نقلاً عن اليومى..
كيف يمكن لشاب مصرى أن يقدم على القتل باسم التقرب إلى الله؟
هذا هو السؤال الأخير فى سلسلة مقالاتنا عن علاقة الفن بالإرهاب، وقد رأينا فى العدد الماضى من «عطر الأحباب» كيف أن الرائحة الكريهة للإرهاب تفوح مع انحطاط الفنون، وأن غياب العدالة الاجتماعية وانتشار الفقر والجهل والمرض كلها تؤدى إلى تخريب الوعى وتدميره، الأمر الذى يسمح للأفكار الفاسدة بالرواج والحضور!
كما تعلم، فإنه ما من إنسان بقادر على الحياة دون أن تمتلئ رأسه بفكرة عامة تنير طريقه فى الحياة وتنظم علاقته بالآخرين، بغض النظر عن صواب هذه الفكرة أو عطبها، ومن ثم لا يجد الشاب المحروم من حياة كريمة، والموصدة فى وجهه نوافذ الأمل، والذى لم تترقق روحه بالجميل من الآداب والفنون.. لا يجد مثل هذا الشاب المسكين سوى الأفكار الطائشة يحشو بها رأسه، ويتكئ عليها من باب تحقيق الذات من ناحية، والانتقام من المجتمع من ناحية أخرى، لأن هذا المجتمع كال له العذاب مرتين.. الأولى حين سلبه حقه فى حياة لائقة، والثانية حين أغلق أمامه أبواب المستقبل!
هنا بالضبط يأتى الدور المشبوه لتجار الدين، الذين يستغلون العاطفة الدينية المشبوبة لدى هذا الشاب أو ذاك، و«يحشون» رأسه بأفكار مخبولة عن المجتمع الظالم ورجاله الكفار، ولأنه لم يقرأ، ولم يتعلم فنون الحوار، يقدم على قتل «الكفار»، وتخريب المنشآت وتفجير نفسه ومن حوله ظنًّا منه أنه بذلك يطيع أوامر الله، وأنه سينال الشهادة فى سبيل الرحمن عز وجل، وأنه سيحظى بتناول العشاء مع رسولنا الكريم فى الليلة نفسها التى يقتل فيها الناس فى الصباح! كما قال لى شاب تخلص من أفكارهم المجنونة وتنظيماتهم العدائية!
لا حل أمام مصر للقضاء على هذه الأفكار المميتة التى تخاصم الحياة سوى الشروع فورًا فى بناء دولة مدنية حديثة تسعى إلى ترسيخ فكرة العدالة الاجتماعية من جهة، وتعمل على تعزيز الفنون والآداب من جهة أخرى، ولعل الدستور الجديد المطروح للاستفتاء على الشعب بعد حفنة أيام هو البداية الحقة لبناء هذه الدولة المأمولة.
اذهب إلى لجان الاستفتاء، وقل رأيك بوضوح فى الدستور، ولا تنس أن حياتنا مهددة وأمننا مستباح من قبل من يظن نفسه هو المتحدث الرسمى الوحيد باسم الإسلام!
أجل.. قل رأيك فى الدستور، وتذكر أن لنا أبناء نحلم أن يشبوا فى مجتمع آمن وعادل يستمتع فيه الناس.. كل الناس.. بحياة صافية وأحلام ممكنة.
أجل.. قل نعم للدستور.. حتى نشيد وطنا تزدهر فيه الفنون، وتتجلى فيه الآداب، فترقق مشاعر الناس، ويعرفوا فضيلة الحوار والتسامح، ويعلنوا عن حق أن الدين لله والوطن للجميع.
أجل.. تعال معى يوم 14 يناير الجارى لنقول للدستور.. نعم، ونستعيد مصرنا الحبيبة.. مصر المشرقة المستنيرة.. مصر ابنة ثورتى 1919 و1952.. قبل أن يغزوها تتار الجهل والخرافة.. تعال معى لنقول لها.. نعم.. نريدك أفضل ألف مرة، وأجمل مليون مرة!
موضوعات متعلقة:
عبدالناصر والسينما .. تمجيد وحفاوة.. وتشويه وإدانة!
الإخوان اتهموا عبدالناصر بأنه يحارب الدين.. والفن يثبت العكس تماماً!
كيف رسم الفنانون جمال عبدالناصر .. هل اكتفى النحاتون والمصوّرون الذين عاصروه باقتناص ملامحه الخارجية فحسب؟ أم أنهم غاصوا فى روح الرجل؟
للمزيد من تحقيقات وملفات...
قانونيون وسياسيون يثمنون اتجاه الرئاسة لتشديد عقوبة التصويت مرتين بالاستفتاء.. حامد الجمل: قد تصل للمؤبد.. شوقى السيد: رادعة لدعوات التزوير.. زكى: إجراء إيجابى.. بهاء الدين شعبان: تطبيق للديمقراطية
حملات الحالمين بـ"الاتحادية" تكثف نشاطها رغم عدم إعلان الترشح رسميا.."كمل جميلك":المتطوعون تركوا عملهم لجمع توقيعات لـ"السيسى"..و"مرشح الثورة":صباحى أعلن نيته خوض السباق.. و"موافى" يروج لنفسه وللدستور
وزير التنمية المحلية: لا تغيير فى المحافظين أو المحليات بعد الاستفتاء .. اللواء عادل لبيب: الفساد موجود فى كل مكان بالعالم ولن نستطيع القضاء عليه بالكامل وننقل القيادات الفاسدة للمناطق النائية
عطر الأحباب .. عبدالناصر والسينما ..تمجيد وحفاوة وتشويه وإدانة! .. الإخوان اتهموا عبدالناصر بأنه يحارب الدين.. والفن يثبت العكس تماماً! .. كيف رسم الفنانون الزعيم ناصر
السبت، 11 يناير 2014 01:59 م