عبد الحميد بدوى يكتب: أنا شاعر لا يتكرر

أنا شاعر لا يتكرر
إلا كل تلاتين ألف عام
لم أمارس فى كتاباتى
فن التجميل
ولم أنافق يومًا
ولم أكن بياع كلام
فكلماتى هى دائمًا وأبدًا
خنجر مسموم فى صدر النظام
أنا شاعر المجهولين والمقهورين
و المعتقلين والمظلومين
والمغلوبين على أمرهم
والمقطوعين اليد واللسان
أنا صوت العاجزين عن الكلام
أنا الثورة الثوار
بداخلى يسكن الميدان
أنا الدمع فى بغداد
والجرح الذى
لا ينتهى فى فلسطين
أنا العربى ابن العربى الأصيل
كم أكره القصيدة
التى لم تصل إلى مرحلة الغليان
فلا تتكلموا عن الأفعال والأوزان
فالكتابة عندى طوفان
والشعر ما هو إلا كلمة حق
فى زمن النفاق والطغيان
ومن هو الشاعر إذ لم يفجر
من ينابيع شعره بركان
فالشاعر ضمير الأمة والأوطان
أنا شاعر لا يتكرر إلا كل تلاتين ألف عام
فهذا ليس إعجابًا بحالى ولا غرور كما تظنون
فأنا آخر ممن بحالهم يعجبون
فهذا ليس أكثر من إثبات وجود
فحبى لكم ليس له حدود
فاقرؤنى جيدًا فأنا لغة الشعوب
كم أكره الشعراء الذين يكتبون الشعر
فى مصانع الطوب
كلماتهم تشبه بعضها بعض
أما أنا أجمع كلماتى
كما يجمع الجناينى الورد
فهذا ليس إعجابًا بحالى ولا غرور كما تظنون
فأنا آخر ممن بحالهم يعجبون
ولكنه إثبات وجود
فحبى لكم ليس له حدود
فاقرؤنى جيدًا فأنا لغة الشعوب
وبكم يحيا الوجود