اقترحت إسرائيل الإبقاء على العشرات من المستوطنات اليهودية والقواعد العسكرية فى الضفة الغربية على حالها فى إطار صفقة لإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، حسبما أبلغ مسئول فلسطينى الأسوشيتد برس اليوم الأربعاء، وقدم المسئول لمحة أكثر تفصيلا حتى الآن عن الجولة الحالية من محادثات السلام، التى استؤنفت مؤخرا بعد فترة انقطاع لمدة خمس سنوات.
وقال المسئول إن المقترح غير مقبول لدى الفلسطينيين، بما يلقى بالضوء على الطريق الصعب المنتظر فى الوقت الذى يحاول فيه الطرفان التوصل إلى اتفاق ينهى عقودا من الصراع.
وتحدث المسئول شريطة التكتم على هويته لأن الفلسطينيين والإسرائيليين تعهدوا لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بعدم الإدلاء بتصريحات إعلامية عن محتوى المباحثات بينهم، وهو تعهد شهد التزاما بدرجة كبيرة حتى الآن.
ويسعى الفلسطينيون إلى اعتبار الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهى المناطق التى احتلتها فى حرب العام 1967، حدودا لدولتهم المستقبلية.
ومع رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو العودة إلى خطوط ما قبل 1967، حظيت فكرة إقامة دولة فلسطينية على حدود مؤقتة بقبول لدى الإسرائيليين.
اتفاق كهذا يمكن أن يمنح الفلسطينيين استقلالا، لكنه يترك القضايا الشائكة، مثل مصير القدس ووضع الملايين من اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم، إلى مفاوضات لاحقة. ويرفض الفلسطينيون فكرة إبرام أى اتفاقات مؤقتة، خشية أن تتحول أى اتفاقات مؤقتة مع إسرائيل، والتى لا تلبى مطالبهم، إلى اتفاقات دائمة.
واستؤنفت المباحثات أواخر يوليو بعد توقف دام نحو خمس سنوات، وكان ذلك فى جزء كبير منه بسبب الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية وعارض الفلسطينيون الاستيطان الإسرائيلى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويقول الفلسطينيون إن هذه المستوطنات، والتى تأوى حاليا أكثر من 500 ألف إسرائيلى، تزيد من صعوبة تقسيم الأرض بين الشعبين.
وبعد أشهر من الوساطة الأمريكية، وافق الفلسطينيون على استئناف المباحثات، ورغم عدم تعهد إسرائيل بتجميد الأنشطة الاستيطانية، قال مسئولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن يتجنب الطرفان أى خطوات استفزازية، وشملت المفاوضات على اجتماع سرى مرة أو مرتين أسبوعيا خلال الشهر الماضى أو حتى الآن.
وقال المسئول الفلسطينى إن المباحثات الرسمية بشأن الحدود لم تبدأ بعد، وإن المفاوضات ركزت على المسائل الأمنية، مضيفا أن الإسرائيليين يريدون استعادة السيطرة على حدود الضفة الغربية مع الأردن، والإبقاء على محطات إنذار مبكر على قمم التلال، والاحتفاظ بقواعد عسكرية قرب الحدود الأردنية.
وقال "إسرائيل تستغل قضية الأمن لكسب أراض.. من المناقشات العامة التى عقدناها خلال الأسبوعين الماضيين، لم يظهر الإسرائيليون أى نية لتفكيك أى مستوطنة،" مضيفا أن المقترحات الحالية تشير إلى أن إسرائيل ستسعى إلى الاحتفاظ بالسيطرة على حوالى أربعين بالمائة من الضفة الغربية.
وأردف قائلا "يقولون (دعونا نناقش فكرة إقامة دولة بحدود مؤقتة) وقلنا (دعونا نتفق على دولة تقوم على حدود العام 1967 أولا ثم يمكننا الاتفاق على إقامة هذه الدولة على مراحل)".
وخلال جولات التفاوض السابقة، التى عقدت عام 2008 تحت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت، اقترحت إسرائيل الانسحاب من نحو 94 بالمائة من أراضى الضفة الغربية، وتعويض الفلسطينيين عما يعادل 6 بالمائة من خلال "تبادل الأراضى" بما يسمح لإسرائيل بالحفاظ على المستوطنات الرئيسية. واقترح أولمرت أيضا إدارة دولية للمواقع المقدسة فى القدس.
وقال المسئول إن الفلسطينيين اقترحوا استئناف محادثات السلام من حيث توقفت، لكن نتنياهو قال إنه ليس ملزما بمقترحات أولمرت.
الأسوشيتد برس تعرض المتقرحات الإسرائيلية فى المباحثات مع الفلسطينيين
الأربعاء، 04 سبتمبر 2013 10:39 م
صورة أرشيفية