رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المظاهرات الحاشدة التى خرجت فى تونس العاصمة جاءت لتجديد مطالبهم بإسقاط الحكومة التى يقودها حزب النهضة، وإنهاء الأزمة الحالية التى تشهدها البلاد.
وأضافت الصحيفة البريطانية، فى تعليق أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد، أن استمرار هذه الأزمة، التى إثارتها عمليتا اغتيال السياسى المعارض محمد البراهمى ومن قبله اليسارى شكرى بلعيد، يبدو أنها تهدد التجربة الديمقراطية الوليدة فى الدولة الأفريقية التى شهدت أول شرارة لثورات الربيع العربى "ثورة الياسمين".
وتابعت "أن استمرار الخلافات بشأن السيطرة السياسية والانتخابات وصياغة دستور جديد الآن يهدد المرحلة الانتقالية والنمو الاقتصادى فى بلد كان ينظر إليه باعتباره مثالا واعدا للديمقراطيات الوليدة فى المنطقة فى أعقاب الربيع العربى، مشيرا إلى أن هذه المظاهرات التونسية تعد الأكبر منذ اغتيال البراهمى فى يوليو الماضى، والذى أدى اغتياله إلى تزايد حدة الانقسامات بين المعسكرين الإسلامى والليبرالى، لافتة إلى أن المظاهرات ستزيد من الضغط على الحكومة الإسلامية وقد تفضى إلى حلها، ومن ثم إفساح المجال لتشكيل حكومة انتقالية لحين إجراء الانتخابات المقترحة.
ونقلت الصحيفة عن بعض المحللين قولهم "إن الدعم والعلاقات الأوروبية لنجاح التجربة الديمقراطية فى تونس، وبعد الجيش التونسى عن الساحة السياسية قد يكون الدافع وراء صمود تونس فى وجه العاصفة الحالية حتى يتم الاتفاق بشأن إجراء الانتخابات والدستور، وذلك على الرغم من وجود خلافات بشأن التوقيت والكيفية التى سيتم بها ذلك".
ونقلا عن أحد محللى شئون الشرق الأوسط، أكدت الصحيفة أن الخطوط العريضة للتوصل إلى تسوية تم رسمها، وفى غضون شهر أو اثنين سيتم التوافق على حكومة تكنوقراط جديدة وصياغة الدستور الجديد لتونس، مشيرة إلى أن العقبة الوحيدة الموجودة تتمثل فى التوقيت الذى يجب أن ترحل فيه الحكومة الحالية وأن يتم تشكيل أخرى".
الجارديان: استمرار الأزمة التونسية يهدد ديمقراطية ثورة الياسمين الوليدة
الأحد، 08 سبتمبر 2013 02:16 م