لا يهم أن تكون فى مقدمة الصفوف أم فى مؤخرتها أو حتى واقفا على الأعتاب.. لا يهم أن تظهر فى وسط الصورة أم فى جانبها أو لا تظهر على الإطلاق.. لا يهم أن يكون صوتك مسموعا ومكانك مرتفعا.. المهم أن تكون مخلصا وإيجابيا ومشاركا فى صناعة مستقبل أفضل بعزم وإرادة ورغبة صادقة فى الإصلاح وليس رغبة فى إثبات الوجود ولعب دور مهم.
فالوطن يحتاج لسواعد جميع أبنائه والمستقبل لا يصنع إلا بتكامل جميع الجهود وليس بفئة دون أخرى ولا بفرد دون الآخرين والنجاح الفردى لا يكفى لتحقيق طموحات المجتمع فكل عمل يخدم الوطن مهما كان ضئيلا هو عمل يكمل روعة الصورة ويرفع البنيان.
إننا بحاجة للعمل بروح الفريق من أجل تحقيق أحلامنا جميعا فتناغم الإيقاع هو الذى يصنع روعة الأداء، بينما العزف الفردى والرغبة فى الاستئثار بالأضواء والمكانة تصنع نغمات شاذة تؤذى الأسماع.
وقدرة كل فرد على التخلى عن فرديته وذاتيته وانخراطه فى عمل جماعى يسهم فى نهضة الوطن هو طريق النجاح لكل جهود التنمية وبداية لوضع أقدامنا على الطريق الصحيح وإنجاز لكل الأفراد فى ذات الوقت، وهذا يوفر الكثير من الجهد والوقت المهدر فلا تكون هناك مساحة لصراعات الوجود أو صراعات القوى والمصالح التى تندمج جميعها فى خدمة أهداف كبرى يلتف حولها كل أبناء الوطن.
فالمشاركة الإيجابية والفاعلة هى التى تصنع فارقًا فى التغيير والإرادة الصادقة للشعوب والتلاحم فى العمل هى التى تصنع التقدم.
وعندما يكف كل شخص عن رغبته فى الاستئثار بالنجاح وعن نسبته لنفسه دون غيره يشعر الجميع أن لهم دورا حقيقيا فعالا معنويا وفعليا فتتفجر طاقات الابداع داخل كل منا ويبدأ الإنجاز الحقيقى.
