ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن ليبيا تسعى لإيجاد حلول جديدة لإنهاء الإضرابات التى خفضت بشكل كبير إنتاجها من النفط، بما فى ذلك إصدار فتاوى دينية ضد المسلحين الذين يغلقون حقوق النفط والموانئ واحتمال طلب مساعدات أجنبية.
وقالت الصحيفة، إن إغلاق معظم الموانئ النفطية الليبية على يد مهاجمين مسلحين الشهر الماضى حرم الأسواق الدولية من احتياجاتها من النفط الخام الليبى الذى له قيمة كبيرة.
وتشير إلى أن النائب بالمؤتمر الوطنى العام الليبى محمد تومى اقترح دراسة إمكانية دعوة "قوات من دول مسلمة صديقة" لمعالجة الفوضى المتصاعدة فى البلاد.
وتنقل "وول ستريت جورنال" عن نورى عبدالله بالروين، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط قوله إنه سوف يعترض على هذه الخطوة قائلا "لن يكون هناك أى تدخل أجنبى".
وتقول الصحيفة، إن دار الإفتاء الليبية، أصدرت فتوى بمناسبة الاحتجاجات التى شلت قطاع النفط فى البلاد، وشككت فى شرعية الاحتجاجات بسبب وقوع خسائر فادحة فى الإيرادات الحكومية.
وجاء فى الفتوى أنه "لا يجوز الاعتصامات المسلحة وفرض المطالب على المسئولين بالإكراه، لأن ذلك يعد من الخروج على ولاة الأمر بالسلاح، ولا يجوز أن تكون الاعتصامات بقفل الطرقات، وشل المؤسسات الخدمية والحيوية التى لا بد للناس منها، كمؤسسات النفط والمستشفيات والخدمات الطبية وغيرها مما يعتمد عليه الناس فى حياتهم".
وأضافت الفتوى أنه إذا كان الاعتصام "مشروعا ومضبوطا بالشروط السابقة، فلهم (العمال) الحق فى مرتباتهم عن تلك الأيام (الاعتصام)، وإن كانت المطالب غير مشروعة، أو كان يوقف ويعطل خدمات حيوية ضار تعطيلها بالأمة وسيادة الدولة، فلا حق لهم فى مرتباتهم عن تلك الأيام، لأنه تعد وعمل غير مشروع لا حق لصاحبه فى الأجرة".
وذكر رئيس المؤسسة الوطنية للنفط أن محطات النفط ظلت مغلقة أمس الاثنين باستثناء البريقة فى شرق ليبيا، ونتيجة لذلك، يبلغ إنتاج النفط حاليا 236 ألف برميل/ يوميا مقارنة بـ300 ألف برميل/ يوميا الأسبوع الماضى، ما يمثل جزءا من الإنتاج العادى فى البلاد الذى كان يبلغ 1.5 مليون برميل/يوميا.
ورغم اعتراضه لعى التدخل الأجنبى لإعادة الانضباط لقطاع النفط إلا أن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط قال إنه لا يعرف كيفية حل المشكلة الحالية فى البلاد.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط فى بيان على موقعها الإلكترونى أمس الاثنين إن ما تشهده ليبيا من اعتصامات وإغلاق للموانئ من قبل قلة من حرس المنشآت النفطية وآخرين بموانى الحريقة والزويتينة ورأس لانوف والسدرة وكذلك خطوط الأنابيب الرئيسية أدى إلى تراجع صادرات النفط الخام وبعض المنتجات النفطية، وبالتالى وصول الإنتاج إلى أدنى مستوى له 240 ألف برميل/ يوميا أى إن الفاقد حوالى 1.3 مليون برميل/ يوميا وهو ما يعادل بالأسعار الحالية للخامات الليبية تقريباً 140 مليون دولار يومياً بما فيها حصة الشركاء، ناهيك عن الخسائر غير المباشرة من مصاريف تشغيل للموانئ والحقول النفطية بالإضافة إلى الأموال الطائلة التى سوف تنفق على عمليات عودة الإنتاج إلى طبيعته وثمن شراء المحروقات الإضافية لتغطية العجز الحالى.
وأضافت المؤسسة فى بيانها أن فاقد العائد من النفط الناتج عن الاعتصامات منذ بداية السنة وحتى أمس الاثنين قد تجـاوز ما مقـداره (5 مليارات دولار) بما فيها حصة الشركاء وبالتالى فإن هذا سيؤثر سلباً على تحقيق الإيرادات المطلوبة لتمويل ميزانية سنة 2013.
"وول ستريت جورنال": ليبيا تستعين بالفتاوى الدينية لحل أزمة النفط
الثلاثاء، 03 سبتمبر 2013 02:47 م
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة