أثار إدراج الولايات المتحدة الأمريكية، جماعة أنصار الشريعة فى بنغازى، وجماعة أنصار الشريعة فى درنة، وأنصار الشريعة فى تونس، على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تساؤلات حول إمكانية أن تستجيب واشنطن لمطالب مصر، باعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهل تستطيع الحكومة المصرية مساومة نظيرتها الأمريكية فى هذا الشأن.
عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن الأمر ليس له علاقة بالأخلاق، ولاحتى الأمن القومى _ على حد تعبيره، قائلا "الأمر كله متوقف على المصالح، فالولايات المتحدة الآن مصلحتها ألا تعترف بجماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية، لأنها تعتبر جماعة الإخوان منظمة تحقق مصالحها".
وأكد على ما سبق السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، قائلا " لا يوجد فرق بين جماعة الإخوان المسلمين، وبين أنصار الشريعة فى ليبيا، والولايات المتحدة تنظر إلى الجماعة على أنها جماعة معارضة سياسيًا، ولكن الجماعة تمارس الغباء السياسى وستصل بنفسها قريبا إلى مرتبة الاعتراف الدولى، بأنها جماعة إرهابية نظرًا للأعمال إرهابية التى تقوم بها"
وأشار، إلى اعتبار الولايات المتحدة جماعة أنصار الشريعة إرهابية، لممارستها أفعالا إرهابية فى حق الولايات المتحدة، تحديدًا بعد اغتيال السفير الأمريكى، مؤكدا أنه حتى فى حالة طلب مصر من الولايات المتحدة التعاون معها، فالطلب لن يؤثر على الرغبة الأمريكية.
كما وضعت بعض المتشددين الإسلاميين المشتبه فى تورطهم فى الهجوم على القنصلية الأميركية فى بنغازى عام 2011 على قائمة الإرهابيين، وهم أحمد أبو ختالة القيادى البارز فى جماعة أنصار الشريعة فى بنغازى، وسفيان بن قومو زعيم جماعة أنصار الشريعة فى درنة، المعتقل السابق فى جوانتانامو، الذى تم الإفراج عنه فى عام 2007، وإعادته إلى ليبيا، وسيف الله حسين المعروف باسم أبو عياض الذى أسس جماعة أنصار الشريعة فى تونس فى سبتمبر 2012.
وأعلنت الخارجية، مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى اعتقال أو إدانة أى شخص مسئول عن الهجوم على القنصلية الأميركية فى بنغازى عام 2012، وقالت وزارة الخارجية فى بيان، إن جماعة أنصار الشريعة فى بنغازى، وجماعة أنصار الشريعة فى درن، تورطا فى هجمات إرهابية ضد أهداف مدنية بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافى، وقامت الجماعتان بشكل منفصل باغتيال مسئولين أمنيين، وشخصيات سياسية فى شرق ليبيا، كما قامت فى 11 سبتمبر 2012 بالهجوم على القنصلية الأميركية فى بنغازى، وتشكل المنظمتان تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة فى ليبيا.
أما جماعة أنصار الشريعة فى تونس، فقد اتهمتها وزارة الخارجية الأميركية بالضلوع فى هجوم ضد السفارة الأميركية، والمدرسة الأميركية فى تونس، مما عرض حياة أكثر من مائة موظف أميركى داخل السفارة للخطر، كما تورطت الجماعة فى هجمات ضد قوات الأمن التونسية، وقامت باغتيال شخصيات سياسية تونسية بارزة.
وأضافت الخارجية الأميركية، أن جماعة أنصار الشريعة فى تونس تتبع أيديولوجيا تنظيم القاعدة، والجماعات التابعة، والمرتبطة به، بما يمثل أكبر تهديد للولايات المتحدة فى تونس.
وشددت الخارجية الأميركية، فى بيانها على التزامها بتعهدها بالعمل مع الحكومة الليبية، لتقديم مرتكبى الهجوم على القنصلية الأميركية فى بنغازى فى سبتمبر 2012 للعدالة، كما حثت الحكومة التونسية على محاكمة المسؤولين عن الهجوم على سفارة الولايات المتحدة فى تونس فى 14 سبتمبر 2012.
والعام الماضي، نفذت القوات الخاصة الأميركية غارة على العاصمة الليبية طرابلس للقبض على أنس الليبى، أحد قادة تنظيم القاعدة، المتورط فى تفجيرات السفارة الأميركية فى شرق أفريقيا عام 1998، لكن الإدارة لم تقدم على تنفيذ غارة مشابهة للقبض على قادة جماعة أنصار الشريعة.
وقال مسئولون أمريكيون، إن وزارة الدفاع الأميركية وضعت بالفعل خططا خاصة لإلقاء القبض على أبو ختالة زعيم جماعة أنصار الشريعة فى بنغازى، فى غارة لقوات الكوماندوز، لكن إدارة أوباما أجلت تنفيذ تلك الخطط خوفًا من تأثير ذلك على الحكومة الانتقالية الهشة فى ليبيا، وقد استغلت الجماعات المسلحة التى حاربت ضد نظام القذافى ضعف الحكومة المركزية، وفرضت سيطرتها على بعض أجزاء ليبيا.
ولا تزال قضية الهجوم على القنصلية الأميركية فى بنغازى فى سبتمبر 2012، التى أدت إلى مقتل السفير الأميركى كريستوفر ستيفنز، وأربعة دبلوماسيين آخرين، تثير انتقادات سياسية كبيرة من جانب الحزب الجمهورى ضد إدارة أوباما حول أسلوب تعاملها مع الهجوم ومستويات الأمن فى القنصلية.
ويعد إقدام الخارجية الأميركية على إدراج المنظمات الثلاثة على لائحة الإرهاب خطوة مهمة لتقويض أى ادعاءات بأن الهجوم على القنصلية الأميركية فى بنغازى كان بسبب مظاهرات عفوية، خرجت للتنديد بفيلم مسيئ للرسول، وهى الادعاءات التى أصر مسئولون كبار بالإدارة الأمريكية على أنها السبب وراء الهجوم.
وبموجب إدراج المنظمات الثلاث على قائمة الإرهاب، تحظر القوانين الأميركية تقديم أى دعم مادى أو التعامل مع تلك المنظمات.
للمزيد من التحقيقات والملفات..
العليا للانتخابات: توزيع 13 ألف قاض للإشراف على الاستفتاء.. والتصويت فى 30 ألف لجنة فرعية بإشراف 352 لجنة عامة.. والحد الأقصى لكل قاض الإشراف على 3 لجان فرعية بواقع 2000 مواطن لكل لجنة
ننشر خطة الإخوان لإفشال الاستفتاء بالمحافظات.. إحراق جماعى لسيارات الشرطة حتى ليلة التصويت.. ومجموعات عنف للاشتباك مع الشرطة بالمولوتوف.. وتركيز العمليات الإرهابية بالصعيد والدلتا لضعف الوجود الأمنى
جنازة شهيد الإسكندرية تتحول لمظاهرة شعبية ضد الإخوان.. ووالدته تتهم الجماعة بقتله.. وتؤكد أنها ستصوت بنعم للدستور من أجل الاستقرار.. وأهالى المنطقة يتوعدون التنظيم
الولايات المتحدة تدرج جماعة أنصار الشريعة فى ليبيا وتونس على لائحة الإرهاب.. وخبراء: مصالح الولايات المتحدة مع جماعة الإخوان المسلمين هى الأساس
السبت، 11 يناير 2014 03:46 م