أحمد ماهر

الإرهاب الفكرى لن يفيد

الجمعة، 06 سبتمبر 2013 03:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإرهاب أنواع عديدة، فهناك الإرهاب الجسدى العنيف الذى نقف كلنا ضده، ويجب علينا جميعا مقاومته، وهناك أيضا الإرهاب الفكرى الذى يجب أيضا أن نكون كلنا ضده، ويجب علينا مقاومته، فتلك الحملة الشرسة التى تشنها بعض وسائل الإعلام، وبعض رموز نظام مبارك على النشطاء الحقوقيين، وعلى كل النشطاء السياسيين الذين يتحدثون عن دولة القانون، وعن احترام حقوق الإنسان، وعن ضرورة التحقيق المستقل فى الوقائع التى حدثت فى الأسابيع الأخيرة، هى حملة غير مبررة، فقد قامت ثورة 25 يناير لإعلاء دولة القانون، وإعلاء مبادئ حقوق الإنسان وقيم الحرية والكرامة والعدالة، ولذلك من المرفوض والغريب والمريب حاليا أن نجد من يتهم المدافعين عن حقوق الإنسان، أو رموز ثورة 25 يناير أنهم خونة، أو خلايا نائمة، أو طابور خامس.

أصبح يتم تسليط تلك الاتهامات السهلة والمرسلة لتمثل إرهابا فكريا لكل من يغرد خارج السرب، أو ينبه للأخطاء، أو يعرب عن قلقه من بعض الإجراءات.. ولا تستقيم المطالبة بإعلاء دولة القانون مع استمرار الإجراءات الاستثنائية، واستمرار مراقبة الرأى، واستمرار كيل الاتهامات بدون دليل، أليست الاعتقالات العشوائية مقلقة؟ ألا يتعجب أحد من شكاوى المحامين بعدم استطاعتهم الحضور مع المتهمين أو المشتبه بهم أو المعتقلين فى وقت الحظر؟. تلك الإجراءات الاستثنائية التى يتم التوسع فيها- عكس وعود الرئيس المؤقت- بالتأكيد سوف تؤدى لحالة أكبر من الشحن ورد الفعل، خصوصا أن جميعنا يعلم أن تعامل ضباط الداخلية مع المواطنين فى وقت الاعتقال عاد لما كان عليه قبل 25 يناير. ومن الغباء أن يفسر البعض أن الحديث عن قيم حقوق الإنسان، ومطالب 25 يناير هو تحيز للإخوان، ومن الغباء أيضا أن يتخيل الإخوان أنه يمكن استغلال المدافعين عن حقوق الإنسان لإعادة مرسى، فمرسى لن يعود مرة أخرى، وعلى الإخوان أن يتحملوا نتيجة عنادهم وتكبرهم الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه. أما الفاشيون الجدد الذين ينظمون الحملات الإعلامية الشرسة على ثورة 25 يناير، ويكرسون كل جهودهم لتشويه المدافعين عن حقوق الإنسان، وتخوين كل من يتحدث عن الحريات أو العدالة أو الكرامة، فعليهم أن يعلموا أن ذلك الإرهاب الفكرى لن يجدى، ولن يؤثر، ولن يجعلنا نتراجع أو نخاف، حتى لو تحول الإرهاب الفكرى والفاشية الجديدة إلى حملات اعتقال فى صفوف ثوار 25 يناير، فلن نخاف، فالثورة ليست مجرد تغيير أشخاص، إنما تغيير سياسات ودساتير وقوانين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة