د. شريف على يكتب: الحصان وعربة الدستور!

الأحد، 29 سبتمبر 2013 09:35 م
د. شريف على يكتب: الحصان وعربة الدستور! أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الماضى كانت شهادة الفنانين لا يعتد بها أمام المحاكم، وكانوا يسمون الممثل "مشخصاتى" والموسيقار "آلاتى" والمطرب "مدّاح" والراقصة "عالمة" حتى الأدب كان عيباً، ما منع الأديب محمد حسين هيكل المحامى، من وضع اسمه على أول رواية فى الأدب العربى "زينب" خجلاً وخشيةً أن يؤثر ذلك على سمعته الرصينة كمحامٍ! ثم تحولت الرواية إلى فيلم بطولة الفنانة راقية إبراهيم، وأصبح من مدعاة فخر الروائى محمد حسين هيكل "وهو غير الكاتب السياسى الكبير المتأخر زمنا: محمد حسنين هيكل" إنه أول من كتب رواية عربية، وتغيرت نظرة المجتمع، وازدهرت دراسات علم النفس بفروعها فى الدول المتقدمة، فأثبتت الدراسات العلمية أن الفنانين "خاصة الكبار المشاهير منهم" يحتلون مراكز متقدمة على مقاييس السمات الذهنية والنفسية المختلفة لا يبلغها البشر العاديون، بحيث يمكن اعتبار الفنان الحقيقى كإنسان فائق القدرات قياساً بالشخص العادى، الأمر الذى دفع الدول المتقدمة إلى الاهتمام بالفن والفنانين، فصاروا سفراءً ممثلين بفنهم وأشخاصهم لبلادهم فى الداخلِ والخارج. ولا عجب فى ذلك، إذا لاحظنا أن الفنانين فعلاً أول من يبدأ التغيير فى أى مجتمع، بما يشكلونه من وعى الأمة، ومن يتشكك فى ذلك فعليه أن يلتفت إلى فيلم أو رواية مثل "شيء من الخوف" للأديب الراحل ثروت أباظة، بطولة الفنان محمود مرسى والمطربة شادية، ليرى بنفسه كيف أن الفن قد تنبَّأَ بالثورة المصرية وبدأ فى غرس بذرتها الأولى فى وجدانِ الشعب المصرى قبل اندلاعها بنحو خمسين عاماً، حتى أنه فى ليلة 25 يناير 2011 عندما انقطعت الاتصالات وخفِّضت إضاءة الميدان فعمت العتمة، راح الشباب يقومون بالمسيرات وهم يهتفون: "باطل"!! منغمة بنفس طريقة هتافها فى الفيلم، وكأنهم يستدعون الفيلم من الذاكرة الشعبية، للتسلح بطاقته الثورية فى هذا الموقف الصعب، أو كأن الثورة هى التى استدعت الفيلم، لافرق! إضافة إلى حلقات الشباب التى كانت تردد أغانى محمد منير، وحليم، ووردة وألحان بليغ حمدى. إذن فالفنانون لا يتطفلون على التاريخ أيها السادة. بل الواقع أن التاريخ هو الذى يلهث وراءهم إن جاز التعبير. وإذا كان البعض يردد أن التاريخ يصنعه السياسيون، فإن من دون شك أن الفنان هو من يصنع السياسى، بل ويشكل وعى هؤلاء الذين يقودهم هذا السياسى! بعد ذلك تجد من يستهجن مجرد الاستعانة بآراء الفنانين ونحن بصدد وضع دستور جديد، قائلاً باحتقار مريض لا ينم إلا عن الجهل: "وما شأن هؤلاء بالدساتير؟!" ولهذا الشخص أقول: بل إن هؤلاء صناع الدساتير الحقيقية لو كنت تعلم!! وإذا لم يكن من يشكل وعى الأمة فى طليعة واضعى الدستور، فمن يكون؟! وإذا لم يوضع الحصان أمام العربة فأين يكون؟ وكيف يمكن أن تتحرك العربة ياعزيزى إذا أنت أعطيت إجازة للحصان؟!






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

د. ميشيل فتحي بخيت

كالعادة

عدد الردود 0

بواسطة:

عزيزة حسن

مقال في الصميم

رائع ايها المبدع دوما

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة