أزعجنى كما أزعج الكثيرين ما جرى فى كلية «دار العلوم» عند مناقشة رسالة جامعية أن حاول البعض الاعتداء لفظيًا، بل والهجوم على رجل بقامة العالم الإسلامى الكبير «د. على جمعة» مفتى الديار السابق، ولا شك أن مثل هذه التصرفات مدبرة، تنال من هيبة الجامعة، وتسقط من قيمة العلم، وتقدم نموذجًا مشوهًا للعمل الأكاديمى، وإذا لم يكن هناك توقير واضح، والتزام شديد بما يقوم به المعلم فلا جدوى من العملية التعليمية برمتها، وأنا أدق ناقوس الخطر أمام التجاوزات التى تحدث فى المدارس والجامعات ضد هيئات التدريس، فالكثيرون يتصورون أن ثورة يناير 2011 لم تسقط حاجز الخوف فقط، ولكنها أسقطت حاجز الاحترام أيضًا، فمثل هذا الانفلات لا يبنى دولة، ولا يشيد حضارة، ولا يفتح أبواب المستقبل أمام الأجيال الجديدة.