أسامة عبد الرازق يكتب: انتهى الدرس يا إخوان

الأحد، 29 سبتمبر 2013 07:06 ص
أسامة عبد الرازق يكتب: انتهى الدرس يا إخوان صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجح الإخوان المسلمون فى الوصول إلى سدة الحكم فى البلاد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير باعتبارهم أكبر فصيل سياسى منظم فى البلاد على مدار السنوات الماضية من حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ورفعوا فى سبيل تحقيق هذه الغاية شعار الدين، مما جعلهم يكتسبون بشكل كامل عطف وثقة الملايين من جماهير الشعب المصرى المعروف بميوله الدينية وثقافته السياسية القائمة على تقديس كل ما يرتبط بالجوانب الدينية.

وقد استطاعوا الحصول على ثقة رجل الشارع بإجراء الانتخابات البرلمانية أولا ثم الانتخابات الرئاسية ثم يأتى الدستور فى نهاية المطاف فى سيناريو مقلوب لتطور عملية التحول الديمقراطى، التى كانت تقتضى بشكل جوهرى أن يتم وضع الدستور أولا ليعبر عن مطالب كافة القوى السياسية وبعيدا عن هيمنة حزب أو فصيل بعينه ثم تأتى بعدها الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهذا لكى يأتى رئيس منذ اللحظة الأولى محكوم بقواعد دستورية صارمة لا يستطيع الخروج عليها ومؤسسات كاملة للدولة تستطيع أن تراقبه وتحاسبه فى حالة الخروج عن المسار الديمقراطى، وخاصة أننا فى بلد عانت لسنوات كثيرة من نظام قمعى يتشدق بالديمقراطية.

ولهذا أسفرت الانتخابات البرلمانية عن وصول الإسلاميين للبرلمان، ثم الانتخابات الرئاسية، التى أفرزت المعادلة السياسية فى جولتها الثانية الاختيار الصعب بين الإسلاميين أو العودة إلى النظام السابق، فكان الاختيار بين أمرين فى غاية الصعوبة، وانقسم الشارع المصرى، واستطاع الإخوان إزاء مشاعر الخوف العام من إفراز نظام شبيه بالنظام السابق فى الحصول على مقعد الرئاسة بفارق بسيط للغاية.

وهنا أدرك الإخوان المسلمون أو بشكل أدق مكتب الإرشاد أنه قد استطاع السيطرة على مقاليد الأمور فى الدولة المصرية، فلهم الأغلبية فى مجلس الشعب، ومقعد الرئاسة، وعليه تم تشكيل لجنة لوضع الدستور ذات أغلبية إسلامية، وبدلا من أن يقوموا فى هذا السياق بتحقيق مطالب الجماهير التى وضعت ثقتها فى هذه الجماعة وفى قادتها، فعلى العكس عمدوا على تحقيق مصالحهم الشخصية وتحقيق مصالح الأهل والعشيرة، فكانت الكوارث والأزمات الاقتصادية الطاحنة هى لسان حال الشعب المصرى طيلة العام الأول والأخير من حكم الدكتور محمد مرسى.

ولهذا وعندما أدرك الشعب المصرى أنه ببساطة شديدة قد تعرض لأكبر عملية سطو على ثورته التى ضحى فيها بالغالى والنفيس من أجل تحقيق مطالبه المشروعة فى تحقيق العدالة وقيادة قاطرة التحول الديمقراطى للوصول بالبلاد إلى مصاف الدولة الديمقراطية، هنا أعلن تمرده على حكم الرئيس مرسى ومكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين.

وخرجت الجماهير الغفيرة فى الثلاثين من يونيه لتعلن أمرا فى غاية الخطورة أنها لم تعد أسيرة الحاكم الفرد وأنها لن تقبل بالممارسات الديكتاتورية بعد اليوم، وأن الشعب الذى ثار يوم الخامس والعشرين من يناير سيظل ثائرا إلى أن يحقق أهدافه المشروعة.

وهنا كان يجب على جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد الانصياع لإرادة الجماهير، التى خرجت وتعلن فشلها فى إدارة البلاد وتعلن القبول بحكم الشعب وأن تدخل من جديد كطرف فى العملية السياسية وتلجأ للشعب للاحتكام له من جديد فى اختيار رئيس جديد وخارطة طريق جديدة يرضى عنها الشعب بأكمله، وليس حكرا على الجماعة فقط، ولكنها فى المقابل أعلنت وبشكل واضح أما مرسى والجماعة أو العنف الدامى فى البلاد وهذا ما تفجر فى مناطق متفرقة من البلاد وخاصة فى سيناء من خلال التفجيرات المتتالية التى حصدت أرواح الشباب الأبرياء.

ولهذا بقى لنا أن نؤكد أن جماعة الإخوان والتى نجحت فى خداع الشعب باسم الدين لتحقيق أهدافهم السياسية والوصول إلى سدة الحكم، وتلاعبوا بمشاعر البسطاء وبشعارات الدين والعدالة الاجتماعية- وسرقوا الثورة التى فجرها الشباب، والذين دفعوا الثمن من أرواحهم ودمائهم، ولم يحققوا خلال عام حكمهم أى شيء من أهداف الثورة، بل زادوا من معاناة الشعب ومن أزمات السولار والبنزين وانقطاع الكهرباء، ولم يهتموا بمصلحة المواطنين ولكن تفرغوا لمصلحة الجماعة ولمصالحهم الشخصية وفضلوها على مصلحة الوطن، وفضلوا الأهل والعشيرة وحماس وأطلقوا العنان للجماعات المتطرفة فى سيناء، لهذا فهم لن يرجحوا مصلحة هذا الوطن على مصالحهم الشخصية، فهم الآن يتاجرون بدم البسطاء المخدوعين واللذين يخدعونهم بشعارات الدفاع عن الإسلام والتحريض على المواطنين، ويقف وراءهم دعاة الفتنة الذين لا يفقهون شيئا عن الإسلام وتعاليمه ولا يتبنون إلا وجهة نظر واحده، هؤلاء الواهمين يظنون أن عقارب الساعة سترجع للخلف وأن رئيسهم المعزول سيعود رغم أنف الإرادة الشعبية، وهذا ضرب من الخيال والهوس الذى يعيشون فيه، فهم عاشقون للسلطة ولم يستوعبوا الدرس حتى الآن.

أنهم لن يعودوا بعد أن لفظهم الشعب وعرف حقيقتهم وتآمرهم ومخططاتهم الدنيئة، فهذه هى الحلقة الأخيرة من مسلسل الإرهاب باسم الدين، فقد انكشف القناع عن جماعة عميلة للغرب تنفذ أجنداته ومخططاته، ولن تقوم لها قائمة مره أخرى، فقد ذهبت إلى الجحيم بعد اعتقال قادتها.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو الحسن الجزائري

تعليق بلا عنوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة