وزير خارجية اليونان: يجب منح الحكومة الانتقالية فى مصر الوقت لتنفيذ خارطة المستقبل

الأربعاء، 04 سبتمبر 2013 01:39 م
وزير خارجية اليونان: يجب منح الحكومة الانتقالية فى مصر الوقت لتنفيذ خارطة المستقبل ايفانجيلوس فينيزيلوس وزير خارجية اليونان
(أ ش أ )

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد ايفانجيلوس فينيزيلوس نائب رئيس الوزراء وزير خارجية اليونان ضرورة منح الحكومة الانتقالية فى مصر الوقت لتنفيذ خارطة المستقبل، مشيرا إلى أن اليونان يمكنها أن تسهم فى تحقيق الاستقرار بمصر.

وقال - فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم قبيل بدء زيارته لمصر التى تبدأ غدا- إن بلاده على اتصال منتظم مع الحكومة المصرية، كما أن اليونان على استعداد لتقديم المساعدة إذا طلب منها ذلك، وأضاف إنه وفى نفس الوقت فان اليونان هى قناة الاتصال بين مصر والاتحاد الأوروبى خاصة وأنها ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبى فى النصف الأول من العام المقبل 2014.

وأشار إلى أن " اليونان تعمل على حماية العلاقات بين الاتحاد الأوروبى ومصر والتى تعتبر علاقات حيوية لاستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط " موضحا انه ليس من قبيل الصدفة توقيع مصر واليونان فى أثينا شهر يونيو الماضى على مذكرة للتعاون بشأن قضايا الاتحاد الأوروبى.

جاء ذلك ردا على سؤال لوزير خارجية اليونان حول ما يمكن لأثينا تقديمه لمصر لمساعدتها على التغلب على مشاكل الوضع الداخلى.

وحول الغرض من زيارته للقاهرة قال نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية اليونان ايفانجيلوس فينيزيلوس إنه قبل بسرور كبير دعوة الصديق وزير الخارجية نبيل فهمى لزيارة مصر نظرا لاعتقاده القوى فى الحاجة إلى زيادة تعزيز وتعميق العلاقات السياسية و الاقتصادية الجيدة تقليديا بين بلدينا.

وأضاف أن اليونان تربطها بمصر علاقات صداقة قديمة منوها فى هذا الصدد بالجالية اليونانية فى مصر والبطريركية اليونانية الأرثوذكسية بالإسكندرية وإرادة الجانبين المشتركة للتعاون والسلام فى البحر الأبيض المتوسط، وقال إنه من هذا المنطلق يزور مصر لينقل رسالة صداقة والإرادة السياسية للمزيد من التعاون موضحا أن غرس وترسيخ العلاقات الثنائية الطيبة يشكل رغبة مشتركة لشعبى البلدين ويسهم فى إرساء السلام والتعاون الإقليمى، وبالتالى، الاستقرار فى منطقة البحر الأبيض المتوسط .

وحول رؤية بلاده للوضع الحالى فى مصر بعد الثلاثين من يونيو وهل ينظر إليه مثل الشعب المصرى على انه ثورة قال وزير خارجية اليونان أن دور الحكومة الانتقالية فى مصر هام وصعب فى الوقت نفسه، وهذا شىء نتفهمه جيدا، وأشار إلى أن اليونان ترى أنه من المهم منح مصر الوقت حتى تتمكن من استعادة الاستقرار و دورها الإقليمى والدولى المشروع الذى تستحقه.

وقال فينيزيلوس وزير خارجية اليونان إننا نريد أن تحصل الحكومة الانتقالية فى مصر على المساعدة بحيث يمكن ضمان تنفيذ خارطة الطريق مشيرا فى هذا الصدد إلى أهمية العودة إلى الهدوء والعمل الكامل للمؤسسات الديمقراطية، وأكد أن بلاده على استعداد لتشجيع هذه العملية، لأن اليونان تعتقد أن مصر المستقرة التى تعيش فى سلام ستكون فى مصلحة الجميع.

وحول تقييمه لاستمرار الأعمال الإرهابية التى ترتكبها بعض المنظمات الإرهابية فى مصر على الرغم من أنها تعتبر أحزابا سياسية حتى الآن أعرب الوزير عن شعوره بالاستياء إزاء استمرار العنف فى مصر مؤكدا أنه من المهم فى هذه الساعات الحرجة للغاية بالنسبة لمستقبل المنطقة، توخى الحذر وأن يسود التعقل، وشدد على أن اللجوء لاستخدام العنف يجب أن يتوقف وينتهى كما يجب تجنب الإجراءات التى تقوض السلام الاجتماعى.

وحول رؤيته للاستقرار فى مصر وتأثيره على اليونان بشكل خاص و أوروبا بشكل عام قال فينيزلوس أن كلا من اليونان والاتحاد الأوروبى يرى مصر دولة رئيسية فى المنطقة، لديها دور محورى فى القضايا المتعلقة بالأمن فى البحر الأبيض المتوسط ، وعملية السلام فى الشرق الأوسط، والتطورات ليس فقط فى العالم العربى، ولكن فى أفريقيا والمغرب العربى كذلك.

وأوضح أنه وبشكل أكثر تحديدا، فإن اليونان لديها مصلحة حقيقية صادقة فى استقرار مصر معربا عن الرغبة فى ضرورة الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة بحيث يمكن أن تعزز اليونان ومصر سويا التعاون الإقليمى، وبالتالى الاستقرار فى منطقة البحر الأبيض المتوسط .

وردا على سؤال حول رؤيته لمستقبل التعاون بين مصر و اليونان قال فينيزلوس أن ما يهم هو إرادتنا فى الحفاظ على ومواصلة تطوير العلاقات النموذجية القائمة بين بلدينا. و كما تعلمون، هناك إمكانات ضخمة للتعاون فى إقليم شرق المتوسط، وبالتحديد فى قطاع الطاقة، فى إطار القانون الدولى.

وأضاف إنه كما يعلم الجميع، فقد تطور الحضور الاقتصادى اليونانى ونما فى مصر بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة، حيث بلغ حجم الاستثمارات اليونانية فى مصر وبشكل مثير للإعجاب ثلاثة مليارات دولار مشيرا إلى أن اليونان الآن هى خامس أكبر مستثمر أوروبى فى مصر وتوفر فرص عمل لنحو مائة وخمسة وعشرين ألف أسرة مصرية، وأكد أن الأهم من ذلك، أننا لا نزال فى مصر عندما قام كثيرون آخرون بمغادرتها.

وأشار إلى أن هناك تعاونا ممتازا مع القطاع الخاص المصرى واليونان هى واحدة من البلدان القليلة التى أنشأت مجلسا لرجال الأعمال مع مصر مؤكدا على وجود إمكانيات وفرصا واضحة للمزيد من التنمية والتعاون بما يحقق المصلحة المتبادلة للجانبين، وأكد فى هذا الإطار على دور بطريركية الإسكندرية و الجالية اليونانية فى مصر، التى تشكل فى الواقع جسرا بين الشعبين. كما شدد كذلك وبشكل خاص على التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين.

وأعرب وزير خارجية اليونان فى هذا الإطار عن سعادته للتوقيع فى أثينا شهر يونيو الماضى، على عدد من الاتفاقيات الثنائية والتى تشجع وتعزز مع غيرها العلاقات التجارية والتعاون بين مينائى الإسكندرية وبيريوس.

وردا على سؤال بشأن ما يبدو من انقسام الغرب إزاء الوضع فى سوريا وما إذا كانت اليونان تعتقد أنه يمكن حل الأزمة السورية عسكريا وموقفها إزاء التطورات هناك قال فينيزيلوس إن ما يحدث فى سوريا أمر محزن جدا مؤكدا أن استخدام الأسلحة الكيماوية غير مقبول ومدان. ولكن فى الوقت نفسه، من المهم جدا للعملية السياسية المضى قدما باتجاه عقد مؤتمر جنيف الثانى.

وحول تعليقه على موقف البرلمان الأوروبى الذى أدان الهجمات ضد الكنائس المصرية من جانب جماعة إرهابية فيما دعا فى نفس الوقت مصر لبدء المصالحة مع المجموعة الإرهابية نفسها قال وزير خارجية اليونان انه من البديهى أن ندين استخدام العنف بصفة عامة، بما فى ذلك التأكيد على إدانة العنف ضد الكنائس المسيحية، وأضاف أن السلام الدينى والاجتماعى فى حاجة للحماية فى مصر وفى الشرق الأوسط بشكل عام، حيث نشهد تفجرا للتوترات العرقية والدينية.

وأوضح أن مسيحيى مصر هم جزء من ثروة البلاد وإمكاناتها البشرية، كما أنهم جزء لا يتجزأ من هوية مصر التاريخية والثقافية مشيرا إلى أن اليونان، بطبيعة الحال، لديها اهتمام خاص نظرا لوجود المجتمعات اليونانية بمصر والبطريركية الأرثوذكسية اليونانية فى الإسكندرية.

وأكد فى هذه المرحلة ثقة اليونان التامة بأن السلطات المصرية سوف تعمل، كالعادة، على أفضل نحو ممكن فى هذا الصدد.

وردا على سؤال حول قرار مصر تعليق البروتوكول المتعلق بشبكة الاتصال الكهربائية مع اليونان، فى ضوء بعض المعلومات التى تؤكد وجود تحالف بين اليونان وقبرص وإسرائيل لإقامة مشاريع لاستغلال الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط قال فينيزلوس أن الربط الكهربائى بين مصر و اليونان لا يزال هدفا مشتركا، واليونان لم توقع بعد على مذكرة ذات الصلة، كما أن اليونان ليست على بينة من تعليق أى اتفاق ثنائى.

وبالنسبة لآفاق التنقيب عن المواد الهيدروكربونية والنفط والغاز فى جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط ، قال وزير خارجية اليونان إنه - بعيدا عن خلق أى نوع من التحالف و استثناء دول أخرى - فإن ذلك يشكل عاملا إضافيا لتطوير التعاون الإقليمى، وأضاف إننا سوف نرحب بمشاركة مصر فى مبادرات الطاقة الإقليمية مع دول الجوار.

وشدد فى هذا السياق على أنه ينتهز الفرصة للتأكيد على أن التعاون فى مجال الطاقة بين مصر واليونان ذو أهمية إستراتيجية بالنسبة لبلاده، وقال إن اليونان ومصر تتشاطران أهدافا مشتركة للطاقة مثل التنويع وأمن إمدادات الطاقة، وتدعيم وتوسيع قدرات النقل و تحديث البنية التحتية للطاقة.

وأوضح أن مصر هى البلد الوحيد فى الشرق الأوسط من حيث الشركات اليونانية العاملة فى قطاع التنقيب عن النفط، وأشار إلى أن اليونان تتابع باهتمام بالغ التطور فى موضوع خط الغاز العربى الذى سينقل الغاز من مصر وغيرها من الموردين لأوروبا.

وأضاف أنه علاوة على ذلك، فقد وقعت مصر واليونان بالفعل مذكرة حول التعاون فى مجال الطاقة المتجددة، معربا عن الرغبة فى توسيع نطاق التعاون بين الجانبين فى مجالات توليد وتوزيع الكهرباء، وحماية البيئة والحفاظ على الطاقة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة