المألوف، خاصة فى عالمنا العربى، أن يهجر الإنسان بلده الى بلد آخر كى يبنى مستقبلا أو لينعم بما بقى له من مستقبل فى بلد راق.
لكن رواية "طشّارى" للكاتبة العراقية أنعام كجه جى، تمثل فى شخصيتها الرئيسية حالة استثنائية مختلفة، إذ أن بطلة القصة الطبيبة العراقية المتقاعدة التى تبلغ الثمانين من العمر تهجر بلدها وتلجأ إلى فرنسا لا سعيا الى مستقبل.. بل كما يبدو حفاظا على صورة ماض كان بالنسبة إليها هنيئا رائعا حوّله القتل والرصاص والتفجيرات فى العراق إلى حلم زال وحل محله كابوس واسع النطاق لا تبدو له نهاية قريبة.
البطلة هنا لم تعد تعرف العراق الذى أحبته فحملت صورته الماضية الى بلد غريب فتح لها بابا للجوء والحفاظ على الكرامة.
عنوان "طشّارى" يشير إلى التشظى والتشتت فى كل الجهات أو ما يقابل معنى القول العربى القديم "تفرقوا ايدى سبأ". والرواية هى عمل من أعمال قصصية عراقية أخيرة تتحدث عن التهجير خاصة تهجير الأقليات. وهى تتناول تهجير المسيحيين العراقيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة