بينما تقترب الولايات المتحدة من شن عمل عسكرى ضد سوريا، تحت مزاعم باستخدام النظام السورى أسلحة كيميائية ضد المدنيين، برزت صورة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى عشاء فاخر مع الرئيس السورى بشار الأسد وزوجته أسماء، قبل عامين، هذا فيما يدين وزير الخارجية الرئيس الأسد ويتهمه بأنه "سفاح وقاتل".
ونشر موقع "بوليسى مايك" الأمريكى مجموعة من الصور التى تجمع قادة الولايات المتحدة مع عدد من رؤساء أنظمة انتقدتهم الولايات المتحدة وطالبت بإسقاطهم باعتبارهم قاتلين أو مجرمى حرب أو استبداديين، ومن بينها صورة تجمع الرئيس باراك أوباما بالزعيم الليبى معمر القذافى، الذى قتل على يد قوات المعارضة الليبية فى أغسطس 2011 بعد ضربة عسكرية بقيادة حلف الناتو شاركت فيها واشنطن.
وفيما كانت أمريكا هى صاحبة الغزو على العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003، ثم القبض عليه وإعدامه تحت ذريعة مزيفة بامتلاكه أسلحة دمار شامل، فإنها دعمته بملايين الدولارات خلال حربه مع إيران وتسترت على استخدامه أسلحة كيميائية ضد القوات الإيرانية، فيما عرف أسوأ هجوم كيميائى فى التاريخ. وهذه الصورة تجمع الرئيس الراحل صدام حسين والذى وصفه الإعلام الأمريكى، بمجرم الحرب، مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذى قاد غزو القوات الأمريكية على العراق.
وقاد تشارلى ويلسون، السيناتور الأمريكى البارز الذى عمل مع وكالة الاستخبارات المركزية CIA، الكونجرس لإرسال عشرات ملايين الدولارات لتسليح الميليشيات المسلحة خلال الحرب الأهلية فى أفغانستان. وكان القائد المتشدد جلال الدين حقانى، هو أحد المستفيدين الرئيسيين من هذه الأموال كما كان أحد المقربين من ويلسون، غير أن حقانى هو من صمم التفجيرات الانتحارية كتكتيك فى المنطقة الأفغانية الباكستانية وقدم الدعم والحماية لأسامة بن لادن الذى أنشأ تنظيم القاعدة.
وتجمع هذه الصورة الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت والديكتاتور السوفياتى أو الذى عرف بالقاتل الجماعى "جوزيف ستالين.
ومن بين الصور التى تشير إلى المفارقات فى السياسات الأمريكية فى تعاملها مع الأنظمة السلطوية، تلك التى تجمع أوباما مع الرئيس السابق محمد حسنى مبارك. وبينما كان نظام مبارك من أقرب حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة طيلة 30 عاما، فإنه سريعا ما تخلت الإدارة الأمريكية عنه خلال الاحتجاجات الشعبية فى 2011.
وفيما تجمع صورة بين الرئيس دونالد ريجان والمجاهدين، أشار الموقع الأمريكى إلى أنه واشنطن صبت ملايين الدولارات تسليح المجاهدين الأفغان فى مواجهة السوفيت فى الثمانينيات. وفى مايو 2001، قبل أربعة أشهر فقط من هجمات 11 سبتمبر، أعلنت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش عن منحة بقيمة 43 مليون دولار لطالبان.
ويقول الموقع إنه من الصور التى تثير السخرية تلك التى تجمع جون ماكين، أحد الصقور الجمهوريين فى الكونجرس، مع إرهابى من سوريا. فخلال زيارته لسوريا قبل عدة أشهر، التقى ماكين بعدد من الإرهابيين الذين على صلة بجبهة النصرة وغيرها من الجماعات التى على صلة بالقاعدة. هذا على الرغم من أن ماكين أكد أن واشنطن ستدعم فقط المعارضة وليس تلك العناصر التى ترتبط بالجماعات الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة.
ورغم إدانة وزارة الخارجية الأمريكية، بانتظام، لرئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانج نغيما، واتهامه فى تقاريرها السنوية بانتهاك حقوق الإنسان وضرب وتعذيب السجناء، فإن وزيرة الخارجية السابقى كوندوليزا رائيس وصفته عام 2006 بأنه "صديق جيد لواشنطن".
وتلقى محمد ضياء الحق، الذى قاد الانقلاب والسيطرة على الحكم فى باكستان عام 1978 وشرع فى برنامج راديكالى لأسلمة قوانين البلاد وعسكرة البرنامج النووى للبلاد، دعما قويا من واشنطن وعشرات مليارات الدولارات لتعبئة المجاهدين فى أفغانستان. والصورة تجمع الرئيس ريجان والديكتاتور الباكستانى.
صورة للرئيس ريتشارد نيكسون مبتسما بينما يصافح الرئيسى الصينى ماو زيدونج، الذى قتل أكبر عدد من البشر فى التاريخ، حيث مقتل ما بين 70 و40 مليون بسبب الجوع والإجهاض القسرى والإعدام.
الصورة الأخيرة تجمع الرئيس جورج دبليو بوش مع ديكتاتور أنجولا جوس إيدواردو دوس سانتوس. فعلى الرغم من أن البلاد غنية بالنفط والمعادن، فإن الكثير من الأنجوليين لا يزالوا فقراء. هذا بالإضافة إلى أن حكومته اتسمت بالوحشية وتعذيب المعارضين.
واللافت أن هذه الصورة التقطت قبل أيام من اغتيال الحكومة الأنجولية لجوناس سافيمبى، المعروف بنضاله من أجل الحرية.
صور تظهر تناقض السياسات الأمريكية على مر تاريخها الحديث
الأربعاء، 04 سبتمبر 2013 01:10 م
وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة