حسن زايد يكتب: الاغتيال السياسى فى الفكر التكفيرى

الجمعة، 06 سبتمبر 2013 02:03 م
حسن زايد يكتب: الاغتيال السياسى فى الفكر التكفيرى حادث اغتيال وزير الداخلية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها أمس وزير الداخلية بواسطة سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد تدل دلالة واضحة على أن التضييق الأمنى على البؤر الإرهابية قد بلغ مداه، وأنهم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وأنهم يلعبون معركتهم الأخيرة، ويلقون بأوراق اللعب كلها على المنضدة.

وبالقطع فإن الأجهزة الأمنية كانت تتحسب لمثل هذه العمليات الإجرامية، وبالقطع فإن كل فرد من أفراد هذه الأجهزة يخرج من بيته مودعاً أهله وأولاده وهو يدرك أنه هدف مرصود من أعين تختبىء فى الظلام خلف الجدران، وأنه حقاً "مشروع شهيد".

والمعركة معروف أطرافها، فلا معنى أن تخرج جماعة الإخوان أو الجماعة الإسلامية ببيان استنكار وشجب إبراء للذمة وغسلا للأيدى من الدماء التى تقطر منها، فلن يصدقهما أحد لأن الناس قد جربت عليهم الكذب مرات ومرات، فهم كذبوا وتحروا الكذب حتى أصبح الكذب ديدنهم.

وحتى لا نصادر على المطلوب تعالوا لننظر سوياً فى المنهج الفكرى الحركى، وأساسه الفلسفى الذى ينطلقون منه، إنه سيد قطب فى معالمه حين يعرض لسمات المنهج الحركى للدين الإسلامى فيقول: "هو حركة تواجه واقعاً بشرياً، وتواجهه بوسائل مكافئة لوجوده الواقعى، إنها ـ أى الوسائل ـ تواجه جاهلية اعتقادية تصورية " إذن هو وضع لبنة التكفير فى المجتمع معتبراً إياه مجتمعاً جاهلياً، ثم جعل مواجهة هذا الواقع مسألة حتمية ويستطرد سيد قطب فى معالمه: "تقوم عليها ـ أى على الجاهلية ـ أنظمة واقعية عملية تسندها سلطات ذات قوة مادية"، وهذا يستلزم من وجهة نظره أن تقوم الحركة الإسلامية بمواجهة هذا الواقع بما يكافئه"، تواجهه بالدعوة والبيان لتصحيح المعتقدات والتصورات"، على اعتبار أن هذه الحركة تملك الحقيقة المطلقة وما عداها من مسلمين باطل وقبض الريح من وجهة نظره"، وتواجهه بالقوة والجهاد لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليها"، على اعتبار أنه لا سبيل للكلام النظرى المجرد إلى تغيير هذا الواقع، إنه منهج الانقلاب الإسلامى، كما كتب عنه أبو الأعلى المودودى فى كتابه الذى أطلق عليه هذا الاسم، والمودودى هو أحد الروافد الرئيسة لفكر سيد قطب.

إذن السمة الغالبة على هذا الفكر هى تجهيل المجتمع المسلم، وأن هذه الجاهلية المعاصرة يلزمها من يقوض دعائمها ويهدم أركانها بالدعوة والبيان، وليس هناك من هو مؤهل لهذا الدور سوى أفراد الحركة الإسلامية وفى القلب منها جماعة الإخوان، يصعدون المنابر ويصرخون فى الناس بدعاوى التكفير والخطاب التكفيرى.

فإذا ما قامت سلطات الدولة بمواجهة هذا الانحراف الفكرى، فليس أمام أبناء الحركة الإسلامية سوى مواجهتها بالقوة.

أى قوة فى إطار قوله تعالى : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، من أول رباط الخيل والسيف والرمح والسكين والخنجر والسنجة مروراً بالمولوتوف والجرينوف والبنادق الآلية والآربجيه والسيارت المفخخة والعمليات الاستشهادية، ولذا تجد شعار الجماعة مصحفا بين سيفين ومخطوط أسفل المصحف بين مقبضى السيفين كلمة "أعدوا ". وهذا الشعار يدحض قول القائل بوجود اختلاف فى الفكر والمنهج بين حسن البنا وسيد قطب .

هذا هو الأساس الفلسفى للفكر التكفيرى الذى يعتبر المجتمع المسلم مجتمعاً جاهلياً، ويعتبر سلطات الدولة طواغيت واجبة الإزالة باعتبارها العقبة الكئود فى إقامة الحاكمية الإلهية فى الأرض، وأن فعل ذلك هو الجهاد بحق، ومن هنا يجرى استحلال الدماء فى سبيل إعمال ذلك المشروع الدموى الذى لا يمت للإسلام بصلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة