تراجع وزير الثقافة محمد صابر عرب عن تصريحاته الصادرة فى بيان صحفى خرج من الوزارة بشأن عدم ممانعته فى أن تقيم فرنسا تمثالا للفلاح المصرى، ونفى تصريحاته فى خبر نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس. وكانت " اليوم السابع" قد نشرت نص تصريح الوزير الذى قال فيه: "يجب أن نتخلى من الآن عن التاريخ العبء فى علاقتنا الدولية الثقافية، ويرى أن تصنع فرنسا تمثالا جديدا للفلاح المصرى باعتباره هو الذى وقع على كاهله حفر القناة لوضع أكاليل الزهور عليه"، جاء تصريح الوزير فى لقائه مع ارنو رانير دى فورتييه رئيس أرشيف فرنسا السابق والرئيس الحالى للجمعية الفرنسية لأصدقاء قناة السويس، وبصحبته د. أحمد يوسف، المنسق العام لمتحف قناة السويس، وذلك فى اللقاء التحضيرى لتحويل استراحة ديليسبس لمتحف عالمى ومركز بحثى ثقافى لقناة السويس.
ومن العجيب أن نص البيان أكد أن اللقاء تناول فكرة المتحف وتاريخ المشروع منذ تاريخ الفراعنة وحتى ديليسبس متجاهلا حقائق التاريخ حول هذا الأفاق الفرنسى الذى خدع الزعيم أحمد عرابى حينما أكد له حياد قناة السويس، وكانت هذه الخدعة سببا مباشرا فى احتلال مصر الذى استمر سبعين عاما، ويتجاهل البيان أن فرنسا شاركت فى عدوان ثلاثى على مصر لم تعتذر عنه حتى الآن. ويتجاهل أن المصريين أمموا القناة منذ 57 عاما وحطموا تمثال ديليسبس بقرار شعبى ردا على عدوان همجى شاركت فيه فرنسا.
وهناك سؤال وجهه المثقفون للوزير ولم يرد عليه: أين هى الدولة التى تحتفى بمحتليها وتصنع متاحفها برؤية مشتركة معهم وتمجد فيها رموز الاحتلال؟ ولماذا يدعو البعض إلى الاحتفال بالحملة الفرنسية ووجها الثقافى الذى يرونه مشرقا ويتجاهلون الاحتفال بثورتى القاهرة الأولى والثانية التى قاومت الاحتلال؟ ولماذا لم يفكروا بالاحتفال بمحمد كريم بطل الإسكندرية الذى استبسل فى حمايتها والدفاع عنها؟ وهل فرنسا التى اعتدت على الفلاح المصرى وقتلته هى القادرة على صنع تمثال له ولبطولته؟ ألا يذكرنا هذا بالقول الشعبى " يقتل القتيل ويمشى فى جنازته"، فرنسا تقتل القتيل وتصنع له تمثالا لتخليد شجاعته.
وأضاف عدد من المثقفين، نتصور أن هناك محاولات دائبة ومستمرة لتجميل وجه فرنسا وصبغه بأصباغ ثقافية على حساب حقائق التاريخ وأن هذه المحاولات يشارك فيها مصريون مع الأسف، حاولوا مرة أن يروجوا لفكرة الاحتفال بالحملة الفرنسية على مصر التى لا ترى من الحملة سوى المطبعة وفك رموز حجر رشيد متجاهلين مدافع بونابرت التى قتلت المصريين ونهبت آثارهم.
حقائق التاريخ ليست هى العبء إنما الأكاذيب وابتسار التاريخ وتجاهل مجرى الأحداث وسياقها هو العبء وهو عين الضلال.
المثقفون يستنكرون اقتراح وزير الثقافة لفرنسا بإقامة تمثال للفلاح المصرى
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1238004
عرب: إذا تقرر إقامة تمثال للفلاح فلابد وأن يكون عملا مصريا خالصا
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1238380
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة