رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس السورى بشار الأسد يواجه التهديدات الأمريكية بالقيام بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا "بالابتسامة".
وذكرت الصحيفة – فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء، أنه بالرغم من التهديدات الأمريكية بشن هجوم على سوريا، إلا أن الرئيس السورى بشار الأسد بدا فى مزاج مرح، حيث كان يمزح مع الوفد اليمنى- الذى زار سوريا خلال الأسبوع الماضى- على الأوضاع فى المنطقة من حوله، وسخر من منافسيه واصفا إياهم "بأنصاف الرجال".
وتابعت الصحيفة أنه فى ظل الهدوء القاتل الذى يهيمن على شوارع العاصمة دمشق التى ينتابها التوتر، وتخزين السكان هناك للمواد الغذائية، وإرسال الزوجات والأطفال إلى خارج البلاد بأقصى سرعة، إلا أن الأسد ظل متظاهرا بهدوئه، واستمر فى استقبال الزوار فى القصر الرئاسى، وكأن شيئا لم يكن.
وأضافت الصحيفة أن ذلك يبدو استراتيجية تنتهجها عائلة الأسد، حيث تردد وسط بعض النشطاء العوام، بأن زوجة الأسد- منذ بدء الصراع فى 2011- وهى تتصرف وكأن شيئا غير مرغوب به لم يحدث، كما لو أن الحرب الأهلية الدامية التى خلفت دمارا واسعا فى سوريا، تحدث فى مكان آخر بعيدا عن سوريا.
وتابعت الصحيفة أن وراء طبيعته التى يبديها، إلا أن الأسد كثف من عدوانه على نحو متزايد، معلنا عزمه على القضاء على المعارضة، ومصرا على مواجهة العدو الإمبريالى، حيث لم يصرح ببذل جهود من أجل إيجاد حل سياسى للأزمة بينما يعطى الأوامر لجيشه لمحاولة استرداد الأراضى المفقودة.
وقالت إنه على مدى عامين ونصف من الأزمة، والرئيس السورى مصر على أن ما يحدث فى سوريا ما هو إلا مؤامرة خارجية ضد بلاده، مواصلا عناده ورفضه الإعلان عن مسؤوليته وندمه على تلك الدماء التى أريقت فى سوريا، ولكنه وصف ما يحدث بالحرب الأهلية، مؤكدا أن 90 فى المائة من قوات المعارضة تتبع إرهاب القاعدة، معربا عن أن الحل الوحيد هو تصفيتهم، وبعد ذلك تكون مناقشة التدابير السياسية.
وأضافت الصحيفة أن الحرب الدائرة فى سوريا منعت الظهور العلنى للأسد مع زوجته مترجلين، بعد استهداف منطقة المالكى- الراقية فى دمشق والتى لا يزال يتواجد بها الأسد مع عائلته- بقذائف هاون.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم محافظة الرئيس السورى على سمته الهادئ، إلا أن الهجوم الأمريكى قد أثر على الكثير، وخاصة الداعمين للحكومة السورية، حيث تساءل السوريون عن حجم الهجوم الذى تعتزم الولايات المتحدة القيام به ضد سوريا،- هل هو محدود أم واسع- على خلفية الهجوم الكيماوى الذى أودى بحياة مئات المدنيين هناك.
واشنطن بوست: الأسد يقابل التهديدات الأمريكية بالابتسامة
الأربعاء، 04 سبتمبر 2013 02:09 م