات مركزية وأساقفتها يحشدون الأقباط.. والإنجيلية والكاثوليكية يدعون لتمرير الدستور

المنافسة على رئاسة "الدستور"تشتعل فى الساعات القادمة..ولجنة الانتخابات تغلق باب الترشح ظهر اليوم..هالة شكر الله تحسم قائمتها.. وحسام عبد الغفار يشكل فريقه النهائى..والغموض يحيط بموقف جميلة إسماعيل

سياسيون يشيدون بموقف الفريق السيسى حال الترشح للرئاسة.. ويؤكدون: حصل على تفويض الجيش بتصفيق القادة والشعب يقول كلمته فى استفتاء الدستور.. وحملة "مصر بلدى" تدعو لفعاليات يوم 25 يناير لتفويضه للمنصب

حدود مصر تحت السيطرة الأمنية قبل الاستفتاء..مصادر:القرضاوى زار ليبيا منذ أسبوع لتفقد معسكرات جهاديين أنشأت بدعم قطر وتركيا..والأمن يتحد مع القبائل لضبط الحدود الغربية..وتشديد على غزة للتصدى للتكفيريين




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة