فى أوج انتصارك قد يدفعك ما حققته من تقدم فى مجالك أو فى معركتك إلى الذهاب إلى ما وراء الهدف الذى خططت له، وقد يؤدى ذلك إلى فقدان كل شىء بسبب الثقة الزائدة والغرور، يقول نابليون بونابرت: " يأتى الخطر الأعظم فى لحظة الانتصار" نعم أنه أمر بالغ الخطورة ولذلك يجب أن تتوقف وتحرص على ما حققته من نصر وتعيد النظر فيما أنت مقبل عليه بعين الخبرة والحرص والاستشعار باستراتيجية متوازنة لخطوة جديدة.
لذلك قد تدفعك شهوة الانتصار بدون وعى إلى فقد الإحساس بما حققته واستنزاف الكثير من طاقتك وفقد توازنك بل قد تعطى الفرصة لأعدائك المتربصون بك والحريصون على استغلال ثغرة للقضاء عليك.
فى تلك الأوقات لابد أن تدرك قيمة العقل فى ذلك الوقت كونه مرشدك وعامل ثباتك ووقوفك على أرض صلبة من دراسة ظروف نجاحك وفرص الحظ التى توفرت لك وقد لا تتوفر مرة أخرى، لذلك كن حريصا على الأخذ بوقائع واستنتاجات تعزز هدفك وما حققته من مكاسب، بل قد تجد تراجعك خطوة للخلف قد يجعلك تدرك ما لم قد تدركه من قبل للخطوة الأكثر أهمية فيما بعد وهى اتخاذ قرار بشأن خوض معركة أخرى أم لا، على عكس السير والانجراف وراء نشوة النصر وما يمارسه النجاح من خديعة كبرى للعقل وتوهمك بأنك قوى لا تقهر مما قد يؤدى إلى حفر قبرك بيدك دون أن تشعر.
لذلك إذا أردت مواصلة خطوات نجاحك عليك أن تتوقف لترى وتقرر هل مازال الاتجاه الذى تسير فيه هو الأفضل أم لا، فكل مرحلة قد تختلف عن الأخرى وما فعلته من قبل من الأخذ بالأسباب قد لا يصلح فيما بعد فلا تحاول تكراره، بل حاول أن تغير من إيقاع حركتك ونمط أسلوبك ورد فعلك وتغيير مسار فكرك بما يخدم خطوتك القادمة واضعاً فى الاعتبار عامل التوفيق وبما قد يتوفر لك من الحظ والأسباب، لذلك أحذر من غطرسة النصر، وفى نفس الوقت لا تجعل من حذرك أن يكون زائداً عن الحد المعقول فيفقدك ثباتك ويجعلك تأخذ قرارك بتهور لأنك دخلت فى متاهة التردد والحيرة.
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شموع مضيئه
دروس مستفاده
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السيد
يسلم أبداعك كاتبنا الكبير
نحن في أشد الأحتياج لتصيحيح أفكارنا