طارق العزب يكتب: ما الذى يؤدى إلى إصابة الرؤساء بالبارانويا؟

الأربعاء، 01 يناير 2014 12:07 م
طارق العزب يكتب: ما الذى يؤدى إلى إصابة الرؤساء بالبارانويا؟ مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نلاحظ أن أغلب الرؤساء عند حدوث ثورات فى بلادهم دائمًا ما يكررون فكرة وجود مؤامرات تحاك ضدهم فى الخفاء، ونجدهم يغفلون لا شعوريا عن السبب الأساسى الذى من أجله تقوم الثورات، وهو إما لضعف إدارتهم للبلاد أو لظلم يمارسونه ضد الناس.

وأنا أؤكد أن أغلبهم صادق فى كلامه، لأن هذا بالفعل ما يؤمنون به حيث إنهم يرون أنفسهم جديرين بالبقاء فى مناصبهم، وأن هناك من يدبر لهم المكائد ليتخلص منهم.

وهذا شىء يبدو غير منطقى للعامة إلا أنهم يصرون على ذلك.

وعلى سبيل الرؤساء الذين تحدثوا عن المؤامرات الرئيس السابق حسنى مبارك حينما تحدث عن وجود مؤامرات تحاك ضد مصر من الخارج، وتناسى بشاعة الحال التى وصلت إليها مصر فى أواخر عهده وتناسى كمية الظلم التى تعرض لها المواطنون داخل أقسام الشرطة من تلفيق الاتهامات وتناسى كمية القسوة والظلم التى تعامل بها جهاز الشرطة فى عهده مع المواطنين وتناسى حال الاقتصاد المصرى وكمية الفقراء فى عهده.

تناسى كل هذا وألقى باللوم كله على المؤامرات الخارجية.

وقد مشى على خطاه محمد مرسى الذى أغفل أخطاءه فى تمكين أهله وعشيرته من حكم البلاد وعن الحالة المزرية التى وصلت إليها البلاد فى عهده، وبدأنا نسمع عن الطرف الثالث فى عهده وهذا الطرف كان مسئول عن كل الأزمات مثل أزمات الغاز والكهرباء وغلاء الأسعار وأيضًا العمليات الإرهابية فى سيناء إلى الوصول إلى الإشارة إلى وجود أصابع تلعب فى الخفاء.

ونجد أن كلا الرئيسين كان يضع نفسه فى مثابة الشخص الذى لا يخطأ وأن الآخرين هم السبب وكلاهما تحدث عن وجود مؤامرات داخلية وخارجية وكلاهما كان يردد أنه الرئيس الشرعى.

ومن الملاحظ أن كلاهما عند تنصيبه رئيسًا سرعان ما أوجد عدوًا له إما من الخارج أو من الداخل.

وعلى مستوى الدول العربية، نجد العديد من النماذج التى تصب فى هذا الاتجاه وعلى رأسها الرئيس العراقى السابق صدام حسين، الذى كان يرمى كل فشله على الإدارة الأمريكية، وعلى أنها تكيد له المكائد ونسى أنه قد ظلم نفسه قبل أن يظلم شعبه وتناسى حالة القمع التى كان يعيشها العراق فى أثناء حكمه.
ومازلت أذكر ذلك الموقف الذى يعبر عن جنون العظمة حين كان يتحدث معه قاضى المحكمة فقال له صدام "لا تتحدث معى هكذا أنا رئيس البلاد".

وهذا الموقف تكرر فى أثناء محاكمة مرسى. فمن الواضح أن الكرسى يصيب صاحبه بداء العظمة حيث يجعل صاحبه يعيش فى حالة وهمية تجعله فى مكانة فوق المساءلة.

ولا ننسى كلمات القذافى التى تعبر بشكل واضح عن البارانويا وجنون العظمة عندما كان يخاطب شعبه، قائلا " من أنتم؟" وهذا تعبير عن مدى احتقاره لشعبه وعن المكانه الوهمية التى يضعها لنفسه فهو فوق النقد.

تلك العبارات مثل "هناك مؤامرات" وهناك أصابع خفية مازال يرددها أردوغان فلا شك أن هناك عاملا مشتركًا بين تلك الحالات المرضية ألا وهو كرسى السلطة.
وهنا يكمن السؤال ما السبب الذى يؤدى إلى إصابة الرؤساء بالبارانويا؟

هل هو المنصب العالى المسئول عن إصابتهم بالبارانويا؟

هل المقربون هم السبب؟

وهل هناك مؤامرات فعلا؟ وإذا ما كانت هناك مؤامرات فعلا فلماذا لا يعترف هؤلاء الزعماء بأخطائهم؟

وما سر تأكيد كل منهم على فكرة أنه الرئيس الشرعى للبلاد؟


اقرأ أيضاً..

النيابة تامر بحجز ياسر على فى واقعة إخفاء هشام قنديل

التسريب الحلال.. والتسريب الحرام

جسار وبوسى وجمال وصوفيناز.. يحيون ليلة رأس السنة

بالفيديو..مايا دياب تلفت الأنظار بفستانها الأحمر فى احتفالات رأس السنة

بالصور.. نجمات العرب والعالم يتحولن لـ"ماما نويل" فى أعياد الكريسماس





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة