نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً كتبته لخبيرة بمؤسسة كارنيجى الأوروبية، جودى ديمبسى، تحدثت فيه عن كيفية التأثير على مصر من خلال القوى الناعمة.
تقول الصحيفة فى البداية، إنه مع هيمنة الشأن السورى واحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا على وسائل الإعلام، فإن الاتحاد الأوروبى لا يزال منتبهاً فى هدوء للشأن المصرى. واعتبرت الكاتبة أن العنف الواسع قبل وبعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى كان ضربة مريرة لممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون، بعدما أمضت ومبعوثها الخاص بيرناردينو ليون أشهر عدة فى بناء علاقة مع الأطراف السياسية الرئيسية فى مصر.
وأضافت أنه من خلال وعود المساعدات المالية والاستثمار والتجارة المرتبطة باحترام الحكومة الجديدة فى مصر لحقوق الإنسان، أملت آشتون أن استراتيجية القوى الناعمة للاتحاد الأوروبى ربما يكون لها بعض التأثير فى التغلب على الاستقطاب العميق والخطير الذى شهدته مصر العام الماضى، إلا أن عزل مرسى أثار تساؤلات عما إذا كانت تلك الاستراتيجية الأوروبية المعتمدة على القوى الناعمة لديها أى دور باق لتلعبه فى مصر والمنطقة.
وتقول ريم كوتويج، محللة السياسة الخارجية بمركز الإصلاح الأوروبى فى لندن، إنه خلال عامين كاملين، كان ينظر للاتحاد الأوروبى كوسيط نزيه، وربما كان بإمكان آشتون أن تستخدم نفوذها أكثر مما فعلت.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن آشتون اكتسبت بالفعل هذه الثقة من الأطراف السياسية الرئيسية، فكانت الدبلوماسية الغربية الوحيدة التى استطاعت مقابلة مرسى بعد احتجازه، وهذا ما أكد مدى تغير نهج الاتحاد الأوروبى منذ ثورة 25 يناير، فحتى هذا الوقت، كان الاتحاد وأغلب أعضائه راضين بما يكفى عن التعامل مع الأنظمة المستبدة فى المنطقة بدلاً من دعم حقوق الإنسان والمجتمع المدنى.
وفى مقابلة بالهاتف مع الصحيفة، قال ليون، إن الاتحاد فى أوائل عام 2011، بدأ الحوار مع كل الأطراف السياسية والمجتمع المدنى، وعندما أصبح مرسى رئيساً شرحنا أسباب أهمية بناء الثقة، ونأمل يكون هناك شمول والتواصل مع كافة الأطراف بدلا من استقطاب المجتمع، لكن مرسى فشل فى الاستماع للنصيحة. ونتيجة لذلك أصبح الانقسام السياسى أعمق وأخطر. ويؤكد ليون على أن القضية المهمة الآن هى كيفية التغلب على هذا الاستقطاب، البعض يرى أن أدوات القوى الناعمة للاتحاد الأوروبى تم استنزافها، لكن آشتون لا يزال لديها أمل.
بينما قال وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى، إن ما قام وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى هو من أجل استعادة الديمقراطية، فقد انتقدت آشتون صراحة الإطاحة بمرسى، وهذا ما يجعل آشتون غير مستعدة للتخلى عن استخدام القوى الناعمة مع مصر، وقالت لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، إنها تستعد لمحاولة بناء حوار سياسى.
من جانبه، يعتقد فولكر بيرثس، مدير المعهد الألمانى للشئون الدولية والأمنية فى برلين، إن سياسة القوى الناعمة للاتحاد الأوروبى يمكن أن تحدث فارقاً فى مصر، لكنها فى حاجة إلى أن تكون محددة. وأشار إلى أن استخدام الأموال أمر جيد، لكن هناك مبالغة فيه، والأسواق يمكن أن تتسع، ويرى أن الجانب الأكثر أهمية هو التنقل، وهذا يعنى السماح للشعوب بالسفر والعيش والدراسة فى الخارج فى مجتمعات مفتوحة مثلما هو الحال فى أوروبا من أجل رؤية كيف تعمل وكيف تتشكل فيها التحالفات والتسويات السياسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة