د. سمير البهواشى يكتب: الميزان

السبت، 07 سبتمبر 2013 03:10 ص
د. سمير البهواشى يكتب: الميزان صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت ظاهرة الشكوى هى الأساس والعمل الجاد هو الاستثناء.. وكأن الشاكين والمتضررين بإنتهاجهم عملية الإسقاط هذه يعفون أنفسهم من مسئولية تدهور السلوكيات وقلة الإنتاج والغلاء الذى نعيشه!!، فمعظم هؤلاء الشاكين والمتضررين من السلوكيات المرفوضة ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وكلامى هذا لا يستند إلى المشاهد الطافية على السطح فقط فى هذا البحر الخضم من سلوكياتنا ولكن أيضا إلى حقائق نفسية علمية تؤكد أن من يبالغ فى نقد شىء ما ويأخذ مواقف متشددة إزاء أى خطأ يصدر عن الآخرين ويصدر أحكاماً قاسية على الناس إذا أخطأوا ولا يتسامح أو يعفو فإنه يجاهد ليخفى عكس ما يتحيز له، بل إنك إذا رأيت من يبالغ فى حبه لشىء أو لشخص ما فاعلم أنه يجاهد ليكبت بغضا شديدا لهؤلاء يسكن فى عقله الباطن، وقد حذر الدكتور عادل صادق، أستاذ الطب النفسى الراحل فى بعض كتبه ألا ننساق وراء مثل هؤلاء المتحمسين لأن ليس كل متحمس يعكس ما بداخله حقيقة فقد تتناقض حقيقة مشاعره وأفكاره عما يعلن من مبادئ وعما يتخذ من مواقف وهذا هو الغالب الآن على مسرح الحياة الزائف؟؟، فما هو الميزان إذن الذى يمكن أن نزن به حقائق هؤلاء الشاكين على الدوام والباكين على الفضيلة المذبوحة والقوانين المهدرة والذين يسعون ليكونوا قادة الركب وربان سفينة النجاة؟؟.

أستطيع أن أجزم أن خير ميزان لذلك هو أن تشاهد مدى تطابق ما يقولون وما ينادون به مع أفعالهم وتصرفاتهم هم شخصياً فى نفس المواقف التى لا تعجبهم، فإذا تذمر أحدهم من وجود الطوابير فى المصالح الحكومية وعدم النظام بها، واشتكى لطوب الأرض، ثم رأيته يهش ويبش إذا قضيت مصالحة بتخطى هذه الطوابير، فاعلم أنه غير صادق فيما ينادى به وأنه لا يبتغى وجه الله أو الحقيقة بدعوته إلى الفضيلة، وإذا رأيت من يخرج للناس كل يوم من خلال الفضائيات يحدثهم عن الرسول وأخلاقه الحسنة والإسلام وسماحته وعدله ثم شاهدته فى الشارع وهو يرغى ويزبد ويهدد ويتوعد ويسب ويشتم وقد انعقد حاجباه واكفهر وجهه، فاعلم أنه كاذب وغشاش وغير صادق فيما يدعوك إليه؟؟، إذن ما العمل؟؟، العمل فى رأيى وعقيدتى هو أن نطبق نصيحة سيدنا على بن أبى طالب عندما قال إذا رأيتم من يمشى على الماء ويطير فى الهواء فلا تصدقوه حتى تقفوا على دينه (أى سلوكه مع الناس وان كان يطابق فعل الرسول وأمر الله من عدمه) وكذلك أن نفعل مثلما فعل توفيق الحكيم عندما أراد أن يحث الناس على النظافة فكان أول من أمسك بالمقشة ونزل إلى الشارع يكنسه.

إذا أردنا أن يصبح جسم الأمة صحيحاً معافى!!، وأن يصبح لكلامنا على صفحات الصحف صدى لدى المسئولين وجب علينا أن نفعل ما ننادى به قبل أن نتكلم عنه؟.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة