يواصل الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس جهودهما، من أجل حشد الشركاء الأوروبيين وآخرين وإقناعهم من أجل المشاركة فى التحالف الدولى العسكرى ضد سوريا.
يأتى هذا فيما يوجد الرئيس الاشتراكى فى موقف "عزلة" داخليا حيث يعارض غالبية المواطنين مشاركة بلادهم فى العمليات العسكرية الوشيكة التى تتحالف باريس وواشنطن لتوجيهها ضد النظام السورى الذى يتهمونه باستخدام الأسلحة الكيميائية فى هجوم الغوطة الذى وقع مؤخرا بريف دمشق، وهو ما تعكسه نتائج استطلاعات الرأى المتتالية وكان آخرها الاستطلاع الذى أعلن معهد "إيفوب" اليوم والذى أظهر أن 68 بالمائة من المواطنين الفرنسيين يعارضون مشاركة بلادهم فى التدخل العسكرى المحتمل ضد سوريا.
ويواجه الرئيس الفرنسى أيضا معارضة من جانب عدد من الأحزاب الفرنسية وعلى رأسها اليمين المعارض "حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية" الرافض للتدخل العسكرى فى سوريا بدون تفويض أممى.
المعارضة الفرنسية وعدد من الأحزاب يطالبون أيضا بضرورة إجراء تصويت برلمانى قبل اتخاذ قرار التدخل عسكريا فى سوريا..إلا أن السلطة التنفيذية تبدو بعيدة عن اتخاذ قرار فى هذا الاتجاه.
موقف المعارضة الرافض للتدخل أكد عليه كريستيان جاكوب رئيس كتلة نواب حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليمين المعارض بالجمعية الوطنية الفرنسية – أمام الجلسة الاستثنائية للبرلمان الأربعاء الماضى - بإعلانه رفض المعارضة للتدخل العسكرى المحتمل فى سوريا إذا تم ذلك خارج إطار الأمم المتحدة.
وأدان رئيس كتلة المعارضة استخدام الأسلحة الكيميائية وما وصفه بالأعمال "الوحشية و اللاإنسانية " التى وقعت خلال هجوم الغوطة فى الحادى والعشرين من الشهر الماضي..كما انتقد جاكوب ما اسماه المآزق الدبلوماسى والعسكرى للحكومة والرئيس الفرنسى.
وتساءل كريستيان حينها عما إذا كان يمكن لفرنسا وبدون أى حليف أوروبى أن تخوض مغامرة كتلك؟! لا اعتقد ذلك، مضيفا أن باريس أصبحت اليوم معزولة كما لم يحث من قبل، وتقف فى وضع المشاهد انتظارا لقرار الكونجرس الأمريكى المتوقع فى التاسع من الشهر الجارى.
وأوضح رئيس كتلة المعارضة أن الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند لم يحصل على تفويض من الأمم المتحدة .. محذرا من أنه إذا ما قرر الرئيس المشاركة فى التدخل بدون تفويض وتحمل المسؤولية الثقيلة، فإن نواب حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" لن يدعموه.
كما يتواجد أولاند أيضا فى عزلة خارجية على ضوء عدم مساندة قراره التدخل من جانب الشركاء الأوروبيين وهو ما ظهر جليا فى تصريحات رئيس المجلس الأوروبى هيرمان فان رومبوى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل واللذين أكدا خلال قمة العشرين بسان بطرسبرج على ضرورة أن يكون حل الأزمة السورية "سياسيا".
فرنسا وعلى لسان رئيسها ووزير خارجيتها تؤكد أن العمل العسكرى من شأنه أن يسهل العملية السياسية فى سوريا، إلا أنه يبدو أن البلدان الأوروبية غير مقتنعة بذلك، وهو ما ظهر جليا فى ما واجهه وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس خلال الاجتماع غير الرسمى للأوروبيين الذى عقد أمس الجمعة بالعاصمة الليتوانية حيث حاول فابيوس الحصول على موافقة نظرائه الأوروبيين على أن حكومة الأسد هى المسئولة عن هجوم الحادى عشر من أغسطس..وهو ما قوبل بتأكيد رؤساء الدبلوماسية الأوروبية الآخرين على ضرورة انتظار تقرير مفتشى الأمم المتحدة الذى قد يصدر بعد أسابيع.
فرنسا تجد نفسها بذلك القوة العظمى العسكرية الوحيدة التى تقف إلى جانب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى ينتظر موافقة من الكونجرس بعد أن فشل رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون فى الحصول على تأييد البرلمان لشن ضربات عسكرية ضد سوريا.
رئيس الدبلوماسية الفرنسية يعول على اجتماع وزراء خارجية أوروبا الذى يتواصل اليوم بليتوانيا حيث أعلن فابيوس أمس أنه يتوقع من اجتماع نظرائه الأوروبيين فى فيلنيوس أن تقر أوروبا "كحد أدنى" بمسئولية نظام دمشق فى "المجزرة" المرتكبة بالأسلحة الكيميائية التى وقعت فى 21 أغسطس..داعيا إلى "موقف أوروبى" مشترك مشيرا إلى أن على الاجتماع "كحد أدنى" أن "يقر على أساس الأدلة التى قدمت إليه بأن نظام (الرئيس السورى) بشار الأسد هو مرتكب هذه المجزرة.
وفى انتظار تصويت الكونجرس على التدخل فى سوريا..هل تستطيع فرنسا إقناع شركائها الأوروبيين وأيضا الرأى العام والأحزاب المعارضة بضرورة توجيه ضربات عسكرية ضد النظام السورى؟.
هولاند معزول داخليا وخارجيا بسبب التدخل العسكرى المحتمل ضد سوريا
السبت، 07 سبتمبر 2013 11:23 ص
الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة