وعلى رأس هؤلاء الفنان أحمد عيد الذى كان من أوائل المشاركين فى ثورة يناير، ولم يكتف بذلك، ولكنه قام بإجراء مكالمة هاتفية مع الإعلامى سيد على بقناة "المحور" وقت تنحى الرئيس الأسبق مبارك وعنفه بشدة لعدم حياديته وعدم نقله للصورة الكاملة وقتها، وهو ما ترتب على المكالمة تأثر كبير للغاية فى شعبية الإعلامى بعد ذلك، وكل ما فعله "عيد" كان تحت مسمى محاربة الفساد، ويعتبر "عيد" من مؤيدى حملة أبو الفتوح والمروج لها، وقام بانتخابه فى المرة الأولى وفى الإعادة كان اختياره محمد مرسى، وطوال الوقت مساندا للإخوان على الرغم من إعلانه أكثر من مرة أنه ليس من الجماعة أو منتميا لها، إلا أنه يتحجج دائما بمساندة الشرعية والصندوق، وكأنه لم يكن موجودا وقت الإعلان الدستورى المستبد الذى أصدره الرئيس المعزول، وبعد ذلك موقعة الاتحادية وغيرها من الاغتيالات التى وقعت لعدد من شباب ثورة يناير الذين كانوا بجواره فى ميدان التحرير مثل جيكا ومحمد الجندى والحسينى أبو ضيف وغيرهم.

يأتى فى نفس القائمة المطرب حمزة نمرة الذى لم يختلف عن أحمد عيد كثيرا من خلال مشاركته فى حملة أبو الفتوح، وبعد ذلك اختياره لمرسى فى الإعادة، وكان "نمرة" يحاول طوال وقت ثورة يناير أن يظهر كشخصية ثورية، وذلك من أجل تحقيق حلم الشهرة والنجومية، وهو ما نجح فيه بعض الشىء، خاصة وأن الجمهور لم يعرف نمرة سوى مع الثورة مثله مثل غيره من المطربين الذين ظهورا فى تلك الفترة، ولكن سقط قناعه مع ثورة 30 يوليو وعبر عن وجهه الحقيقى فى حبه للإخوان، ومشاركته فى مسيراتهم عقب فض اعتصام ميدانى "رابعة" و"النهضة"، وظل يهتف "يسقط حكم العسكر" وهو ما يدل على أنه أصبح مغيبا عن الواقع وأصبح كالطفل لا يدرى ماذا يقول، خاصة أن ضياع شهرته القليلة التى حققها الفترة الماضية ستضيع منه ولن يكون له مكانا فى سوق المطربين أو حتى الجمهور الذى أنقلب عليه، فبالتالى فكل محاولته أصبحت بائسة مثل الجماعة الإرهابية التى ينتمى لها ولو فكريا.

أما الفنان عمرو واكد فمازال يعانى من الهجوم عليه عقب حلقة برنامجه "آسفين ياريس" والتى شن فيها هجوما على جميع الرؤساء فى مصر، وتحديدا الرئيس جمال عبد الناصر وصولا إلى انتقاده اللاذع لحكم العسكر وهى الحلقة التى كانت كفيلة بفتح النار عليه وانتقاده من قبل الجمهور وبشدة، خاصة وأن آراءه كان مبالغا فيها ولم تكن موضوعية ولا تتناسب مع الواقع الذى نعيشه على الإطلاق، لدرجة أنه كان سيتم التعدى عليه من قبل أحد سائقى التاكسى فى مطار القاهرة بسبب آرائه السياسية التى يرها الكثير صادمة وهجومه على الجيش المصرى.

بينما تأثرت الفنانة بسمة بآراء زوجها عمر حمزاوى وتسير على نفس خطاه، ولم يكن لها موقف واضحا من ثورة 30 يونيو مثلما كان حالها فى ثورة يناير، فحجة بسمة الآن أنها كانت تنجب ابنتها "نادية" ولكن الوضع يعود إلى ما قبل ولادتها فلم تتحدث عن إدانتها لاعتصام رابعة والنهضة، وأن الدولة لابد من فضه وقررت الاختفاء وعمل بيات شتوى ليكون مخرجا لها فيما بعد، ولكن تأثرها الشديد بزوجها حمزاوى ظهر عليها واضحا، لاسيما وأن بسمة من النوع الثورجى.

ويعتبر الفنان خالد الصاوى هو الفنان الثورى الوحيد الذى يسير وفقا لما يحتاجه الشعب المصرى، ويكون مع الإرادة الشعبية، فكان الصاوى أول من نزل ميدان التحرير فى ثورة 25 يناير، وظل على قناعته أن نظام مبارك فاسد واعتصم فى ميدان التحرير، وشارك بعد ذلك فى الكثير من المسيرات التى أعقبت تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011، وكان مقاطعا لجولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة، نظرا لعدم قناعته وقتها كثورى بالمرشحين، فالصاوى نزل وشارك فى 30 يونيو والتى خرجت من وزارة الثقافة، وتابعها بعد ذلك بتفويض الجيش ضد الإرهاب، ولم يتوقف الصاوى عند هذا الحد فقط، بل أطلق العديد من القصائد التى هاجم فيها رئيس وزراء تركيا أردوغان، وقصيدة لأوباما، حتى البرادعى عاتبه فى قصيدة بعنوان "زعلان يا بوب"، ويظل الصاوى دائما واحد من القلائل الذى يكون فى صف الشعب المصرى ومناصرا لجميع ثوراته التى تأتى بالخير للبلاد.
