حس زايد يكتب: النور.. والانقلاب على الثورة

الأحد، 08 سبتمبر 2013 08:14 م
حس زايد يكتب: النور.. والانقلاب على الثورة حزب النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقصد بالنور هنا حزب النور السلفى، وهو الذراع السياسى للجماعة السلفية فى مصر، وهذا الحزب لم يظهر على الساحة السياسية إلا بعد الثورة، بل إن الجماعة السلفية نفسها لم يكن لها وجود سياسى يذكر سوى موقفها من عدم جواز الخروج على الحاكم تحت أى ظرف.. وقد كانت هناك صفقة غير معلنة، أو نوع من التواطؤ المتبادل بين الدولة وهذه الجماعات يجرى بمقتضاها عدم إقحام هذه الجماعات أنفها فى أمور السياسة، مقابل أن تخلى الدولة بينها وبين الجانب الدعوى.. وقد ساهمت هذه الصفقة فى نمو هذه الجماعات واستفحال أمرها وزيادة خطرها على المجتمع، خاصة أن التمويل الذى تتلقاه هذه الجماعات يأخذ بأفكارها الدعوية مآخذ بعيدة عن الدين الوسطى الذى يعرفه المجتمع المصرى من خلال أزهره الشريف.


وقد تشكل حزب النور فى تلك الغفلة التى أصابت المصريين عما كان يحاك لهم بليل باندساس هذه الأحزاب التى اتخذت من الدين سلماً لتحقيق مآرب سياسية، فارتدت الأطماع السياسية مسوح الدين، وألبسوا على الناس دينهم.. والواقع أنه لم يكن حزب النور وحده هو من اقترف هذا الفعل فثمة أحزاب أخرى.. وقد أدلج القوم إلى عالم السياسة بزعم تطهيرها وإماطة الأزبال عنها، فمارسوا من خلالها أحط ما فيها.. والواقع أن حزب النور كان مع حزب الحرية والعدالة كتفا بكتف منذ اندلاع الثورة وتعديل الدستور وربط الموافقة على التعديل بالموافقة على الشريعة زوراً وبهتاناً، وكان معه فى البرلمان المنحل ومرر معه العديد من القوانين المشبوهة، ثم ذهب معه إلى تشكيل الجمعية التأسيسية المشبوهة التى حُلت بمقتضى حكم قضائى، ثم جرى الالتفاف عليه بمساعدته، ناهيك عن المظاهرات، التى صاحبت كل ذلك، وظاهر الدستور المعيب وأسهم فى إخراجه على هذا النحو المعيب.. وساهم فى تمكين الإخوان من الحكم، بل وشاركهم فيه بالقدر الذى سمحوا له به، إذن فحزب النور شريك على نحو أو آخر فى مجريات الأحداث، التى أفضت فى النهاية إلى الإطاحة الشعبية بنظام الإخوان، والشريك والفاعل فى الحكم سواء، والثورة عليهم جميعاً.

صحيح أن حزب النور قد بادر بطرح نفسه بديلاً عن الإخوان على الأمريكان حال تعثرهم وسقوطهم على نحو ما ذكر الوسيط بين الطرفين د. سعد الدين إبراهيم.. إلا أن ذلك لا ينفى التحالف بينهم والشراكة الفاعلة فى توجههم حتى آخر رمق.. وأعتقد أن الشعب عندما ثار فى 30 يونيه فإن ثورته لم تكن على شخص محمد مرسى، ولا على جماعة الإخوان فقط، وإنما الثورة كانت على التوجه الذى نبت بأرض مصر وهو ليس منها، ثورة تأبى امتطاء الدين وتوظيفه لتحقيق مآرب سياسية شخصية وتلبيس الأمر على البسطاء فى شعب فى فطرته التدين وحب الدين والمتدينين.. وبعد الثورة قلنا إن الجميع قد استوعب الدرس ووعاه ولن يكرر أحد منا ما مر بنا من أخطاء، إلا أننا فوجئنا بحزب النور يعيد الكرة بنفس الآليات والأدوات ويعاود المناورة بذات التوجه وبذات البضاعة، ويعاود التهديد والوعيد بالانسحاب من لجنة وضع الدستوروالنزول إلى الميادين والشوارع إذا جرى المساس بالمادة 219 المشبوهة، وهى مادة تؤصل لتفجير الوضع الدينى فى مصر فى المستقبل، لأن الكلام عن أهل السنة والجماعة فى فكر محمد بن عبد الوهاب يختلف عن مثيله فى الأشعرية.. إذ يعتبر محمد بن عبد الوهاب وأتباع فكره أن الأشعرية والماتريدية لا يمتان لأهل السنة والجماعة بصلة.


وحزب النور يتصور أنه لو استمر فى سبيل استمرار هذه المادة كسب الشارع، ولو انسحب من أجلها كسب الشارع كذلك، فى نوع من الانتهازية السياسية غير المسبوقة من رجال يتسربلون رداء الدين.. وكنت أطمع أن يجرى حل الأحزاب القائمة على أساس دينى حتى لا يجرى الانقلاب على الثورة فى أى مرحلة من مراحلها أو تحدث لها انتكاسة.. فهل إلى ذلك من سبيل!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة