رغم انحسار الإخوان المسلمين عن المشهد السياسى، وبالتالى انحصارهم فى الوزارات التى كانوا يسيطرون عليها، تحاول حاليا بعض من ذيول الإخوان أن تعبث فى وزارة الإعلام انتقاما من إقصائهم وإبعادهم عن كرسى الحكم، فمع وصول درية شرف الدين لمنصب وزيرة الإعلام، أكدت تقارير صحفية أن هناك مراجعات لكافة القرارات التى كان الوزير السابق صلاح عبد المقصود قد اتخذها، وأنها تقوم حاليا بتجميع المادة المناسبة لتقديمها للنائب العام وهى المادة التى تدينه بتهم الفساد، حيث بدأت شرف الدين بإبعاد حاشية صلاح عبد المقصود واستبدالهم بآخرين ومنهم خالد شفيق والذى كان يشغل منصب مدير رئيس الإدارة المركزية لمكتب صلاح عبد المقصود ليحل بدلا منه أحمد سليم، كذلك قامت شرف الدين بإبعاد محمد الدمرداش المستشار القانونى لصلاح عبد المقصود والذى تسبب فى مشاكل عديدة كان من أبرزها مشكلة راديو مصر وإبعاد أحد رؤساء تحريرها بسبب خبر لم يعجب الوزير.
الوضع الحالى داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون ينذر باحتمالات تكرر المصادمات ما بين أنصار الوزير السابق وأنصار درية شرف الدين، فعلى الرغم من معرفة الكوادر الإخوانية الكبيرة الموجودة على رأس قطاعات هامة بالتليفزيون المصرى، إلا أن شرف الدين مازالت تبقى عليهم فى مناصبهم وهو الذى يضع عليها علامة استفهام كبيرة، ففى الوقت الذى شعر فيه البعض بتحسن ملحوظ فى أداء التليفزيون إلا أن عدم إبعاد تلك الوجوه عن ساحة وزارة الإعلام يثير الريبة فى النفوس، كذلك رؤساء القنوات الموجودين فى مناصبهم حتى الآن كان عبد المقصود قد وضعهم فى مناصبهم وحتى الآن لم يتم تغيرهم.
فإبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار أنهى خدمته ووصل للسن القانونية للتقاعد، إلا أن شرف الدين قامت بمد فترة رئاسته للقطاع وهو الذى وصل لكرسى القطاع عقب ثورة 25 يناير ورحيل عبد اللطيف المناوى عن التليفزيون وبالتحديد فى 2011، وهو أمر غريب للغاية، فالصياد تولى المنصب فى 2011 وقت حكم المجلس العسكرى ليستمر فى منصبه فى فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى، ووزير الإعلام صلاح عبد المقصود، وعلى الرغم من وجود علامات استفهام على الرجل إلا أنه أكثر قيادات التليفزيون انفتاحا وتواصلا مع وسائل الإعلام والصحف، ولكن تعيبه الدبلوماسية الزائدة التى تجعل من تصريحاته بها بعض التضارب.
والصياد كان من المفترض أن يحال على المعاش فى الشهر الماضى وبدأت تتوارد أنباء حول خليفته ووضعات الترشيحات لتضم كلا من مسعد أبو ليلة نائب الصياد، كذلك ميرفق القفاص ولكن جاء قرار درية شرف الدين بالمد للصياد لينهى أسطورة هذه الشائعات.
فيما يخص قطاع التليفزيون فبعد استقالة عصام الأمير احتجاجا على سياسية الإخوان ظل الكرسى فارغا حتى تم تكليف المخرج شكرى أبو عميرة بالمنصب فى تلك الأثناء كان إسماعيل الششتاوى رئيس الاتحاد قد بلغ السن التقاعد فأصبح منصب رئيس الاتحاد شاغرا هو الآخر، ليتم تصعيد شكرى أبو عميرة رئيسا للاتحاد مع احتفاظه بكرسى التليفزيون ليعتلى أعلى مناصب ماسبيرو بسرعة شديدة، إلا أن رهان عبد المقصود عليه لم يكن ناجحا، فأثير التساؤلات حول ارتباط عبد المقصود بأبوعميرة وتصعيده رئيسا للاتحاد بهذه السرعة، أبو عميرة أعلن أكثر من مرة تحديه للعاملين بالإتحاد أثناء الاعتصامات التى كانت تحدث أمام مكتبه ولكن فى النهاية كان يرضخ لها، وبعد وصول درية شرف الدين أزاحت أبو عميرة من رئاسة الاتحاد ولكن يبقى التساؤل بوجوده كريسا للتليفزيون.
أما قطاع القنوات المتخصصة فيستمر به أيضا عبد الفتاح حسن والذى عينه صلاح عبد المقصود ودخل فى صدامات أكثر من مرة مع العاملين بالقطاع لدرجة أنهم قاموا باحتجازه داخل مكتبه، بسبب رغبته فى تطبيق لائحة تنقص من مستحقاتهم المالية، وعلى الرغم من ذلك، فإن درية شرف الدين قامت باجتماعات مغلقة مع على عبد الرحمن الرئيس السابق للقنوات المتخصصة واتفقا على عودته للقطاع واتفقا أيضا على الأسماء التى سترأس قنوات النيل المتخصصة.