جاء من أسرة لها تاريخ فى تولى الوزارات فى عهدى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأنور السادات، يؤمن أن الدين لله والوطن للجميع، عندما سألناه عن الشارع المصرى، أكد أنه سيتحدث كمواطن عادى، لكن رده جاء دبلوماسيا من الطراز الأول، يحمل رؤية لمنظومة البحث العلمى تنطلق من مشاكل واحتياجات الباحثين والمجتمع.. هو الدكتور رمزى جورج أستينو وزير البحث العلمى عقب ثورة 30 يونيو الذى أكد أنه لو كان عرضت عليه الوزارة فى ظروف أخرى ما قبلها.. وإلى نص الحوار...
الكثير من الباحثين تفاءلوا بثورة 25 يناير لكن رأوا أن منظومة البحث العلمى لم تتغير كثيراً فالوعود كانت أكثر من الفعل.. ماذا عن طموحاتهم بعد ثورة 30 يونيو؟
هناك اهتمام من جانب القيادة السياسية بالبحث العلمى، وأكبر دليل على هذا الاهتمام هو تعيين مستشارا علميا للرئيس، وهو المنصب الذى ظل شاغرا منذ أكثر من 30 عاما، كم أننى سأسعى إلى تفعيل دور المجلس الأعلى للبحث العلمى الذى يتشكل برئاسة رئيس الوزراء ووزارة البحث العلمى وعدد من الوزراء الذين تقوم وزارتهم على مجال البحث العلمى مثل وزارة التعليم العالى والزراعة وعلماء مصريين، كما سيتم تحسين منظومة التأمين الصحى والعلاج، وأطالب بالتحسين للجميع، الأساتذة والباحثين والموظفين والعمال أيضا.
ماذا عن تعاونك مع المستشار العلمى للرئيس الدكتور عصام حجى؟
التقيت الدكتور حجى وعلى عكس ما ردده البعض بأن مستشار الرئيس العلمى جاء بأجندة ليفرضها على منظومة البحث العلمى فى مصر، فإن حجى قال لى "ماذا تريدون منى؟"، وأكدنا خلال اللقاء على ضرورة أن يتم التأكيد على دور البحث العلمى فى الدستور الجديد.
هل تناول اللقاء إنشاء مجلس علماء مصر الذى أعلن عنه "حجى" عقب لقائه مع الرئيس المؤقت عدلى منصور.. خاصة أن هذا لمجلس يرى البعض وجود مجالس مماثلة له يمكن تفعيلها لتوفير الجهد والوقت والمال أيضا؟
لم يتطرق لقائى مع الدكتور عصام حجى الذى استمر إلى قرابة الساعتين لموضوع مجلس علماء مصر، وما المانع أن يتم إنشاء مجلس يكون ممثل فيه بعض العلماء الموجودين فى المجالس الأخرى كالمجالس القومية المتخصصة والمجمع العلمى والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، وسوف ندرس احتياجات البحث العلمى لنحدد ماذا سننشئ، ولابد من تعد مسألة الأسماء.
مصر حاليا بلا إستراتيجية للبحث العلمى التى انتهت بداية العام الحالى والتى تم وضعها لمدة خمس سنوات منذ 2008.. متى سيتم وضع إستيرتيجة جديدة؟
وضع إستراتيجية للبحث العلمى أمر ليس بالسهل، فأنا أستمع لكل وجهات النظر لأن هذه المنظومة البحثية لابد أن تنبع من مشاكل الباحثين ومن احتياجات الصناعة واهتمامات العلماء، ووجهات نظر كل من ينتمى إلى منظومة البحث العلمى، أول خطوة للإستراتيجية إعادة تفعيل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا.
ما رؤيتك لهذه الإستراتيجية؟
أن يأتى البحث العلمى نابع من احتياجات الدولة ومشاكل المجتمع ومشاكل القطاع الخاص خاصة فى مجال الصناعة، وأن يتم تشكيل اهتمامات العلماء وأفكارهم فى شكل أبحاث، يكون الهدف الأساسى منها هو تطبيقها حتى لا تظل حبيسة الأدراج وهو آخر خطوة فى دائرة البحث العلمى أن يطبق البحث فعليا ليتم الاستفادة من الجهد والمال والوقت.
ما الخطوات الفعلية التى بدأت فى اتخاذها بشأن تطبيق الأبحاث؟
التقيت الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة بشأن أبحاث عن الغذاء والتغيرات المناخية، وتطبيق أبحاث لزيادة إنتاجية القمح، وإنشاء الصوامع، كما سألتقى الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة لتناول مدى إمكانية تطبيق أبحاث أجراها بالفعل الباحثون وتوصلوا لنتائج جيدة على علاج السرطان وفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى "سى" وكذلك اللواء محمد أبو شادى وزير التموين بشأن تطوير تقنيات المخابز.
ميزانية البحث العلمى للعام الماضى لم يتم الحصول عليها كاملة.. كيف لا نكرر هذه المشكلة؟
المخصص المالى الحالى الذى لا نحصل عليه ضعيف جداً، ونسعى أن نحصل على ميزانية العام الجديد كاملة، ولابد من زيادتها إلى 2% من الناتج القومى، ولكن هذه الزيادة ستأتى تدريجياً نظرا للظروف، ونحاول الحصول على مصادر أخرى للتمويل مثل إشراك القطاع الخاص فى تمويل مشروعات بحثية تقدم حلولا لمشاكل تواجه هذا القطاع.
ماذا عما قيل فى بداية توليك الوزارة بأن البحث العلمى سيصبح حكرا على المسيحيين؟
ليس هناك علاقة بين كونى مسيحى وتولى مهام وزارة البحث العلمى، فأنا تربيت على أن الدين لله والوطن للجميع، عمى كمال أستينو كان وزيراً للتموين فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومحب رمزى أستينو كان وزيراً فى عهد السادات ورئيساً للجنة الصناعة فى مجلس الشعب.
هل ترى أنك قادر على القيام بمهام وزارتك فى ظل هذه المرحلة الانتقالية المؤقتة؟
أنا سعيد جدا بهذا المنصب ولو كانت عرضت على الوزارة فى ظروف غير التى نحن بها ما قبلت، لأنى أقدر الظرف التاريخى الذى تمر به البلاد، مع تأكيدى على أنى عاشق لكلية الزراعة جامعة القاهرة بيتى الأول ولريف مصر الذى جئت منه.
خلال لقائك بعلماء المركز القومى للبحوث، طلب بعضهم عددا من الباحثين والأساتذة باختيار القيادات البحثية بالانتخاب المباشر.. ماذا عن إمكانية تحقيق ذلك لهم؟
بالفعل الدكتور السيد أبو الفتوح رئيس نادى أعضاء هيئة البحوث، طرح على هذا المطلب، وأرى أن ما يتفقوا عليه سوف أرفعه لمجلس الوزراء، لو قالوا: آمين، سوف أنفذ ما يوافق عليه، فضلا عن أن انتخاب القيادات البحثية بالاقتراع المباشر يتطلب تعديل تشريعى من جانب رئيس الجمهورية، وأن هذا التعديل بحاجة لوقت، فأرجو أن يعلم الجميع ما حدود صلاحياتى التى تحدد وفقا للقانون.
سبق وطرحت الوزيرة السابقة للبحث العلمى أن لديها تقارير رقابية بمخالفات وفساد بعض العاملين فماذا عن هذا الملف؟
أنا لم أتسلم أيه أوراق أو ملفات فى يدى، وكل ما حدث بشأن هذا الموضوع هو مجىء أحد مسئولى الرقابة الإدارية وأبلغنى أن هناك تحقيقات تجرى حاليا بشأن عدد من المخالفات، وإذا تم التحقق والتأكد من تورط أى شخص فى مخالفات لن يتم التهاون معه بالطبع.
ماذا عن علاقاتنا البحثية مع الدول الأخرى خاصة تركيا التى يشن رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان هجوماً على مصر وتتدخل فى سياستنا الداخلية؟
لا يوجد علاقات أو اتفاقيات أو بروتوكولات تعاون مع تركيا، وذلك لا يمنع أن يأتى توجهنا البحثى متفق مع التوجه السياسى العام للدولة المصرية.
ما رأيك فيما يعيشه الشارع المصرى؟
رأيى كمواطن مصرى وليس كسياسى أن لو أحد الأبناء اختلف بعض الشىء، أو خرج عن المنظومة فهو فى النهاية ابن مصر.
لكن أين الذى تتحدث عنه سيادتك؟
أؤمن أن مصر ستضم الجميع فى النهاية، أنا كمواطن لى علاقات مع جميع المصريين تلاميذى ومن أتعامل معهم فى الحياة العامة ويعرفون أن هذه هى رؤيتى.
وزير البحث العلمى فى حواره لـ"اليوم السابع": ميزانية الوزارة ضعيفة وينبغى زيادتها لـ2% من الناتج القومى.. رمزى أستينو: تعيين "حجى" مستشارا علميا للرئيس يؤكد اهتمام القيادة السياسية بالباحثين
الخميس، 05 سبتمبر 2013 07:30 ص