يرى المراقبون للمشهد السودانى، أنه على الرغم من حدوث "انتفاضة جماهيرية" بعدد من الولايات احتجاجا على قرارات حكومة الخرطوم، برفع الدعم عن المحروقات، وتحميل المواطن السودانى أعباء ارتفاع أسعار السلع والمنتجات لمستويات تفوق قدراته المالية المحدودة، فإن غالبية السودانيين يرفضون محاولات بعض القوى سواء داخلية أو خارجية، لتجسيد المشهد السودانى على أنه ثورة جديدة من ثورات دول الربيع العربى، كما يحلو للبعض تسميتها.
وتجد هذه التطورات، حسب المراقبين، معارضة من غالبية الشعب السودانى، معتبرا إياها كلمة" سيئة السمعة"، ونموذجا ظهرت تداعياته السلبية متجسدة أمام أعينهم لدول عربية شقيقة كانت ملء السمع والبصر، وأصبحت حاليا تئن من وطأة تلك الثورات، خاصة ما حدث بسوريا وليبيا، فضلا عن عدم تفهمهم الواضح للمشهد المصرى، الذى مر بتداعيات ثورتين، أطاحت برئيسين، ولولا تلاحم "شعبها بجيشها العظيم"، لانزلقت فى الهاوية غير محسوبة العواقب.
واستبقت حكومة الخرطوم، تداعيات الأحداث المترتبة على القرارات الاقتصادية التى تبنتها، بالاستفادة من تجارب الدول التى سبقتها فى تلك الأحداث، وقررت عدم إتاحة الفرصة لتكرار المشهد واستمراره كبؤرة اهتمام للعالم والمنظمات الحقوقية، واتخذت إجراءات سريعة وعنيفة فى معظم الأحيان، لوأد فتنة دخول الدولة فيما يسمى ثورة ربيع عربى جديدة، واستخدمت الآلة الأمنية العنيفة لصد محاولات الشغب التى تتبع المظاهرات بشكل تلقائى، فضلا عن حجب المعلومات المتاحة عن فض المظاهرات، من خلال وقف شبكة الانترنت، ومنع تقنى لتحميل أى مشاهد عنيفة للشارع السودانى، على شبكات التواصل الاجتماعى، وغلق بعض الصحف،وعمل رقابة قوية على حرية التعبير.
وجاءت تصريحات المسئولين السودانيين، بوجود أعمال تخريبية مدعومة من جهات داخلية وخارجية لإسقاط الدولة، وآخرها تأكيدات والى الخرطوم عبد الرحمن الخضر، بوجود عمل تخريبى منظم كان يستهدف المؤسسات الأمنية فى المقام الأول، "لتدغدغ "مشاعر المواطن السودانى، وتغذى مخاوفه على استقرار وطنه، وعدم الانزلاق وراء دعاوى ثورات الربيع العربى التى قد تطيح بدولتهم التى تعانى من صعوبات اقتصادية، ونزاعات قبلية، ومشاكل حدودية مع دولة الجنوب، وليست فى حاجة لدخول مشهد جديد على البلاد لن يحمد عقباه.
وتحاول القيادة السودانية حاليا، ممثلة فى الرئيس عمر البشير وحزبه الحاكم" المؤتمر الوطني" وحكومته، باتخاذ إجراءات عاجلة لتهدئة الشارع السودانى من خلال حزمة قرارات ترتبط برفع الحد الأدنى لدخول المواطنين، وتوفير سلع بأسعار مقبولة للمواطن محدود الدخل، مع إصرار واضح للمضى قدما فى تنفيذ حزمة الإصلاحات الاقتصادية، بالرغم من وجود قوى وأحزاب معارضة وضغط جماهيرى غير مسبوق يتعرض له النظام الحاكم.
وتترقب الأوساط السياسية العالمية، المشهد السودانى بكافة تداعياته، فهل ينجح النظام فى الفكاك من شباك الربيع العربى، أم يرفض الشعب السودانى النظام الحالى، ويملى إرادته التى تعد هى الأساس فى مسيرة أى دولة، سواء كانت تلك الإرادة الشعبية، فى صالح تقدم مسيرة الوطن أو تساهم بشكل غير مباشر فى عرقلتها لسنوات غير محسوبة، وذلك بالفعل فى "علم الغيب".
مراقبون: حذر من ربيع عربى "سيئ السمعة" بالسودان
الإثنين، 30 سبتمبر 2013 11:59 ص
جانب من مظاهرات السودان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ELSNOSI14@YAHOO.COM
هذا حل العسكر