الضربة الأمريكية لسوريا لتأديب الأسد أم لإسقاطه؟..خلاف: أمريكا تريد إسقاط النظام وقد يخرج الأسد منها بطلا قوميا..فرج: ربما يخرج بشار مذبوحا.. اللواء عامر: الضربة ستغير موازين القوى فى الوطن العربى

الجمعة، 06 سبتمبر 2013 05:46 م
الضربة الأمريكية لسوريا لتأديب الأسد أم لإسقاطه؟..خلاف: أمريكا تريد إسقاط النظام وقد يخرج الأسد منها بطلا قوميا..فرج: ربما يخرج بشار مذبوحا.. اللواء عامر: الضربة ستغير موازين القوى فى الوطن العربى بشار الأسد
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما بين تأكيد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى على أن دليل استخدام النظام السورى سلاحا كيماويا ضد شعبه "لا تشوبه شائبة"، إلا أن روسيا تشدد على أن لا وجود لأى دليل، حيث قال رئيسها فلاديمير بوتين، إنه يرغب فى مشاهدته بما يجعل من التصميم على الرد العسكرى أمراً بديهياً، أما النظام السورى فيدحض ذلك قائلا، إن المعارضة هى من استخدمت السلاح المثير للجدل، أما الأمم المتحدة فلا تريد استباق تقرير مفتشيها الذى لم يرفع حتى الآن.

المشهد يزداد ضبابية كل يوم ووسط هذا يرى محللون أن العد التنازلى للضربة الأمريكية ضد سوريا قد بدأ، ويبدو أيضاً أن خطة الضرب دخلت حيز التنفيذ لاسيما بعد إعلان لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى بأغلبية 10 أصوات مقابل سبعة موافقتها على طلب أوباما بضرب نظام الأسد، وكنوع من التمهيد لموافقة الكونجرس على الضربة العسكرية المحتملة.

لكن إصرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما على توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد، رغم تفكك عقد التحالف الدولى حول إمكانية حدوث الضربة يثير العديد من علامات الاستفهام، فطبقا لتصريحات أوباما، والتى أكد فيها مراراً أن الضربة تهدف إلى تأديب نظام الأسد لاستخدامه السلاح الكيماوى فى الغوطة الشرقية، وأن هذا التصرف أمر غير مقبول بالنسبة لأمريكا، ولكن السؤال الأهم هنا "لماذا يصر أوباما على ضرب نظام الأسد الآن، رغم استخدام الثانى السلاح الكيماوى 6 مرات تقريباً فى اوقات سابقة؟!".

يرى السفير هانى خلاف، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية سابقاً، أن مزاعم الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتوجيه ضربة تأديبية نظام الأسد لم يعد موثوق فيها، وأن الأمر تجاوز عقاب الأسد على استخدامه السلاح الكيماوى ليصل إلى إسقاط النظام.

واستطرد السفير خلاف فى حديثة لـ"اليوم السابع": " بشار الأسد استخدم الكيماوى 6 مرات تقريباً فى أوقات سابقة، فلماذا يصر أوباما هذه المرة على ضرب النظام السورى؟!"، مؤكداً ان الدوافع الحقيقية للضربة العسكرية التى تنوى أمريكا توجيهها للأسد هو إسقاط النظام وتقويض أركانه وليس تأديبه فقط.

ويوضح السفير خلاف، أن ضرب الجماعات الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة، والتى انضمت إلى صفوف المعارضة السورية لإسقاط النظام يدخل ضمن خطة أوباما فى ضرب نظام الأسد، لما تمثله هذه الجماعات من خطورة على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أيضاً.

ولفت خلاف إلى أن ضرب أمريكا لسوريا ربما يحمل مفاجآت ولعل أبرزها إن أقدم بشار الأسد على توجيه ضربات صاروخية لإسرائيل على إثر الضربة الأمريكية، ولعل هذا التصرف يجعل من بشار بطل قومى فى نظر العديد من أبناء الشعوب العربية والإسلامية.

فى المقابل يتزايد الجدل بين الإدارتين الأمريكية والروسية حول "من استخدم السلاح الكيماوى فى سوريا؟"، فبحسب تصريحات كيرى التى أكد فيها أن البيت الأبيض متأكد أن جميع مكونات المعارضة لا تستطيع تنفيذ مثل هذا الهجوم، وأنها لا تملك أصلا مثل هذه الأسلحة، وأنها "خاصة غير قادرة على القيام بذلك انطلاقا من قلب أراضى النظام".

أما الخارجية الروسية فقد أعلنت أن نتائج تحقيق حول هجوم فى حلب فى مارس، يشتبه فى استخدام سلاح كيماوى فيه، خلصت إلى أن الأمر يتعلق بمواد مفرقعات يدوية الصنع تم إنتاجها من قبل جماعة "بشائر النصر" التى تعد إحدى فصائل جبهة تحرير سوريا الإسلامية، مضيفة أنّه تم العثور على آثار غاز السارين فى عينات تم الحصول عليها من موقع الهجوم، وكانت "جماعة بشائر النصر" قد نددت بالنظام السورى لاستخدامه أسلحة كيماوية فى دمشق وتعهدت بالثأر.

كما قالت الأمم المتحدة فى مايو الماضى، إنه من المحتمل أن تكون المعارضة قد شنت هجوماً بغاز السارين على نطاق ضيق، غير أن تحقيق لجنتها المستقلة حول سوريا لم يثبت ذلك ،كما أدان التحالف الوطنى السورى المعارض أى استخدام لمثل هذه الأسلحة، فيما نفت الولايات المتحدة وجود أى دليل على ذلك.

من جهته، يعتقد السفير محمود فرج، سفير مصر فى إيران سابقاً، أن إصرار أوباما على توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا يحمل إنذاراً إلى جميع الدول العربية والإسلامية خاصة دولة إيران التى ربما تدفعها تلك الضربة إلى لإجراء مفاوضات مع أمريكا حول برنامجها النووى بهدف إغلاق الملفات العالقة والوصول إلى اتفاق حول هذا الأمر الذى يربك أمريكا وإسرائيل كثيراً.

كما يرى السفير فرج، أن الضربة الأمريكية لسوريا ربما يكون الهدف منها تصفية بشار الأسد جسديا وإعطاء مجموعة من المعارضة الفرصة للهجوم علية وإسقاط نظامه، وربما يخرج بشار من هذه المعركة مذبوحاً، مشيراً إلى أن هناك اتفاقًا أمريكياً على أن تكون الضربة قاتلة لبشار ومن حوله وليس مجرد تدمير مناطق استراتيجية فى سوريا.

أما بخصوص مدى قدرة الجيش السورى على صد هجمات أمريكا أو الرد عليها، يرى اللواء كمال عامر، خبير استراتيجى وعسكرى، أن النظام السورى لن يكون له رد فعل مؤثر إن تمت الضربة ولا يمكن له أن يصنع قلقاً فى المنطقة، لكنه يرى أنه من الممكن أن يقوم النظام بعمليات فدائية مثل ضرب وحدات بحرية أو الاشتباك الجوى مع طائرات أمريكية فى حال تم اكتشافها.

وأوضح اللواء عامر، أن الأهداف التى تنتوى أمريكا ضربها فى سوريا تنحصر فى البقع التى توجد بها أسلحة كيماوية، القوات الجوية، الصورايخ الأرض جو التى تؤثر فى ميزان القوى، وأخيراً بعض الأهداف الاستراتيجية التى من الممكن تخل بتوازن القدرات السورية.

وحول نية الرئيس أوباما فى إسقاط النظام السورى من عدمة، يرى اللواء عامر إنه فى حال نية أمريكا فى ذلك فلا بد أن يتبع الضربة الجوية قوات تنتشر براً، وهذا ما لا يريده أوباما لأن الحرب البرية تعنى خسائر بشرية، قائلا: " لا أعتقد أن أوباما يريد تكرار ما حدث فى العراق مرة أخرى".

وأخيراً يرى اللواء عامر، أن تأثير الضربة الأمريكية ضد سوريا سيكون تأثيرها غير مباشر على المنطقة، موضحاً أن الجيشان المصرى والسورى يمثلا جناحا الأمة العربية خاصة من الناحية العسكرية وعند تدمير الجيش السورى الذى هو سند لمصر سيضعف قدرات الجيش المصرى فى مواجهة العدو الغربى، ومن الممكن أن يغير موازين القوى فى الشرق الأوسط.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة