الناجى من سجون حماس يؤكد لـ"اليوم السابع": ذهبت لغزة لعقد قرانى فاحتجزتنى حماس بتهمة "المشاركة فى 30 يونيو" والاحتفاظ بصورة "السيسى" على هاتفى.. السلطات المصرية تدخلت وأعادتنى إلى أرض الوطن

مواطن مصرى يحمل اسم "ياسر محمد إبراهيم"، يعمل "مالك مصنع لتعبئة المواد الغذائية"، تهمته الوحيدة أنه ذهب للزواج من فتاة فلسطينية تسكن قطاع غزة.. تعرف عليها أثناء أدائه لفريضة العمرة بالأراضى السعودية.. ذهب ليتمم إجراءات الزواج وعقد القران عليها، ثم اصطحابها إلى مصر لبدء حياتهما الزوجية، لكن رغبات أفراد الأمن التابعين لحماس حالت دون إتمام هذا المشروع الأسرى الجديد، انتقاما منه بسبب مشاركته فى فاعليات 30 يونيو والإطاحة بمرسى، موجهين إليه عبارات قاسية كما اتهموه بأن السلطات المصرية جندته لتفجير انتفاضة ضد حماس.




روى ياسر البحيرى لـ"اليوم السابع" قصة احتجازه لدى سلطات حماس إلى أن نجى من سجونهم بعد تدخل الجهات السيادية المصرية، والتى بدأت حسب روايته بأن قوات الأمن التابعة لحركة حماس قامت باحتجازه أثناء عبوره من آخر بوابات العبور داخل قطاع غزة، من معبر رفح، حيث استوقفه أحد ضباط الأمن الداخلى بالقطاع وطلب منه جواز السفر لفحصه، وتركه عالقا أمام المعبر لمدة تجاوزت الخمس ساعات، بعدها جاء وطالبه بفحص هاتفه المحمول بحجة أن الإجراءات الروتينية داخل القطاع تستدعى فحص هواتف كافة العابرين من المعبر.




وأضاف البحيرى أن الضابط التابع لسلطة القطاع قام بأخذ هاتفه المحمول وغاب لمدة تزيد عن الساعتين، ليصبح إجمالى عدد الساعات التى قضاها عالقا أمام المعبر قرابة السبع ساعات، لافتا إلى أنه بعد عودة الضابط أبلغه أن هاتفه المحمول تم احتجازه لأن عليه عدد من الصور التى تثبت أنه ينتمى لحركة "تمرد"، وأنه شارك فى تظاهرات 30 يونيو التى أطاحت بالرئيس مرسى، كما أن خلفية شاشة الهاتف هى صورة الفريق أول "عبدالفتاح السيسى"، بعدها بمدة تقرب من النصف ساعة جاءت سيارة تابعة لشرطة حماس واصطحبته إلى مكان غير معلوم.




وتابع البحيرى أنه تم احتجازه من السابعة مساء حتى الحادية عشر، إلى أن بدأ التحقيق معه، دون السماح له بإجراء أى اتصالات ليبلغ أحد أنه محتجز، مشيرا إلى أنه مع دقات الحادية عشر بدء التحقيق معه بلهجة شديدة لمعرفة رأيه فى مجريات الأمور فى الساحة السياسية المصرية، بالإضافة إلى رأيه فيما جرى باعتصام رابعة العدوية، ورأيه فى الفريق أول "عبدالفتاح السيسى"، لافتا إلى أنه امتنع عن الإجابة على تلك الأسئلة لأن هذه من الأمور الخاصة بالشأن الداخلى المصرى، وليس لهم الحق فى الحديث فى مثل هذه الأمور مع مواطن فى زيارة إلى غزة.




وأشار البحيرى إلى أن القائم على التحقيق مع أصر على معرفة رأيه فى ما حدث مع مرسى وجماعة الإخوان، وعندما استمر امتناعه عن الإجابة عليه قال له "أنت شكلك من بتوع "أون تى فى"، مما دفعه للرد عليه قائلا، "وانت شكلك من بتوع الجزيرة"، وأدى هذا الرد إلى انفعاله وأمر بعودته إلى غرفة الاحتجاز المحاطة بالحديد مرة أخرى".

وكشف البحيرى عن أنه ما بين الحين والآخر وأثناء فترة احتجازه استمر قدوم عدد من الجنود والملثمين التابعين للحركة، متحدثين إليه بلهجة استنكارية مرددين عبارات مثل "انت تبع السيسى"، "انت اللى نزلت ضد الرئيس المنتخب الدكتور مرسى"، "أنت عدو لينا عشان أنت تبع السيسى"، بالإضافة إلى تعرضه إلى معاملة سيئة جدا أثناء محبسه والتحقير منه دائما بسبب موقفه السياسى، وهاجمه البعض متهمينه بأنه تابع لتمرد وأرسلته المخابرات المصرية لينشر الفكرة فى غزة ويقلب الفلسطينيين عليهم.




وأوضح البحيرى أنه بالفعل كان أحد أفراد حركة تمرد بكفر الدوار حيث محل إقامته، وأنه شارك فى فاعليات 30 يونيو كأى مواطن مصرى، وضمن أغلبية الشعب المصرى التى نزلت رافضة لحكم مرسى وجماعته، مشيرا إلى أنه لا يعلم ما الجرم فى هذا، وما حق حماس فى السؤال عنه أو اتخاذ موقف تجاهه مادامت هذه إرادة غالبية الشعب المصرى الذى دائما ما دعم القضية الفلسطينية.

وأضاف البحيرى، أن بعض الضباط التابعين للحركة قاموا بسب قيادات المشهد السياسى المصرى الحاليين، مؤكدين رفضهم لما يحدث فى مصر، كما أخبروه أن احتجازه رسالة للجانب المصرى، حتى يغير المعاملة مع العابرين من سكان القطاع إلى مصر، مشددا على أنهم أخبروه بأن ما يفعلوه معه لن يكون 1% من ما يحدث مع قياداتهم وأبنائهم أثناء العبور، مشيرا إلى كذب كل ما وصفوه من أنواع المعاملة التى يتعرض لها الفلسطينيون مشيرا إلى أنه رأى بعينه أثناء دخوله من المعبر المصرى كيف يعامل الفلسطينيون بطريقة لائقة ومحترمة من قبل السلطات المصرية، وأن كل ما يقولون عنه هو محض ادعاءات كاذبة.




وشدد البحيرى على أنه ومن خلال ما بدى له من تصرفات وتعاملات أفراد الأمن التابعين لحركة حماس أثناء فترة احتجازه أنهم لديهم رغبة شديدة فى الانتقام من المصريين، نظرا لما رددوه من أن طاقة الخير القادمة لهم من مصر لن تكون بالقدر الذى فتحه لهم مرسى، لافتا إلى أن أغلب من قابلهم طوال فترة احتجازه "يألهون مرسى"، ويضعون صورته على هواتفهم ويتحدثون عنه بطريقة تتنافى مع الواقع الذى عرفه عنه المصريون وذلك لأنه كان يوفر لهم ما يحرم المصريين منه.




وأكد البحيرى أنه بعد يومين من المعاملة السيئة، علم أن أحد الجهات السيادية المصرية تواصلت مع محتجزيه وطالبتهم بالإفراج عنه، وبالفعل سيتم الإفراج عنه، لافتا إلى أنه علم بعد الإفراج عنه أن الجهات السيادية شددت على ضرورة أن يكون ضمن أول دفعة قادمة من داخل القطاع، بعدها قامت شرطة حماس بتسليمه للمخابرات المصرية التى طمأنته بأنه أصبح الآن فى أمن، وطالبته بروى ما جرى معه بالتفصيل لمعرفة كيفية التعامل معهم.

وأشار البحيرى إلى أنه عقب عودته إلى القاهرة استقبله وفد من الدبلوماسية الفلسطينية لتطييب خاطره والاعتذار له رسميا عما بدر من شرطة حماس تجاهه، مؤكدين أن هذا لا يمثل الشعب الفلسطينى الذى يربطه بالمصريين علاقات وطيدة وتاريخية، وأن السفير الفلسطينى وعده بأن يساعده فى إتمام زواجه من الفتاة الفلسطينية التى كانت الزيارة من أجل عقد قرانه عليها.




وتساءل البحيرى فى نهاية حديثة لـ"اليوم السابع" عن السبب الذى يدفع قيادات وأفراد حركة حماس الفلسطينية، لمعاملة الشعب المصرى بهذه الطريقة العنصرية الفجة داخل الأراضى الفلسطينية، بالرغم من أن مصر دائما كانت داعما قوية للقضية الفلسطينية ومرحبا بالشعب الفلسطينى على الأراضى المصرية، نظرا للعلاقات التاريخية التى تربط بينهم، متسائلا لماذا اتهموه بأنه تابع للمخابرات المصرية، وما مصلحة السلطات المصرية من أن تفجر حركة تمرد فى أراضيهم.