الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويعتدون على المصلين.. شرطة الاحتلال تشن حملات ملاحقة داخل ساحات المسجد.. والشيخ رائد صلاح يوافق على شروط عدم اعتقاله بإبعاده عن القدس

أصيب عدد من المصلين بجروح وحروق بعد اعتداء عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلى عليهم عقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى، وقال منسق مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا إن مجموعة من المستوطنين قوامها ١٤ شخصا اقتحموا باحات الأقصى من باب المغاربة فتصدى لهم المرابطون وشرعوا بالتكبير ومنعوهم من إكمال اقتحامهم، مبينا بأنه بعد ذلك اقتحمت وحدات خاصة المسجد واعتدت على المرابطين بالضرب ورش غاز الفلفل، مما أدى إلى إصابة عدد منهم واعتقال شخصين.




من جانبه، قال الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف وشئون المسجد الأقصى إن ساحات المسجد الأقصى تشهد توترا بسبب التواجد المكثف لقوات الاحتلال فى ساحاته، لافتا إلى محاصرة المصلين فى المسجد القبلى.

وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت أمس إلى اقتحام المسجد الأقصى اليوم، وذلك فى إطار سلسلة من الخطوات الرامية لتهويد القدس المحتل وجعله مزاراً لليهود، واقتحمت صباح اليوم الأربعاء، عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة لملاحقة المصلين الذين تصدوا لمجموعة من المستوطنين التى اقتحمت الأقصى فجرا بالحجارة وبالتكبيرات.





وكانت جموع المصلين انتشرت فى باحات الأقصى، وشكلت حزاما بشريا فى الساحة الأمامية لبوابات المسجد القبلى لمنع المستوطنين من التجوال فيها، وقال شهود إن مواجهات أخرى دارت بين سكان البلدة القديمة وقوات الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد، التى منعت الرجال ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخوله.





وشنت شرطة الاحتلال حملات ملاحقة داخل ساحات المسجد للمصلين، واعتقلت مواطنين اثنين، لم تعرف هويتهما بعد، حيث تمركزت بالقرب من بوابات الجامع القبلى، فضلا عن انتشارها فى معظم الساحات القريبة، فى حين اقتصر اقتحام المستوطنين على المنطقة الممتدة من باب المغاربة إلى باب السلسلة.

وتزامنت هذه الأحداث المتسارعة فى الأقصى، بإغلاق سلطات الاحتلال منذ ساعات الصباح الباكر أبواب المسجد أمام كافة المواطنين، ولم تسمح إلا بدخول موظفيه.




وقال شهود عيان من داخل الأقصى، إن المرابطين رشقوا المتطرفين بالحجارة، وقوبل ذلك باقتحام أكثر من 500 عنصر من قوات الاحتلال المسجد، واعتقلت اثنين حتى الآن، لم تعرف هويتهم بعد، وأغلقت أبواب المصلى القبلى الداخلية بالسلاسل الحديدية.

وكان مئات الفلسطينيين قد أدوا صلاة الفجر اليوم الأربعاء فى الشوارع والطرقات المتاخمة والمحاذية لأسوار القدس القديمة بعد منع قوات الاحتلال دخول من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما دخول البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، تزامناً مع يوم النفير العام الذى دعت له القوى المقدسية للتصدى للمستوطنين الذين أعلنوا نيتهم اجتياح الأقصى مع بدء موسم أعيادهم التى تبدأ اليوم.





وقال مواطنون فى المدينة إن سلطات الاحتلال وضعت متاريس وحواجز عسكرية وشرطية فى كافة أنحاء المدينة المقدسة ونشرت دوريات راجلة فى شوارع وطرقات القدس القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى فضلاً عن وضع متاريس حديدية على بوابات البلدة القديمة للتدقيق ببطاقات المواطنين.

جاء ذلك فيما قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن قاضية محكمة الصلح بمدينة القدس قد استجابت لتوجه وطلب محققى الشرطة الإسرائيلية القاضية بإطلاق سراح رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح، وإبعاده عن مدينة القدس لمسافة 30 كيلو متر وذلك لمدة 180 يوماً، إضافة لدفع كفالة ضمان والالتزام بدفع مبلغ مالى مسترد بقيمة 50 ألف شيكل.


وكان جيش الاحتلال الإسرائيلى قد اعتقل أمس رائد صلاح أثناء عبوره بمركبته مقابل مفرق عمواس فى الطريق الموصل إلى مدينة القدس، وتم تحويله إلى مركز التحقيقات فى مركز الشرطة "المسكوبية" فى القدس، ووجهت له عدة تهم أبرزها التحريض ضد الاحتلال الإسرائيلى خلال خطابه الذى ألقاه الأسبوع الماضى فى المدينة.