خبراء نفسيون:شخصية القاضى سر نجاح الرئيس المؤقت فى أول اختبار مع الجماهير.. أستاذ طب نفسى: الشعب شعر بوجود رجل دولة على الطراز الحديث..وهبة العيسوى:نجح فى تغيير الصورة الهزيلة التى صنعها "مرسى"

أكد خبراء وأساتذة الطب النفسى أن أداء الرئيس المؤقت، المستشار عدلى منصور، نجح فى تغيير صورة الأداء الهزيل والباهت لرئيس الجمهورية، والتى رسخها الدكتور مرسى فى الفترة السابقة، والتى كانت مادة خصبة لسخرية الجميع.

وأكد الخبراء أن أداء منصور يرتقى إلى سلوك رجل الدولة، حيث كشف خطابه أمس إلى المواطنين مجموعة من السمات الشخصية التى يتميز بها، وهى الثقة الشديدة بالنفس، فضلا عن الاتزان النفسى وعدم الانسياق وراء الانفعالات بالإضافة إلى تأثره الشديد بشخصية القاضى، وهى التحفظ والاستناد إلى الحجج والأرقام فى التصريح بالمعلومات.

وأشاروا إلى الفارق الكبير بينه وبين الدكتور محمد مرسى، والذى كان يحاول تقمص شخصية الزعيم بكثرة الإشارات، واستخدام يده، والميل إلى ترديد عبارات التهديد والوعيد، والتى تكشف عن شخصية ديكتاورية لها نزعة إرهابية، وتؤكد على الاهتزاز النفسى، وهو ما برز فى خطابه الأخير الذى سُمِّىَ بـ"خطاب السقوط".

من جانبه قال الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن المستشار عدلى منصور، الرئيس المؤقت للبلاد، نجح فى اكتساب أرضية جديدة فى الشارع المصرى بعد الخطاب الذى ألقاه للمواطنين أمس، حيث شعر الشارع المصرى بوجود رجل دولة على الطراز الحديث.

وأضاف "عبد العظيم" أن الخطاب كشف عن مجموعة من السمات الشخصية للرئيس المؤقت، منها ثقته واعتزازه الشديد بالنفس، فضلا عن ميله إلى استخدام لغة المصارحة والمكاشفة مع الجمهور.

وأوضح عبد العظيم أن الرئيس عدلى منصور كان متفقا مع نفسه، وهو يعلم جيدا أنه أتى لتنفيذ مهمة محددة، فلم يعمد إلى تقمص شخصية الزعيم، سواء باستخدام يده، والتلويح بها بكثرة، أو محاولة اللجوء إلى الصوت العالى على عكس ما كان يحاول أن يفعله محمد مرسى، والذى كان يجتهد فى تقمص شخصية الزعيم، فكان يحاول محاكاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، رغم كره الإخوان له.

وأكد عبد العظيم "إذا كان الرئيس الحالى يتسم بالثقة الشديدة فهى الصفة التى كان يفتقدها الدكتور مرسى، والذى كان يحاول تعويضها باستخدام لغة التهديد والوعيد لخصومة للدلالة على قوته".

من جانبها قالت الدكتور هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس "الرئيس عدلى نجح فى تغيير الصورة الهزيلة التى صنعها الدكتور مرسى لرجل الدولة، حيث إن الخطاب أكد على أنه شخصية متوازنة يميل إلى الدقة، وهو ما يكشف ميله إلى استخدام لغة الأرقام والإحصائيات، والتى كان يقوم بعرض بعضها دون النظر إلى الورق الذى أمامه، مما يدل على ذاكرة قوية غير مشوشة".

وأضافت العيسوى أن الخطاب أبرز شخصية القاضى الطاغية عليه، والتى يميل إلى المصداقية، والتى تبنى على الحجج، وعدم إعطاء الوعود البراقة، بالإضافة إلى أنه شخصية محددة، فلم يقم باستعراض العديد من الملفات، واقتصر على عرض ملفات الاقتصاد والأمن والتعليم.

وأشارت العيسوى إلى أن تلك الصفات تختلف كليا مع الأداء الباهت والهزيل للدكتور مرسى، والذى جعل من خطاباته وسيلة ومادة خصبة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، وخاصة المصطلحات الغريبة التى كان يستخدمها، ومنها "صوابع بتلعب" وغيرها، بالإضافة إلى استخدام الإشارة باستمرار، وهى تدل على الجزء الإرهابى بداخله.

وفى نفس السياق قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى إن الرئيس عدلى منصور نجح فى إرساله رسالة طمأنة للشعب المصرى على مستقبل البلاد.

كما وضح الفرق الشاسع بين أداء مرسى الذى تأثر بفكر جماعة الإخوان المسلمين، والعمل السرى، وبين أداء المستشار عدلى منصور، والذى اتخذ لغة خطاب هادئة متزنة بعيدًا عن اللغة السوقية التى كان يعمد لها الدكتور مرسى –على حد قوله– وفى النهاية نجح المستشار عدلى منصور فى الوصول إلى قلب المشاهدين بعد ذلك الخطاب.