تعرف القيادة على أنها فعالية التأثير على سلوك الآخرين، كأفراد وجماعات نحو إنجاز وتحقيق الأهداف المرغوبة، فالقيادة إنجاز وتأثير فيمن تقود نحو تحقيق الأهداف المرغوبة والمنشودة، وينصرف الإنجاز إلى البعد الإدارى الملموس وينصرف التأثير إلى البعد النفسى وهذا سر القيادة وتميزها.
كثر فى زماننا من يتصدر القيادة لكن قليلا من ينجح فى ذلك، فقيادة الرجال من أصعب المهام، وقيادة الأمم والمجتمعات أمر قد يقترب من المستحيل، ما لم يكن شخصا تجتمع فيه صفات وسمات القائد، فالقائد هو الذى يؤمن بفكرة مثالية، قادر على توصيلها لمعاونيه ليحملهم على تنفيذها وتذليل الصعاب فى سبيل ذلك، من خلال توزيع الاختصاصات والمسئوليات متخذا فى ذلك أفضل العناصر، وأكفئها من خلال تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، والشخصية وذلك لتحقيق الإنجاز الذى يصل أحيانا إلى حد الإعجاز ولن يتأتى ذلك إلا من خلال سمات ومهارات أساسية لابد من توافرها فيمن يتولى القيادة.
1.الاستعداد الفطرى والثقة فى إمكاناته وقدراته
2.امتلاك رؤية وخطة واضحة للمستقبل
3.مستمع جيد ومتحدث لبق
4.البناء على الصحيح مما سبق
5.المبادرة والعمل بروح الفريق لتحويل الاهداف لواقع على الأرض.
6.التحلى بروح التحدى وديناميكية التحرك على كافة الأصعدة
7.الثقة فى الآخرين للاستفادة من طاقاتهم بطريقة إيجابية
8.الاستخدام الأقصى للتكنولوجيا فى التواصل وإنجاز الأعمال
9.القدوة الناجحة للاهتداء بها فى مواجهة الصعاب وحل المشكلات.
10.المبادرة بالفعل دون الانتظار لاتباع سياسة رد الفعل.
ويختلف مفهوم القائد والقيادة عن مفهوم الزعيم والزعامة، فالزعامة مرحلة تالية للقيادة، فكل قائد يمكن أن يصبح زعيما ولا تولد زعامة من فراغ وللتوضيح فإن القيادة هى أن تحقق هدفا، لا يمكن لأحد أن يحققه، أما الزعامة فهى أن تصيب هدفا لا يمكن لأحد أن يراه
وغالبا فى مراحل التحول والبناء، ما تحتاج الأمم إلى قائد وليس إلى زعيم، فالزعيم يرتكن إلى سمات شخصية كاريزمية تجمع الناس حوله دون التركيز على الجوانب المؤهلة للشخصية القيادية فخطأ القائد، يمكن أن يصوب غير أن أخطاء الزعماء، لا تغتفر وقد تصل إلى حد الكوارث، فهتلر الزعيم الذى قهر جيوش المحور لم يغفر له التاريخ نازيته فى المحرقة، ومحمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، لم يغفر له التاريخ دمويته فى مذبحة القلعة، والزعيم جمال عبد الناصر لم يغفر له التاريخ هزيمته فى يونيو 1967، وقلما أنصف التاريخ زعيما، كما أنصف زعماء مثل غاندى ونيلسون مانديلا، فى مقابل هتلر وموسولينى وصدام حسين، والقذافى وغيرهم، من القادة الأوتوقراطيين ممن يؤسسون لقيادة استبدادية (ديكتاتورية) التى تتميز بالسلوك التعسفى المستمد من السلطة المخولة لهم، بموجب القوانين والأنظمة، ويميل هذا النوع من القادة إلى حصر السلطة فيهم، والانفراد بعملية اتخاذ القرار.
إن القيادة فى زماننا أصبحت كالحب، الكل يعترف أنه موجود إلا أننا نشتكى قلة المحبين، فإذا لم تخطط لأهدافك فليس من حقك أن تندم على عدم تحقيقها، وهنا تبرز أهمية تحديد الهدف وصياغة الحلم والحشد المجتمعى حوله، وهذه هى القاعدة الراسخة للانطلاق كما فعلت دول كثيرة فى لحظات التحول، والسعى نحو النهوض والتقدم، مثل الصين والهند وماليزيا وكوريا، والتى اتخذت مسارا احتشاديا حيث تجسدت حالة من الحراك المجتمعى والاصطفاف السياسى، تبلورت تلك الحالة فى مشروع تنموى تبنته قيادة مدنية واعية وحشدت له كافة الطاقات المادية والبشرية حتى وصلت إلى ما تريد وأصبحت تزاحم كبريات الدول على الصعيد العالمى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وأخيرا قالوا قديما، إذا أردت أن تقود شعبا فامش إلى جواره، ولا تسوقه أمامك وعندها تصل بهم إلى ما تريد.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة