تواجه جماعة الإخوان اخطر التحديات فى تاريخها بعد تجربتها فى مصر وبعض الدول العربية خاصة وقد فقدت الكثير من ثقة الشعب الذى كان ينتخب أعضائها عندما كانوا خارج السلطة، لكن تجربة الجماعة فى السلطة وايضا فى مواجهة الشعب كشف عن فشل فى إدارة العملية السياسية أو توظيف السلطة.
وقد كانت السنة التى حكم فيها الدكتور مرسى نموذجا للفشل وخيانة العهد والإحتكار السياسى واقصاء المعارضة.
وبعد الفشل لم تعترف الجماعة بأخطاءها ودخلت فى مواجهة مع الشعب واصرت على التهديد وممارسة العنف شواهد كثيرة تؤكد أن جماعة الإخوان فى مصر تواجة ازمة مصير، وأن تماسك الجماعة والتنظيم يتوقف على العديد من المقومات، منها تكوين التنظيم نفسه، ومدى قبول الشارع له والتسويق الإعلامى له، والدور الذى يلعبه فى أو مع الخارج واستمرار ممولى هذا التنظيم فى دعمهم له.
تماسك الجماعة فى مصر تحلل بعد تآكل الصف الأول منها، ويضم القيادات التى تحرك الصفوف السفلية وتلهب حماسها وتشكل عقولها، وذلك حينما نجحت قوات الأمن بتوجيه ضربات متلاحقة له، وزجت برواده وراء الأسوار، ويبقى الصف الثانى للجماعة ويضم قيادات الجماعة فى المحافظات، وهم من تتسلل لهم القرارات لينفذوها، سواء باستعطاف أهالى الأقاليم باسم الدين أو توزيع منتجات الجماعة فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية أو أثناء حشدهم للاستفتاءات.
هذا الصف الثانى أصبح أطلالا باستمرار نجاح الجيش والشرطة فى ملاحقة العناصر التحريضية والنشطة منهم، ليتبقى عناصر قليلة غير نشطة، وربما تخفى عدم اقتناعها بأسلوب الجماعة، وبذلك يكون محصلة تأثير الباقى منهم لا يتعدى صفرا، ويبقى الصف الثالث من الجماعة ويضم الشباب وطلبة الجامعات.
شباب الجماعة لا حول لهم ولا قوة، لم يجدوا أمامهم سوى أن يفرغوا حماسهم الزائد فى التظاهر، ولا يعلمون أنهم يصنعون بعنفوان شبابهم موجا سريعا فى نهايته شلال سيقضى عليهم جميعاً، التبعية وإلغاء الفكر قبحت من مستوى النقاش معهم، ربما يحتاجون سنين قليلة ليعيدوا وزن أمورهم، خاصة أن الجرعة التى كانوا يمتصونها من قياداتهم توقفت، والتفاعل معهم بشكل مشجع تعثر، ومن هنا يتضح أن تكوين الجماعة أصبح أطلالاً لا يجوز عليه سوى الترحم والدعاء بالهداية للباقين منه.
أما عن مدى القبول الشعبى للجماعة، فالكل متفق أن الشارع تقيأ أفكارها وركل فشلها، وخير دليل هو الخروج الحاشد لرفض السياسة الغاشمة لمن انتدبوا من مكتب الإرشاد فى قصر الرئاسة، ليقضى ذلك على حلم الجماعة فى أن تكون الرائدة والحاكمة، وأصبح زيادة فلول الجماعة بشخص جديد، يتفق مع أفكارهم هو أمر فى عالم الأوهام.
الأدلة كثيرة على اغتيال الجماعة لشعبيتها، فتولى رفيق حبيب قائماً بأعمال رئيس الحزب، أثبت أن الجماعة فى ورطة، وتريد كسب تعاطف الأقباط من المصريين بزعامة أن الأقباط وحدهم من يرفضونهم، ولا يعلمون أن الأقباط يتأثرون بفشل من يحكم كباقى المصريين، يركبون معنا نفس وسائل المواصلات ويصطفون معنا فى نفس طوابير البنزين والأنابيب، ولم يعلموا أيضا أن تظاهر الأقباط ليس لأنهم يعلمون أن الرئيس القادم سيكون مسلما، ولكن لأنهم يتأذون من فشلهم وجشعهم مثلنا بغض النظر عن الديانة، ومن هنا نتأكد أن الشعب بمختلف طوائفه رفض الجماعة.
التسويق الإعلامى للجماعة فشل، فلم تجد القنوات المصرية مواد إعلامية تناقشها أو تعالجها للجماعة سوى ممارسات الجماعة المتخبطة والعنيفة، ليكون المخرج الإعلامى لها هو قنوات تزيف الحقائقا وتجردها من حقائقهاا أو جرائد أصبحت باهتة وليس لها معنى.
الموقف الغربى من الجماعة أصبح متنافراً معها كل التنافر، لم تعلم الإخوان أن سكر أمريكا سرعان ما يذوب فى الماء، تصريحات أوباما الأخيرة التى أعلن فيها أن حكم مرسى كان غير مطمئنا وأن أمريكا تتعامل بشكل طبيعى مع الحكومة الحاليةا لأنها تراها ممثلة للشعب، أكدت بقوة فسخ العقد العرفى بين الإخوان وأمريكا، سبقها خلع من دول عربية وغربية كانت تؤيد الإخوانا وأصبحت تدعم الحكومة المصرية فى مواجهتها للإرهاب ليقف الأقزام المتبقون والجماعة عارية فى مهب الريح.
وأخيراً، الغطاء الكبير الممول للجماعة والأب الروحى لها وهو التنظيم الدولى للجماعة، يواجه ارتباكا، حيث أكدت مصادر مطلعة أن اجتماع التنظيم مؤخراً فى باكستان لمناقشة العديد من القضايا التى تواجه الإخوان حول العالم، انشغل عن إخوان مصر، بمظاهرات السودان، وحرصه على محاولة تماسك الأمور هناك، فضلاً عن تصريحات أوباما والموقف الأمريكى من التنظيم الدولى، بالإضافة إلى مناقشة تولى مرشد عام جديد للجماعة، كما أن الممارسات الخاطئة والفاشلة للإخوان فى مصر وملاحقة العناصر الإجرامية منهم، وإيداع رواد النظام الخاص لها وراء الأسوار ابقت على أشخاص لا تثق فيهم قيادات التنظيم الدولى لعدم انتمائهم لهذا النظام، مما يحول دون أن يكون المرشد الجديد مصرياً.
وبهذا تعرت الجماعة بعد سقوط كل مقوماتها، ولم يتبق للإخوان فى مصر سوى فتات ينظر إلى الدولة بمبدأ الانتقام، ويكشر أنيابه للشعب وكأنه ضيوف يعيشون فى دولتهم التى يشعرون أنهم أعلى منها، الفكر الثأرى للجماعة سيميت الباقين منها، وما يفعله ذلك الفتات الآن، هو إرهاصات النهاية، وخلايا أخرى نائمة ستظل نائمة إلى الأبد بعد انقطاع كل الآمال أن تستيقظ علناً وتعلن انتماءها.
فشباب الجماعة المنشقين سيعرضون على أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية مبادرة جديدة بعنوان «فكر وارجع»، وترتكز على 3 مسارات، «الأمنى والفكرى والاقتصادى»، مشيرا إلى أن المسار الأمنى يسير بشكل جيد، مؤكدا أن «المعالجة الأمنية» بمفردها غير مجدية، لذلك «فإن المسار الفكرى ضرورة».
إضافة إلى أن المبادرة ترتكز على عدد من المحاور، من أهمها محاولة إقناع شباب الإخوان للعدول عن فكرهم من خلال دورات للتوعية وندوات ومحاولة استقطاب الشباب الإخوانى، مشيرا إلى أن شباب الإخوان من المرجح انقسامهم إلى 4 أقسام بعد استقرار الأوضاع.. فمنهم من سيتجه للعنف، ومنهم من ينحرف سلوكيا، والفريق الثالث ربما ينزوى بعيدا عن المجتمع، والأخير سيلجأ للمراجعات.
محمد مجدى السيسى يحلل: جماعة الإخوان هل تلفظ أنفاسها الأخيرة؟.. الشارع المصرى عزلها وأمريكا فسخت العقد العرفى معها ومظاهرات السودان تشغل التنظيم الدولى
الإثنين، 30 سبتمبر 2013 06:13 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
aobdelward
لا تعليق
لا تعليق
وبكرة تشوفوا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوى
راااااااااااااااااائع
تحليل رااائع وأتفق معك ..
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عمر الأسيوطى
الحلول الأمنية وحدها لا تكفى