على طريقة الراحل مصطفى أمين فى مؤلفه «مسائل شخصية» الذى تناول فيه شخصيات سياسية وفنية من المجتمع المصرى فى خمسينيات القرن الماضى دون ذكر أسمائهم، حيث كان يكتفى بإضاءة بسيطة حول الشخصية المستهدفة ويترك للقارئ الحصيف استنباطها ومعرفتها بنفسه، نفتبس نفس الفكرة ونسأل القارئ الكريم عن الشخصية موضوع المقال ونقول:
من هو؟
ركب ثورة 25 يناير مع من ركبوها، وفى أول خطبة «جمعة» بعد رحيل «مبارك» اعتلى منبر الخطابة فى ميدان التحرير وأعطانا من الكلمات أطيبها، ومن الأشعار أعذبها، حتى بدا لنا لبرهه من الوقت أنه صانع الثورة ومفجرها، إحقاقا للحق نقول: منحتنا خطبته ثقة مطلقة فى مستقبل مشرق بعد سنوات عجاف ضاعت فيها بوصلتنا، وتركت أبناءنا صرعى ما بين هجرة غير شرعية وبين مذلة الاصطفاف فى طوابير على أبواب السفارات وأفران رغيف العيش.
ثم بعد وصول «مرسى» لسدة الحكم، اعتلى منبر الأزهر الشريف كى يكمل الشراك ويبشرنا بـ 20 مليارًا من الدولارات القطرية لو صوتنا بـ «نعم» لدستور جماعته المسلوق، وقتها صرخت حناجر العقلاء بصوت مسموع، لا تلفتوا لصائد الدولارات وحاصد الألقاب الذى قيل عنه: «شيخ الفتنة».. «مفتى الناتو».. «واعظ السلطان».. «رائد الفتوى مسبقة الدفع».. لكننا لم نصدقهم وصدقناه هو جماعته، ووقع المحظور وصوتنا بـ «نعم» على الدستور يمكن العجلة تدور!!.. فلما دارت طحنتنا ولم تطحن من الدقيق شيئا يكفينا شر العوز والحاجة، وسدت علينا أبواب الرزق الحلال وحولتنا إلى فرق وشيع متناحرة، بينما هو فى برنامجه الأسبوعى يتفرج علينا ويبتسم، ويزيد من جرعات التخدير فى حديثه عن الشريعة وعن الحياة، وكأن الحياء قد فارقه لغير رجعة، لا شىء محرم عنده إلا ما حرمه هواه، حتى توجه بشريعته التى لم يقل بها أحد غيره من الأولين والآخرين إلى شباب المسلمين يحرضهم على الجهاد ليس فى إسرائيل - حاشا لله – بل فى سوريا!!
ولما سقطت الأقنعة وأسقط الشعب المصرى شرعية «مرسى»، تحول إلى خنجر مسموم فى جسد مصر وجيشها العظيم متجاهلا أن مصر قلب العروبة ونبضها، لا تستحق منه أن يغرس فيها سهما أو يترك لها جرحا يهدد أمنها القومى ويمس بوحدة أراضيها، وكيف ذلك- وهى التى كرمها رب العزة فى كتابه الكريم.
فمن هو؟ وبماذا نقول عنه أكثر من «حسبنا الله ونعم الوكيل».
دولارات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
القرداوي