وسط إطلاق الرصاص الذى لا يتوقف، وصرخات المواطنين، وملاحقة البؤر الإجرامية، ونزيف الدماء، وبسالة قوات الأمن فى تطهير كرداسة، لا تفارقك الابتسامة من مشاهد قد لا تنساها فى حياتك:
القناع الأسود
ظهر العشرات من ضباط العمليات الخاصة بأقنعة سوداء فى الشوارع خاصة عندما يتوجهون لمداهمة إحدى البؤر الإجرامية الخطرة، حيث يرتدى ضباط قوات العمليات الخاصة ملابس واقية للرصاص باللون الأسود، كما يرتدون أقنعة سوداء على وجوههم لا تظهر منها إلا أعينهم، خاصة هؤلاء الضباط الذين يتقدمون الحملات الأمنية ويكونون فى مواجهة البؤر الإجرامية مباشرة.
أقنعة ضباط العمليات الخاصة ظهرت فى شوارع كرداسة بكثرة بعيدا عن سيارات الشرطة، ولكنها هذه المرة من صناعة الأطفال، الذين أحضروا كميات كبيرة من أكياس البلاستيك السوداء، وجعلوها بمثابة أقنعة على وجوههم بعدما ثقبوا بها ثقبين أمام أعينهم، فى محاولة منهم لتقليد ضباط العمليات الخاصة، واصطفوا على جانبى الطريق وأشاروا بأصابعهم فى إشارة منهم لعلامة النصر، وسط ابتسامات لضباط العمليات الخاصة.
قصة الخوذة للهروب من الزفة البلدى
تهرع عشرات النساء والبنات بصفة يومية إلى مركز شرطة كرداسة، للوقوف أمامه بالأعلام المصرية، حيث يستقبل النساء الضباط، والأفراد وقوات الأمن عقب عودتهم من المأموريات فى الزراعات والبؤر الإجرامية لملاحقة الخارجين عن القانون، ويستقبل النساء قوات الأمن العائدة من المأموريات وبرفقتهم عدد من المتهمين بالزغاريد، حيث كلما نزل متهم من "بوكس" الشرطة انطلقت زغاريد النساء وهتفن "الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة" ورددن أغنية تسلم الأيادى تسلم يا جيش بلادى.
الناس ينتظرون مشاهدة أى شخص لا يرتدى ملابس الشرطة بمجرد ظهوره داخل سيارات الأمن يبدأ النساء فى إطلاق الزغاريد، إلا أنه من المفارقات أن قوات الأمن بدأت تصطحب معها عددا من الصحفيين والإعلاميين داخل سيارات الشرطة لتصوير عمليات الاقتحام للمناطق الوعرة وملاحقة البؤر الإجرامية وإظهار نجاح هذه العمليات للرأى العام، وتكون الكارثة عند عودة ضباط الشرطة إلى المركز، حيث ينزل الصحفيون من سيارات الأمن وسط "زفة" من النساء، اللائى يعتقدن بأن هؤلاء مقبوض عليهم أيضا، ومع تكرار هذا الأمر بدأت قوات الأمن تعطى كل صحفى "خوذة" حتى يتم التفريق بينه والمتهم المقبوض عليه حتى يتم تفادى الزفة البلدى أمام مركز الشرطة.
سلاح الشرطة والمسدس اللعبة
مع بداية شروق شمس كل يوم ينطلق عدد من الأطفال والصبية إلى مركز شرطة كرداسة حيث تتجمع سيارات الشرطة وقوات الأمن فى انتظار لحظة التحرك لمداهمة بؤر إجرامية جديدة كل يوم، ويجرى الأطفال خلف السيارات مطالبين بالذهاب معهم فى الحملات الأمنية فى مشهد مضحك، حيث حضر الصبية ومعهم مسدسات لعبة اشتروها منذ العيد وادخروها فى منازلهم، ومع انطلاق الأحداث بدأت هذه المسدسات اللعبة تظهر من جديد فى يد الأطفال.
ووسط ضحكات ضباط وأفراد الشرطة ينتهى الأمر بالتقاط صور تذكارية للأطفال مع قوات الأمن وقبلة على وجه الطفل ثم إيداعه لوالدته التى تغادر المكان مع دعوات مخلصة لقواتنا المسلحة والشرطة بالانتصار فى حربهم على الإرهاب.
بلح أم أحمد و"أم على"
عندما تشير عقارب الساعة إلى العاشرة صباحا، إذا كنت تقف أمام مركز شرطة كرداسة تجد سيدة تحمل كميات كبيرة من البلح تتجه إليك، لن تعطيك منه إلا إذا تأكدت من هويتك، فقد خصصته لأفراد الشرطة والجيش فقط، كل صباح تحمل كميات كبيرة من البلح تسرع إلى الأفراد وتوزعه عليهم مرددة " ما تخافش يا بيه دا مغسول ونضيف"، مع دعوات بالانتصار.
وعلى جانب آخر، يظهر فى المشهد رجل مسن يساعدة شاب يوزع "أم على" على الأفراد وقوات الأمن، وربما يرفض البعض أن يأخذ منه، لكن إصرار الرجل وقسمه بالله يجعل لا تحرجه وتأخذ هديته، ثم يضع يده على كتفك مع دعوة مخلصة.
هيبر كرداسة
على بعد أمتار من قوات الأمن تلتفت يمينا لترى سوبر ماكت صغير لا يتخطى الثلاثة أمتار، لا يوجد به إلا القليل من الأكل والشرب، وإمكانية الخدمات به ضعيفة للغاية، ولا يوجد به إلا شخص واحد للبيع، ومع ذلك كتب عليه "هيبر كرداسة".
ووسط ضحكات من الاسم تتسلل إلى السوبر ماركت لشترى ما تشاء، وربما لا تترك المكان قبل أن تسال صاحب السوبر ماركت "هو دا هيبر وان ولا تو"، وربما مازحك أحد الجيران للسوبر ماركت وقال لك بأنه اسمه فى الحقيقة "مهيبر" وتحرف الاسم بعد الأحداث.
5 مشاهد فى كرداسة.. قصة الخوذة والقناع الأسود..وحكاية أم على وسر بلح الحاجة أم أحمد.. وفاتك نص عمرك ياللى ما روحتش هيبر كرداسة
الأحد، 29 سبتمبر 2013 10:36 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة