طلاب الأزهر المغتربون.. فى قبضة «الإرهابية» .. طلاب المدن الجامعية.. الإخوان أمامهم والزحام والأغذية الفاسدة فى انتظارهم .. مدير عام المدن: الأولوية للتقديرات والمحافظات النائية ونعمل على حل المشاكل

السبت، 11 يناير 2014 03:07 م
طلاب الأزهر المغتربون.. فى قبضة «الإرهابية» .. طلاب المدن الجامعية.. الإخوان أمامهم والزحام والأغذية الفاسدة فى انتظارهم .. مدير عام المدن: الأولوية للتقديرات والمحافظات النائية ونعمل على حل المشاكل صورة أرشيفية
كتبت إيمان الوراقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن اليومى..
كثيرة هى الأساليب التى اعتمدت عليها جماعة الإخوان المحظورة فى تجنيد الآلاف من طلاب جامعة الأزهر على مدار العقود الماضية، وكثيرة هى الظروف التى سهلت من وقوع هؤلاء فريسة فى أيدى نشطاء الجماعة، فمن قدرة استيعابية للمدن الجامعية لا تمثل شيئا بالنسبة للأعداد الكبيرة من الطلاب الذين ينضمون للجامعة سنوياً، ومن مشكلات ومعاناة كبيرة لمن ينجحون فى الحصول على موافقة تسكينهم بالمدينة خلال سكنهم بها، ومن إهمال من قبل إدارة الجامعة لهؤلاء الطلاب وتكاسل لبقية التيارات السياسية عن العمل وسطهم، تتعدد الأسباب وتنتهى إلى نتيجة واحدة، هى ضم أعداد جديدة كل عام لعضوية الجماعة، والتى دفعت بهم لمواجهة سلطات الدولة وارتكاب أعمال عنف واسعة، بعد إزاحتها - الجماعة - من حكم مصر.. «اليوم السابع» تفتح فى السطور التالية ملف المدن الجامعية لطلاب الأزهر وتخترق أسرار رحلة تجنيد الطلاب ليكونوا أعضاء الجماعة عن طريق توفير سكن لهم وإغرائهم بمبالغ شهرية.. وغير ذلك
من الأسرار فى السطور التالية:

«إخوان الأزهر».. م الثانوية للعضوية

على أبواب عالم جديد يبدأ «محمد مروان» أولى خطواته فى طريقه لبدء حياته الجامعية، مصحوبا بطموحات وآمال كبيرة بعضها يخصه، وأكثرها يخص أسرته متوسطة الحال، حيث هناك المرحلة الأخيرة فى تعليمه قبل أن ينطلق نحو حياته العملية.. يتحرك من قريته بضواحى الجيزة، قاصدًا منطقة مدينة نصر، حيث المدينة الجامعية التى ينتظر أن يسكن فيها وينطلق منها يوميا إلى كليته الأزهرية.. أمام شباك موظف «المدينة» وبعد طابور ممتد، وقف محمد مصدوما من كلمات الموظف: «لم تأت لك موافقة على طلبك بالسكن بالمدينة لأنك من محافظة مجاورة للقاهرة». «أين وكيف سأعيش؟ تساءل محمد بينه وبين نفسه وهو يدير ظهره للموظف، لتأتيه كلمات «ع. م» كطوق نجاة، يعطيه ورقة مدونا بها أرقام يمكنه الاتصال بها إذا أراد السكن، فى مقابل سعر زهيد لا يتجاوز الـ100 جنيه شاملا المأكل والسكن معا، فضلا على حياة غامرة بحب الله والصحبة المؤمنة، يذهب ليجد نفسه بعدها محاطا بطلاب يحدثونه ليل نهار عن جماعة «الإخوان المسلمين».. يوسوسون له بأنها الجماعة التى تحمل لواء الدفاع عن الإسلام، يسارعون بتحمل نفقات السكن عنه، ترن فى أذنيه كلمات والديه البسيط بالابتعاد عن السياسة، يقل تأثير الكلمات رويدا رويدا مع كل وجبة طعام جديدة يحملها إليه الطلاب الإخوان، ومع كل مذكرة تختصر المنهج وتيسر مذاكرته، مدون على أطراف بعض صفحاتها أدعية وأحاديث نبوية وعلى غالبيتها شعارات الجماعة، وبمرور الوقت سمع الجملة الأثيرة «إنت من الإخوان يا محمد».

حكاية «محمد مروان» لا تخصه وحده وإنما تخص الآلاف من طلاب جامعة الأزهر الذين وقعوا فريسة لأساليب «الإخوان» فى استقطاب الأعضاء الجدد على مدى السنوات الماضية، حتى وصل أعضاؤها إلى %10 من طلاب الجامعة بحسب رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد، وأكثر من %25 بحسب القيادات الطلابية المنتمين للجماعة، وصار طلابها خلال سنوات روادا للنشاط الطلابى، مكونين لأسر تحت اسم «طلاب الإخوان المسلمين» وتم تغيير اسمها قبيل ثورة يناير إلى «جيل النصر المنشود» هربًا من القبضة الأمنية لنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ثم عادت إلى اسمها الأول فى عهد المعزول محمد مرسى.

بُعد المسافة بين جامعة الأزهر الكائنة بمدينة نصر ومنازل الطلاب المنتمين لمحافظات مجاورة للقاهرة، وعدم انطباق شروط السكن بالمدينة الجامعية على الكثير من طلاب الأقاليم، أوقع هؤلاء وهؤلاء فريسة لعروض السكن الإخوانية بعمارات مدينة نصر، وتحديدا بأحيائها السادس والسابع والعاشر، وهى الأحياء المعروفة بارتفاع أسعار الإيجار بالوحدات السكنية بها والتى تتراوح بين 1000 و3 آلاف جنيه.

يتحدث محمد خميس، الطالب بكلية الهندسة، عن تجربته فى هذا الشأن قائلا: «تم تسكينى مع طلاب الإخوان بالحى السادس بشقة بشارع المخيم الدائم مجانا مقابل قيامى ببعض الأنشطة الطلابية، بعدما اشتهرت بتفوقى وإلمامى بالمقررات الدراسية، وزاد اهتمامهم بى فى السنة الثانية للجامعة بعدما ظهرت النتيجة وكنت الأول على القسم بتقدير امتياز، وكانوا يهدفون لاستغلالى فى إعداد مذكرات بالمحاضرات وأخرى لأشهر الأسئلة المتوقعة فى امتحان آخر العام، إلا أننى وبعد معاناة استطعت الإفلات منهم فى السنة الرابعة.

وعن تحديد العمارات الخاصة بجماعة الإخوان يقول محمود على «كلية هندسة وعضو سابق بالإخوان»: كان من المفضل للإخوان منذ قرابة عشر سنوات أخذ عمارات كاملة لهم، إلا أن النظام الأسبق قام بإلقاء القبض عليهم جميعا دفعة واحدة، ومن يومها أصبحت الجماعة أكثر حرصا، فلا يزيد عدد الشقق الخاصة بهم على اثنتين فى كل عمارة.

وفى تجربة عملية يذهب معنا محمود إلى إحدى العمارات الكائنة بشارع عباس العقاد، والخاصة بسكن الإخوان، وجدناها لا تختلف عن غيرها، سوى فى أن جدرانها تم إغراقها بملصقات وصور للرئيس المعزول ومؤسس حزب الراية الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل.. سألنا بواب العمارة «خ. م» عن سكان العمارة، فقال لنا إن بها شقتين «مِلك» لزوجة القيادى بالجماعة «م. ع»، ويسكنها طلاب أزهريون، موضحا أن هؤلاء الطلاب يحافظون على صلاة الفجر وتلاوة القرآن، كما يوزعون علينا منها وصايا الإمام حسن البنا، مضيفا أنهم قاموا خلال الانتخابات الرئاسية السابقة بتوزيع بوسترات محمد مرسى على جميع السكان.

لاستقطاب أعضاء جدد، للمحظورة طرق كثيرة غير استغلال حاجة الطلاب السكنية، وتبدأ من مساعدة طلاب السنة الأولى بجميع الفرق فى الحصول على المذكرات الدراسية مجانا، مرورا بشروحات الكتب التى يقدمونها وتكون مصحوبة بدروس جماعية لشرح المقررات، وانتهاء بتوزيع ميداليات وجوائز وحفلات تقام باسم الجماعة داخل أسوار الجامعة، وتكون مذيلة بشعارات المحظورة ووصايا حسن البنا وسيد قطب، بينما لاتخلو الصفحة الأولى من المذكرات من جملة «شباب الإخوان المسلمين» وشعارها.

يشرح إبراهيم فؤاد «الطالب بكلية التربية» الأمر بشكل أكثر تفصيلا: «يأتى طلاب الصف السنة الأولى بالجامعة ويشعرون بمتاهة وسط إهمال الجامعة لهم، فيتلقفهم الإخوان بإمدادهم بما يحتاجونه من ملازم وجلسات لشرح المناهج الدراسية، وتبدأ بإلقاء خطبة عن جماعة الإخوان ونشأتها وكوادرها، ولا تخلو الملازم الموزعة فيها من أرقام هواتف نشطاء الإخوان للتواصل معهم من قبل الطلاب الجدد».

«ن. م» طالبة بالدراسات الإنسانية وعضوة سابقة بأسرة «جيل النصر المنشود»، تقول: تتم زراعة كل عضو جديد مع مجموعة قديمة من الإخوان، ويتم تصنيفهم على حسب أهميتهم، فمنهم من يتم توفير السكن الخارجى له، بدلا من المدينة الجامعية ويستغلون فى ذلك أن المدينة لا تستوعب كل الطلاب المغتربين، بالاضافة إلى توفير المأكل ومرتب شهرى يصل إلى 500 جنيه، وهذا لمن تتوافر فيه مواصفات القائد، من المتفوقين دراسيا وأوائل الدفعات، ومنهم من يتم توفير المسكن له مقابل دفع أسعار زهيدة لا تتجاوز الـ100 جنيه فعليا.

«كل شىء بتمنه».. هكذا تعاملت المحظورة مع أعضائها من طلاب الأزهر، ففى مقابل توفير ما تتطلبه دراساتهم من مسكن وكتب دراسية، فرضت عليهم مهام على رأسها محاربة وإقصاء أى نشاط طلابى يظهر بالجامعة غير خاضع للوائها، والعمل على نشر الفكر الإخوانى والدعاية لمرشحى الجماعة أثناء الانتخابات، ومؤخرا افتعال بؤر مشتعلة تخدم الجماعة، وتستنفد طاقة الدولة وخاصة فى الأيام السابقة على الاستفتاء على الدستور، ومن بين قادة طلاب الإخوان داخل الجامعة من ينتمون لعائلات إخوانية كبيرة وشهيرة، ومن هؤلاء أحمد محمود عزت ابن القيادى محمود عزت.

يروى محمد عبدالعليم، كلية التجارة، تجربة له مع طلاب الإخوان وقياداتهم قائلا «كنا نعترض على دستور الإخوان، ولذلك نظمنا مسيرة سلمية بعلم أمن الجامعة ضده، فتجمع طلاب الإخوان المسلمين بقيادة ابن القيادى محمود عزت، واعتدوا علينا بالضرب»، مضيفا «كانوا يتعرضون لنا عند رسم الجرافيتى ويشوهونه، ويحطمون الأنشطة الخاصة بنا.

ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى السابق الذى أمضى أكثر من ثلثى عمره مع الجماعة، يروى قصته وهو طالب أزهرى مع سكن الإخوان المسلمين بمدينة نصر، قائلا: «حينما كنت عضوا بالجماعة كانوا يمتلكون 30 شقة بمدينة نصر موزعة بين حييها السادس والعاشر، وقد استخدمت فى تجنيد طلاب لجماعة الإخوان، حيث يعيش بالشقة الواحدة قرابة العشرة أفراد ممن لا تقبلهم الجامعة فى مدينتها، فيقعون صيدا سهلا لهم.

يضيف الخرباوى «بمرور الوقت تزايدت الرغبة داخل الإخوان للتوسع فى شراء واستئجار الشقق لزيادة عدد الطلاب المستقطبين، بهدف احتلال واختراق الأزهر، وهو حلم لديهم منذ أيام حسن البنا، مشيرا إلى أن الجماعة سعت بكل الطرق لتجنيد طلاب الأزهر لحسابها، وبعد تقديم تقارير أمنية ضد بعض المعيدين والأساتذة الجامعيين وفصلهم، قامت الجماعة بتخصيص إدارة فى مكتب الإخوان لرفع دعاوى بإلزام الأزهر بتعيين معيدين جدد أو إرجاع من تم فصله إلى وظيفته، وهؤلاء أصبحوا فيما بعد أساتذة وقيادات لجماعة الإخوان ويقودون مظاهراتهم الحالية.

طلاب المدن الجامعية.. الإخوان أمامهم والزحام والأغذية الفاسدة فى انتظارهم

تعد جامعة الأزهر أكبر الجامعات فى مصر من حيث أعداد الطلاب، حيث تضم بحسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء 322 ألفا و809 طلاب بنسبة %16.8 من طلاب الجامعات الحكومية، و%85 منهم من الأقاليم، وعلى الرغم من ذلك فإن القوى الاستيعابية للمدينة الجامعية للأزهر لا تتجاوز 6300 طالب، وتستوعب مدينة مبارك الجامعية للطلاب 4200 طالب، بينما تستوعب المدينة الجامعية للطالبات 6500 طالبة.

الهوة بين العدد الاستيعابى للمدن الجامعية المخصصة من قبل الأزهر لطلابه، وبين عدد الطلاب المفترض تسكينهم بتلك المدن، لا يعد وحده سببا فى سكنى الكثير من الطلاب بعيدا عن هذه المدن، وإنما هناك أسباب أخرى، يذكر منها عبدالله محمد الطالب بكلية اللغات والترجمة أنه منذ أيام لم يجد حوالى 200 طالب وجباتهم الغذائية المخصصة لهم، حيث لم يتم إعداد وجبات تكفى الطلاب جميعا، مشيرا إلى أن هناك أيضا مشكلة التكدس داخل غرف المدينة، حيث يسكن بالغرفة الواحدة التى لا تتجاوز مساحتها 12 مترا 5 طلاب، فضلا عن أنه يوجد بها 3 دواليب و3 مكاتب و5 أسرة.

ويتابع عبدالله: نحن نريد الهروب من السكن بالمدينة، فهى لا يتغير بها شىء على الرغم من شكاوانا المستمرة «فالمسؤولون وخاصة فى الفترة الحالية أذن من طين وأخرى من عجين، هناك مشاكل عديدة» ويكشف عن أن الطلاب يجدون أحيانا «أعقاب سجائر» فى أرغفة الخبز وقطع من المسامير والخشب والفحم وغيرها، كما تسببت وجبات فاسدة فى تسمم عشرات الطلاب.

ويمسك «أسامة محمد - طالب بكلية هندسة زراعية» بأطراف الحديث قائلا: عدد الطلاب بالغرف كبير جدا، وهذا لا يساعد على المذاكرة، كما أن هناك مشاكل فى الكهرباء وأحيانا تظل معطلة لحوالى شهر، دون أن يقوم أحد بإصلاحها، بالإضافة إلى أن الحمامات بها مشاكل فى السباكة وأحيانا يكون هناك حمام واحد لأكثر من 20 غرفة ونقف بالأدوار على الحمامات.

آية فتحى المتحدث الإعلامى باسم اتحاد طلاب جامعة الأزهر تعبر عن استيائها من النظام الذى تدار به المدن الجامعية قائلة: الكثير من الطالبات لا يستطيعن الحصول على سكن بالمدينة نتيجة لأنهن من محافظة قريبة، أى تبعد ثلاث ساعات أو أربع فقط عن الكلية، أو لأن العدد الاستيعابى للمدينة الجامعية قد اكتمل، مما يوقعهن فى مشاكل عدة أقلها مخاطرة السكن فى شقة بالإيجار وهن فتيات، مضيفة كانت كل طالبة تستضيف صديقة لم يتم قبولها فيتقاسما كل شىء حتى السرير، إلا أن هذا النظام قد ألغى ليزيد الأمر سوءا.

من جانبه يوضح عبدالجواد عبدالحميد مدير عام المدن الجامعية والتغذية بجامعة الأزهر الطريقة المتبعة فى إسكان الطلاب قائلا: «الأولوية تكون للحاصلين على تقديرات امتياز وجيد جداً وجيد، ويتابع: يتم اختيار الطالب فى المدينة بناءً على ترتيب المتقدمين من كل كلية حسب التقدير وكلما زاد عدد المتقدمين ارتفع التقدير، كما تكون الأولوية لطلاب المحافظات النائية.


موضوعات متعلقة:


غرام الأفاعى بين «الإخوان» و«أنصار بيت المقدس»

للمزيد من تحقيقات وملفات...

قانونيون وسياسيون يثمنون اتجاه الرئاسة لتشديد عقوبة التصويت مرتين بالاستفتاء.. حامد الجمل: قد تصل للمؤبد.. شوقى السيد: رادعة لدعوات التزوير.. زكى: إجراء إيجابى.. بهاء الدين شعبان: تطبيق للديمقراطية
حملات الحالمين بـ"الاتحادية" تكثف نشاطها رغم عدم إعلان الترشح رسميا.."كمل جميلك":المتطوعون تركوا عملهم لجمع توقيعات لـ"السيسى"..و"مرشح الثورة":صباحى أعلن نيته خوض السباق.. و"موافى" يروج لنفسه وللدستور

وزير التنمية المحلية: لا تغيير فى المحافظين أو المحليات بعد الاستفتاء .. اللواء عادل لبيب: الفساد موجود فى كل مكان بالعالم ولن نستطيع القضاء عليه بالكامل وننقل القيادات الفاسدة للمناطق النائية








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة