مى خالد: علاقة الثقافة بالثورة تبادلية ..النت يقدم أدبا مخادعا

السبت، 11 يناير 2014 09:16 م
مى خالد: علاقة الثقافة بالثورة تبادلية ..النت يقدم أدبا مخادعا الكاتبة مى خالد
حوار سماح عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكاتبة والإذاعية مى خالد صدر لها ثلاث روايات هى "تانجو وموال، سحر التركواز، ومقعد أخير فى قاعة إيوارت"، ولها مجموعة قصصية بعنوان "مونتاج" وكتاب "مصر التى فى صربيا"، تعمل أيضاً مذيعة بالبرنامج الأوربى.
مى خالد تملك وجهة نظر خاصة فيما يدور على الساحة الأدبية، حاولت أن تبرزها فى الحوار التالى لـ"اليوم السابع"..

كيف تبدو مصر التى فى صربيا.. من خلال كتابك الأخير؟
مصر التى فى صربيا هى مصر فى الستينيات من القرن الماضى.. السيارات التى تسير بلا مكيف للهواء أو حتى راديو.. ماركة زاستافا ولادا، بيت العائلة الذى يضم زوجة الابن والأم التى ترتب مع صديقتها لقاء ملفقا لتورط ابنتها فى زيجة صالونات لكى تتستر البنت.. الشوارع التى لم تتلوث تماما بالعولمة وتحافظ على جزء من طيبتها.. الكنائس الأرثوذكسية بمعمارها الخارجى والداخلى ونسائها الكبيرات فى العمر اللاتى يشبهن إلى حد كبير شعب الكنيسة المصرية.

هناك جوانب أخرى كثيرة، وأفضل أن أترك القارئ يتجول مع صفحات الكتاب فى رحلة إلى داخل وخارج الوطن.

الواقع غذاء الفن الأصيل.. لكن هل تفُسد الأحداث الحالية هذا الفن أحياناً؟
الواقع غذاء الفن الأصيل.. هذه مقولة صحيحة، إنما تفسده الأحداث التى قد تكون محفزاً جيدا لقصيدة صادقة، أو قصة قصيرة أو أغنية، أما الأعمال التى تتطلب بناء تراكمياً كالرواية والفيلم السينمائى، فمن الأفضل أن تبتعد زمنيا ومكانيا عن لحظة وقوع الحدث حتى تظر بصورة أكثر فنية، وليس مجرد توثيق له

هل المبدع إنسان يمشى على الأرض بالأساس أم يتنزه فى الفضاء ليرصد العالم من منظار عزلته؟

المبدع إنسان يمشى على الأرض فى الأساس، ولا يحتاج لأن يتنزه فى السماء ليرصد العالم من خلال عزلته، فسماء المبدع وعزلته داخلية طوال الوقت. تنشأ عزلته من رؤيته للعالم بشكل مغاير عمن حوله، ويكون اختلافه فى الزاوية الفنية التى ينطلق منها.

إلى أى مدى يمكن للإبداع السردى أن يتأثر بهيمنة الصورة الرقمية؟
الإبداع السردى، هو غذاء الروح والوجدان، قد تتولد عنه خبرات معرفية، إلا أنه بالأساس احتياج نفسى، بعكس الصورة الرقمية التى تمدك بالمعلومة المجردة، ذات المتعة الإنسانية الوقتية، سواء كانت صورة معبرة أم تعليقا ساخرا على الأحداث.


هل العالم العربى بحاجة لمشروع ثقافى جديد فى ظل الظروف الراهنة؟
بكل تأكيد يحتاج العالم العربى لمشروع ثقافى يتواكب والمرحلة الجديدة. مشروع تتضافر فيه كل الجهود والروافد الفنية والثقافية، مثل المشروع الذى أعقب ثورة 1952. فلابد أن تغذى الرواية السينما، ولابد أن تخدم السينما المشاريع القومية والأفكار التنويرية بشكل درامى جذاب. أحدثك عن السينما لأنها الوسيط الأكثر تأثيراً فى عقل ووجدان الإنسان، إلا أن هذا لا ينفى أهمية أن توضع خريطة تثقيفية جديدة على مناهج التربية والتعليم.


ماذا أضافت الثقافة للثورات العربية والعكس؟
هى علاقة تبادلية.. من الذى بدأ ومن الذى أكمل.. هذا سؤال جدلى مثل سؤال البيضة أولا أم الدجاجة.. الثقافة تنير العقول وتحث على المطالبة بالحقوق، والثورات فعل غريزى ينشأ عند الإنسان حين يفيض به الكيل، فتمد الثورات الثقافة بالمادة الإنسانية والأفكار التى تقوم عليها ثقافات جديدة.

كيف ترصدين الكتابات التى تناولت الثورة؟
ظهر لدينا الكثير من الكتب التى توثق لأحداث الثورة، وأتصور أن مثل هذه الكتب فى غاية الأهمية لأنها شرحت ما جرى وقت حدوثه بشكل حماسى وانفعالى صادق، أما الأعمال الأدبية الفنية فأتوقع أن تبدأ فى الظهور بعد هذا العام، حيث تبلورت واتضحت أجزاء من الحقيقة.

تأخذ كتابتك اتجاه ما يسُمى بالكتابة النفسية فما السبب فى اختيارك لهذا الاتجاه؟
بالفعل أتخذ هذا المنحنى، حيث أحب تحليل النفس البشرية بعيداً عن التفاصيل الخارجية والماسك الذى نرتديه أمام المجتمع حيث نظهر بمظهر سوى ولكن على الأقل لابد أن نأخذ فرصتنا عن طريق التحليل النفسى بحيث نكون أكثر صراحة مع أنفسنا خلال الكتابة.

ذكرت بأن النت أثر بالإيجاب على الرواية فماذا عن الإبداع بصفة عامة.. هل خلق أدبا حقيقيا؟
لكل شىء إيجابياته وسلبياته، النت مبهر فى البداية ويكون الإقبال عليه شديدا ثم يحدث حنين للسلام النفسى واستقاء المعلومة من كتاب والعودة للنت من حين لآخر، كما أرى أنه يقدم أدباً خادعاً، حيث إن الكاتب الذى يكتب على النت يقرأه أصدقاؤه أكثر، ومع ذلك حتى لاأصدر أحكاماً قاسية أحياناً تكون هذه المرحلة مهمة للقارئ، لأنه يبدأ بحب القراءة من خلال هذا الأدب السهل، كما أنه يشعر بحاجة ليتطور فى القراءة فيقرأ لمختلف الكتاب، ولكننى أتفق فى كونها خادعة ولكنها فى النهاية تؤدى إلى حالة أفضل من الثقافة.

صرحت بأن السينما كانت مفهومك الأول للرواية؟
لقد كانت جدتى تقول إن الفيلم "رواية افرنجى" وعندما كتبت الرواية دخل حديثها هذا فى اللاوعى لدى فكنت أعمل على المشهدية السينمائية وأكتب بطريقة السيناريو والحوار، فأضع القارئ فى الصورة وكأنه يشاهد فيلما ويقرأ أو يستمع لأحد يحكى،كأنه جزء من المشهد.



للمزيد من أخبار الثقافة
بالصور.. نجوم الفن فى حفل توقيع كتاب حنان مفيد فوزى


غدًا.. وزير الثقافة يشهد تكريم "نجم" فى ذكرى الأربعين



إهداء مكتبة رئيس قسم الإدارة التربوية بتربية عين شمس لجامعة السادات





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة