السلوكيات الخاطئة التى انتشرت فى شوارعنا تثير التساؤل عن الأسلوب التربوى الصحيح، فالتربية الصحيحة للنشء فن، واستراتيجية مدروسة وفق نظم وضوابط محددة، تعتمد فى الأساس على غرس القيم مثل الاحترام والثقة فى النفس والإحساس بالمسئولية، وحب العطاء وتلعب الأسرة دورا مهما فى تشكيل وعى الطفل وتربيته بعيدا عن القسوة والانفعال والاهتمام بكل المراحل العمرية التى تتطلب فهما بطبيعة المرحلة التى يمر بها النشء ويأتى الدور الثانى للمدرسة التى تصقل المبادئ التى تعلمها الصغير منذ نعومة أظفاره، وتزداد خبراته بالتعامل مع أقرانه فيؤثر ويتأثر بزملائه ويجب ألا تغفل المؤسسات التربوية الدور الرقابى على هؤلاء الذين فقدوا الأسس الصحيحة فى التربية داخل الأسرة والذين كانوا ضحايا الخلاقات العائلية وحالات الطلاق.
لقد فقد بعض المواطنين فى الشارع أبسط قواعد الذوق والأخلاق وأضاعوا القيم الجميلة التى كانت تميز أخلاق المصريين مثل مساعدة العاجز على عبور الطريق أو تقديم النصح للآخرين أو إخلاء المقاعد لكبار السن، والحوامل من النساء، وعدم التهكم أو السخرية من ذوى الاحتياجات الخاصة، وغيرها من التصرفات الرائعة التى كانت شائعة فى المجتمع.
إن العطاء فى الشارع المصرى لم ينقطع، وفى شهر رمضان يخرج الآلاف من بيوتهم لحظة الإفطار ليقدموا لعابرى الطرق المياه والأطعمة فى مشهد طيب يعكس الطينة المصرية الأصيلة.
إن أصحاب السلوكيات الخاطئة لم يتشربوا القيم الإنسانية النبيلة وتصوروا أن الدنيا غابة يسيطر عليها الأقوياء، وأن نيل المطالب يجب أن يكون أولى ولو على حساب حقوق الآخرين، ولذلك يجب أن تبادر الدولة بإصدار قانون عودة القيم والمبادئ المفقودة، وأن نعلى من قدر العطاء والإيثار فوق كل اعتبار.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة