من أكثر الأشياء التى تُألم الإنسان وتشعره بأنه لا شىء، هو أن تعطل عقله عن التفكير وتهمل قلبه، وتتجاهل وجوده ومشاعره، من أجل أن تكون أنت كل شىء، فالحياة ليست أنا فقط ولن تكون قائمة على الفردية والأنانية بقدر ما هى إحساس عميق باحترام الآخر وبأن الحياة كما يقول الفيلسوف مارتن بوبر "أنا وأنت."
نحن فى أشد الحاجة فى أى مكان ما إذا كنا نريد إنجاز عمل مهم، أن يكون لدينا شىء من الانضباط والحكمة الممزوجة بالمبادئ والقيم والثوابت الضرورية ووعى منقطة الخطر فى محور أية قضية، أن نعى أن هناك طرف آخر مما يتطلب منا شىء من التضحية من أجله والنظر له بعين الاعتبار والرحمة.
فلن يتولد بداخلنا الثقة والشعور بالأمان ما لم ندرك قيمة الآخر فى طرف أية قضية وأى عارض أصاب مجتمعه فهو جزء لا يتجزأ منه وطرف أساسى فى أية مشكلة فلا تعطله وتهمشه بحجة جهله وعدم وعيه.
يقول بام براون: "نحن مزدحمون فوق كوكب صغير جداً إننا أسرة تٌعاني. إننا مجموعة من الأقارب القريبة جداً. فليرحم كل منا الآخر."
نحن فى حاجة ماسة إلى فهم وإدراك ثقافة الآخر وموروثة البيئى والحياتى وإطاره المرجعى فى كثير من الأمور والأشياء التى تعترضه لندرك حقيقية مساعدته بعيداً عن الأنانية والغطرسة التى تدمر خلايا الأمل فى أى مجتمع مهما كانت درجة ثقافته.
لذلك ثق تماماً أن الآخرين سوف يتعاملون معك من منطلق تقديرك وتعاملك لذاتك واحترامها، لأننا بدون أن نشعر نجذب إلى محيط شخصينا مع الآخر نمط ما يتلاءم مع ما نفكر فيه من فرح وحزن ومن كره وحب.. ، وينعكس ذلك على من حولنا ومحيط عملنا، فالشخص الذى يكره نفسه فسوف ينعكس ذلك بالكره على الآخرين، ومن يحب الحياة ويقدر قيمة ذاته يحب الآخرين.
