تكفل الدولة حرية التعبير عن الرأى دخل الجامعات المصرية لطلابها بشرط توافر عنصر السلمية بها، وعدم الإخلال بسير العملية التعليمية، وتفادى أى صِدام قد يُلحق الأذى بالجامعة ككل أفرادا كانوا أو منشآت.
والمتتبع لسير العملية التعليمية داخل الجامعات المصرية يجد أن هناك نسبة كبيرة جداً من الطلاب يلتزمون بقواعد ولوائح الجامعة فى حرية التعبير عن آرائهم فى مظاهرات حضارية منظمة يشتاق المار عليهم الوقوف بها حتى، وإن كان مُخالف لهم فى الرأى، فبهاء المنظر والتحضر يعكس الفارق بين طالب العلم وبين طالب الفوضى، بين من يسعى لإيصال صوته بأقل الخسائر الممكنة وهى إزهاق الوقت تظاهراً، وبين من يسعى لفرض صوته عنوةً بمزيد من الخسائر أقلها السُباب، وإلحاق الضرر بالشرطة والمنشآت الجامعية.
تفاجأنا فى الأيام الماضية بطلابٍ يُفترض أنهم طلاب علم ينتسبون لكليات مرموقة الدرجة، وإذا بهم يقتحمون إحدى قاعات العلم فى الوقت الذى تُناقش فيه إحدى الرسائل العلمية بحضور عالم جليل، وهو الدكتور المرموق على جمعة مفتى الديار المصرية السابق لينهالوا عليه بألفاظٍ نابية موجهين كاميرات التصوير صوبه لأخذ ردة فعل يريدونها، وتصبوا لمُرسِليهم حتى يتم التنكيل بعالم جليل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن هناك دائماً سعة صدر كبيرة للعلماء، وابتسامة قوة وإشفاق على من غُرغر بهم وعلى من صار مفتاح عقله بيد غيره يُحركه كيفما يشاء، وليس بالغريب على فضيلة الدكتور على جمعة حِلمه وصبره ونحن نحسبه من الصالحين الذين يكظمون الغيظ والعافين عن الناس.
الطالب المُغيب ربما يصنع أكثر من السُباب وأكثر من الحرق لمبانٍ تنفع وطن دون النظر إلى ما يترتب عليها من ضرر للدولة سواء ضرر مادى أو ضرر سياسى، ولعل ما أصابنى بالحسرة الموجعة هى كميات الأسلحة الآلية التى تم ضبطها فى إحدى كليات الهندسة، ومن المفترض أن هذه الكلية هى مهد للعلم وليست ميداناً للحرب، هذه الكلية تُنير عقولاً بين حنايا أبنياتها وليست واحة للإرهاب تُزهق الأرواح بها وتتساقط الرؤوس موتاً رغماً عنها.
هل الجامعات المصرية أصبحت ساحة للسباب، والصدام ومن ثم القتل إن لزم الأمر؟ أم أنها منارة العلم الذى يرتقى به أبناء الوطن لينهضوا بوطنهم أجمع دون النظر لمطامع سياسية هى فى النهاية لزوال؟، هل أصبحت الجامعات المصرية تحوى الإرهاب الذى انتُسب إليها خلسةً ليحطم تاريخها، وليعرقل مسيرتها؟، هل أتى طلاب مصر للجامعات لتُزهق أرواحهم وليُسلب مستقبلهم ولِيُرهبوا فكرياً إن نجوا؟ هل دخل الطالب الجامعة ليتعلم أم أنه دخلها ليخرج قاتلاً لوطنه، ولنفسه ومقدماً هو خدمةً للأعادى دون أدنى جهد منهم؟
أيها المُغرغر به، أيها المُغيب فكرياً هل جئت لنفسك مُتعلماً أم جئت لغيرك خادماً؟ هل جئت لتطلب العلم دارساً أم جئت لنا بالضلال مُكدساً؟ هل سترفع معنا راية الواطن خفاقةً أم ستقعَ للمُخرب فريسةً؟ هل أنت طالب علم أم أنك طالب حرب؟
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خليل الإتربى
فين أيام الجامعة
هى دى مظاهرات دى أبدا كنا إحنا بتوع المظاهرات الصح
عدد الردود 0
بواسطة:
رامى فاروق
ليس كل الطلاب هكذا فكل إناء ينضح بما فيه
عدد الردود 0
بواسطة:
جورج
الحال من سيىء لأسوأ
عدد الردود 0
بواسطة:
نورا المصرية
دول طلاب الإخوان ليس غيرهم
خربوا البلد ولسه مين عارف مصر رايحه فين ربنا يستر
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح الرفاعى
ميدان الجامعة الجديد