يبدو أننا شعب يجيد التهليل أكثر من أى شىء آخر، شعب يعشق الثرثرة والحكى، بعيدا عن وضع أهداف بعينها والعمل على تحقيقها، وبالطبع من حق كل واحد فينا أن يعبر عن حبه لوطنه بالكيفية التى يراها، ولكن ما بالنا بأولئك الذين يصرون على ابتذال معنى الوطن؟ وكيف يكون رد فعلنا ونحن نرى يوميا العديد من هؤلاء يتصدرون المشهد ويصولون ويجولون، بعضهم يختار أن يلعب فى الأدمغة والبعض الآخر فى الأذن وما تتلقاه من أغان أو جمل موسيقية، والعين وما تراه من صور وأقصد بابتذال الوطن هنا هؤلاء المطربون اللى «تطق فى دماغهم» أن يطلقوا أغنية عن مصر أو إليها أو تحية لجيشها أو شعبها، وتخرج عليك تلك النوعية من كل صوب واتجاه، دون مراعاة للمعنى أو قيمة وقدر الوطن الذى يتغنون به، وبدأت تلك المهزلة بالنسبة لى مع ما أطلق عليه مجازا أوبريت غنائى تحت عنوان «تسلم الأيادى»، رغم تقديرى الكامل للأسماء الفنية التى شاركت فى هذا العمل، وأنه صار أكثر الأغنيات شهرة لدرجة أنه صار واحدا من أغانى الأفراح، ويرقص ويتراقص عليه ومعه الحضور، ليس ذلك فقط بل صار الكثيرون على مواقع الفيس بوك يتندرون ويطلقون الإفيهات حول الأغنية، مؤكدين أن «تشغيل الأغنية بصوت عال» كفيل بأن يجعلك تمر من أى كمين للجيش إذا كنت متأخرا عن موعد حظر التجوال، ولن أتحدث هنا عن موسيقى الأغنية مأخوذة دون ضمير من لحن شهير للمبدع «عبدالعظيم محمد»، ولكن الأزمة الحقيقية تتأكد فى الكلام الركيك الذى يبتذل كل معانى الوطنية ويبتذل معنى الوطن فما بالك إذا كان هذا الوطن هو مصر بكل تاريخها وحضارتها وعمق ثقافتها وأيضا الأداء الركيك والذى يحاكى أداء مطربى الصالات الذين يهدفون إلى صهللة الأجواء، ولا أعتقد أن الفريق السيسى بحاجة إلى ركاكة مصطفى كامل وسطوه على لحن موسيقى رغم أنه نقيب للموسيقيين، ولا الجيش المصرى فى حاجة لصوت وأداء الصالات لنؤكد على عظمته، خاصة أن هذا المستوى المتدنى أوصلنا إلى مشهد أكثر ابتذالا ورخصا هو أغنيته الثانية والتى أطلق عليها «وقت الشدايد»، التى أطلقها بدعوى تقديم الشكر إلى الدول العربية التى ساندت مصر، وتحديدا السعودية والإمارات والبحرين والكويت وجاءت الأغنية على طريقة «النقوط فى الأفراح» إلى أن وصل المشهد إلى أقصى درجات التدنى فإذا كان مصطفى كامل قد استباح لنفسه ابتذال معنى كلمة الوطن فمن الطبيعى أن تحمل سما الراقصة زيرا وتأخذ زفة بلدى وتكسر الزير أمام السفارة الأمريكية، وتردد هتافات ضد «آن باترسون» السفيرة الأمريكية السابقة والرئيس الأمريكى «باراك أوباما».
وتهتف للجيش والشرطة وهى «بتتقصع» وكأن المشهد الذى بات أقرب إلى السيرك كان ينقصه سما المصرى ومصطفى كامل، ولا أملك أمام هذه المشاهد المسيئة لمصر إلا أن أستدعى من ذاكرتى وأغسل أذنى بالأغانى الوطنية التى سبق أن قدمها قمم الطرب والموسيقى فى مصر، ويكفى فقط أن نستدعى أوبريتًا غنائيا مثل «وطنى حبيبى الوطن الأكبر» ونسمع كيف كانت الموسيقى فريدة ومتفردة والكلمات معبرة وعميقة وكيف كان الأداء أبيا يليق بحجم الوطن وأحلامه وطموحه حتى شكل ووقفة نجوم الطرب على المسرح.. أرجو من مصطفى كامل وكل من يشبهه أن يرفعوا أيديهم عن الوطن، وعنا عشان ورمنا خلاص منكم.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
فى اية يا علا ... إية الهجوم الغير مبرر دة ؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
زيزى
الغيرة الفنية وحزب أعداء النجاح
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الرفاعي
يا علا تسلم الايادي دى الاغنيه الوحيده فى مصر اللي البسطاء بتحارب الاخوان بيها وشوفى كلام
عدد الردود 0
بواسطة:
النمس
اخيراااااااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
سوزى
Www.youm7.com